-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل السابع عشر
ما أصعب أن يهزمك الدمع حِينَ تضطر إلى نسج كلمات وداع لأناس تنفسهم يعني لك حياة
وما أسهل أن يرحلوا وما أمرّ أن يرفعوا يد كانت قد ضمّت يدك يومًا وتراها الآن تُلّوح لك وكأنهم ماكانوا ولاكُنّا
آه يامِي حقيقة اليوم أستعصى عليّ فهمُكِ ولم أسمعكِ جيدًا ، هل فقدتُ قُدرتِي عَلى إمتِصاص ألمكِ وهمّكِ
هل فقدتُ قُدرتي على تطويقُكِ بِحنان الدنيا كما أمام كُلّ موقف!
سامحِينِي يامِي
سامحينِي
ذبول رافق لحظاتِي ورغبة بِخنق كُل التفاصِيل وأدًا!
لِمَاذا يا تُركِي ، لِمَاذا..!
وأنا التِي تحتاجُ قوة بِك ، وأنا التِي ربطت وعلّقت مصيرها بِك ، حتَى الطفلة اليتيمة التِي تقطنُ حُضنِي الآن
تخيلتها بإحضانك ذاتَ يوم وهِي تُناديكَ بابا
أيُّ شُعور غبِي أخذنِي نحوك الآن وأنا التِي قررتُ نسيانك وردمها ذكراك وأن رفضتُ سِواك
يالله!
وكيف نسجتُ هكذا تفكير وكم سعدتُ به لحظتها وكأنه نسيج أمان لِي ولها
أي إحساس أخذنِي نحوك بعد أن غلّفنِي الزمن بِخُذلان عظيم وما أستطعتُ أنتَ أيضًا إلا خُذلانًا
وما أستطعتَ إلا ألمًا !
تعال الآن ، وعِث بِالقلب جرحًا وإهده نسيانًا قبلَ الرحيِل
كان بِإمكانكَ الرحيل دون فعلها ، دون جرحِي ، دونَ خيانتِي و دون قتلِي
آه وأيُّ قتل يا أنت أهديتنِي..!
ليتُكِ لم تُخبرينِي يامي ، ليتكِ ليتنِي مُت قبلها وكنتُ نسيًا منسيًا
أخبرتنِي الأخيرة أنّها بِحاجة فُحوصات خارِج البِلاد وأنّها مُضطرة وخِلال أيّام أن تطير إلى لندن ورحبتُ بِالفكرة وشجعتها فقد يجد جديد هناك وتكون تقارير التعليمِي والحرس وغيره خاطِئة
ثم أخبرتنِي بِالصاعِقة التِي قتلتني بعد أن سألتها لِم ليسَ الآن ولِم بعد أيام..؟
قالت : بيروح معي تركي لأن حميد مرتبط بجامعته هنا ومشآن كذا .... بِـ ي [ وعادت لِلبكاء مِن جديد ]
وصمتت قليلاً ثم عادت لِلبكاء وأكملت بِبحّة غُبن : بِيتزوج ياضي ، تقدم تركِي لِتمارا بنت عمِي ياضي
وكمَن صُب عليها ماء بارد أو حِمم أو نار أو كُرات ثلج ، مزيجُ أختلط وأنا وعاثّ بِروحي ألمًا وكم تمنيتُ الموت لحظتها غير أني
صمتّ كعادتِي ومِي تستحثنِي على الكلام ، السؤال أو حتّى الصراخ و الصمت كان نهجِي
مرّت لحظات ومِي تتحدث وغبنُ أحتل قصبتِي فأعجزني عن الكلام ، رأيت الكثير مِن أهوال الموتى حينها القبر والديدان وشعرتُ بِالموت
هذا كُلّه شعرت به وما أصبرنِي فلازلتُ واقفة ولم أسقط بعد
جلستُ أفكر وكمن يُريد ترتيب الأمور بِداخل عقله ، يَااااه
مِي مُسافِرة لِلفحوصات وسيسافر معها أخيها غير أنّه قرر قبل كُل شئ قتلِي ، تقدم لِخطبة أخرى بِرضا كامِل منه ودون أي مقدمات
وأنا التِي أقسمت على أن لا أكون لِسواه وكم كانَ لذيذًا طعمُ حُلمِي الذي غذا علقمًا ..
مات ، ماتَ الحُلم كَنور ، كموت نور ، آه يانور ليت أنكِ هُنا ليت أنّك هُنا
ليت أني مادعوتُ عليك ، ليتَ أنِي ما تمنيّت تأخيرك ، يالله أرحمنِي وخُذنِي إليك
خُذنِي يالله ، توفنِي تعبتُ تعبتُ تعبتُ
نور ضمينِي الآن ، تعالي يا نورشوفِي يديّ مديتها يلا خذينِي ، خذيني يانور
كنتُ أراها تبتسم كما عادتها ، أنّها تُحادثتني الآن : أبيك أقوى ياضي ، أقوى أقوى
_ كيف يانور ..؟ تعالي ضمينِي أعطيني قوة منك ، أدفني رأسي بِصدركِ ضميني يانور أنا ماعندي أحد ماعندي أحد
منو بيمسح ع راسي لابكيت ألحين ، منو بيمسح دموعي ، منو بينصحني ، منو..!
يلا تعالي ، تعالي يانووووووووور آه
كم مرة أتعب مشآن أتعلم ، كم مرة أموت عشان أتعلم
لازم يادنيا أتألم لازم..؟
جاء الصوت عالياً هذهِ المرّة ودخلتُ بِنوبة بُكاء أشبه ماتكون بِهستيريا ورحتُ أضرب بِكُلّ شئ أمامِي
معاقِل الألم إزدادت الآن وماعليّ سِوى ركلها ، ورحتُ أركل الهواء وأضربُ الحائِط وأضربني وأكسر الأشياء وأنا أُردد : ليه ، ليه!
لم أنتبِه لِلباب الذي فُتِح والداخل إلى غرفتي ، ورحت أضربُنِي وبِصوت باكِي : ليه أنا غبيّة ..؟
ليه ياتركي ، ليه يامي
ليه ..! ليه الله ياخذني الله ياخذني ، حرام عليكم ، ماتعرف ياتركي أن الضرب بِالميّت حرام ماتعرف..!
آه ياربي آه آه
وألم يقتلني بِرأسي والرؤية ضبابية وشعرتُ بِالدنيا تدور ولم أرى سوى الظلام
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الثامِن عشر
رغُم النُعاس الذي أرهق جفنيّ فأسدلهما ورغم كثرة التفكير إلا أن النوم أطاعني أو أنا أطعته
شعرتُ أنّه حالما أغلقتُ عينيّ أنتبهتُ وصوت إرتِطامُ قوي بِجانب غرفتي الأيسر ، أنّها غرفة ضي
وكأن شيئًا قوي واقع عليها ، نهضتُ بِسرعة وتوجهتُ إليها فتحتُ الباب بِهدوء خشيّة مِمّا سأرى
أنها ضي تضربُ ذاتها وتصرخ ليه ، ليه!
ليه ياتركي ، ليه يامي..!
أردتُ أن أقترب مِنها غير أنها بدأت تضربُ الأشياء بِشكل جنوني وكأنها شخص مجنون فرّ مِن مصحُ
بِصوت هامِس : ضي حبيبيتِي أش فيك..!
ولم تسمعنِي أقتربتُ منها أكثر غير أنّها قالتها : ليه ..! ليه الله ياخذني الله ياخذني ، حرام عليكم ماتعرف ياتركي أن الضرب بِالميّت حرام ماتعرف..!
آه ياربي آه آه
و سقطت ، ولكن ليسَ على الأرض بل على قدمي
رفعتُ قدمِي بِخفّة حتى لاتتألم وجلستُ ووضعتها على ركبتِيّ وأنا أمسح على رأسها : شنو سوى فيك تركي ياضي..؟
وشنو سوت مي ..؟
تذكرتُ مُكالمة صديقتها لها وتأكدتُ مِن أن ضي حادثتها فهي لن تنام إلا بعد أن تُحادثها
قبلّتُ جبين أختِي ودمعة يتيمة سقطت وكما سقطت بسرعة فقد جفّت بِسرعة ، أخذت الصغيرة لِطيّبة في الطابق السُفلي بعد أن طرقتُ بابها بِهدوء خشيّة أن تصحو أمِي
وعدتُ لأحضر مفتاح سيارتِي وألبس ثوبِي وحملتُ ضيّ ِسرعة لِلمستشفى
بعد الفحص وبعد مرور نصف ساعة إنتِظار ، لم تكن تشكو مِن شئ غير أن ضربها على رأسها أثر عليها وأنخفضت نسبة الهيموجلوبين بِدمها
حمدتُ الله على سلامتها ودخلت غرفتها والذهول سلب منِي ماسلب غير أني بِإبتِسامة : حيّ هلا بِالدلع
أبتسمت إبتِسامة لاتُشبِهُها وردّت : هلا بك
_ شلونك الآن!
_ الحمدلله
_ ليه ليه كل هَذا يا ضي العين..؟
وعبست وكأنها تذكرت ماحدث قبل ساعة : ولا شئ لايهمك ياضياء
_ كيف ولاشئ وأنتي قالبة لي الدنيا تضربين نفسك وتبي تموتين ليه؟
_ .....
_ إذا أنتي ماتبين نفسك أنا وماريا نبيك وأمي بعد تحتاجك ، مايرزى ياضي ، وبعدين ليه كنتي ترددي تركي ومي..؟
ممكن تحكي لي ..!
بعد صمتّ دام دقائق طويلة إلا أنني أحترمته
_ ممممم آآآ تـ تسمعني لين الأخير بدون ماتحكي ولاكلمة ..؟
_ كلي لك يلا أحكي ووعد ما أحكي شئ بس بهز رأسي زي البنقالية هههه ، أول شئ مابيرهقك الكلام..!
_ لا ، برتاح لو حكيت لك ياضياء [ وبصوت باكي ] برتاح
وتكلمت ضي وقالت : ضياء هالكلام مضى له شهور طويلة قبل حتّى أنت تجِي ، وأفهمنِي بس وعزاي أنك مب مثل شباب هالأيام اللي مايتفاهموا إلا بِالضرب
أدريبك بتفهمني وعز الفهم بعد مايمنع أني أخطيت بس مب الخطأ اللي ينزل راسك ياولد أمي وأبوي ياولد محمد اللي ربانِي أحسن تربية
قبل شهور صار بيني وبين تركي أخ مي اللي هوه نفسه اللواء تركي اللي جانا هذاك اليوم يوم وفاة نور موقف ، كان جاي من العمل وماكان بِالبيت فوق الا أنا وهوه
كانت مي تجهز العشاء وكنّا نبي شريط راشد الجديد قالت لي مي أنّه بغرفة حميد وأشرّت لي ع غرفة من غرفتين يم بعضهم وكنت أول مرة أزروها بيتها اللي بحي الريان
وماكنت أعرف غرفة حميد من غرفة تركي ودخلت غرفة تركي بعد تردد كبير وأكدت لي مي أنهم مستحيل يجوا هالوقت وأنا تو بفتح الدرج اللي قالت لي عنه مي أنفتح باب الغرفة وماكان عليّ شيلة
وتلخبطت كل الأمور وماعرفت حتى أوقف ظليت عالأرض جالسة وما أعرف كم مر من الوقت غير أني نزلت رأسي للأرض وأنتبهت أنه مشى وسكر وراه الباب بِالقوة وصدقني وجهي صار هذي كبره
وسمعت صوت مي وهي قريب وبعدها جاتني وقالت : يؤ ياهبلة جيتي غرفة تركي وأنا قلت لك غرفة حميد
رفعت رأسي وأنا أبكي وقلت لها : الهبلة أنتي ليه مادخلتي أنتي الغرفة وجبيته قبل تنزلين ليه حطيتيني بهالموقف السخيف
_ ضي وش فيك..!
_ يعني ماشفتي أخوك وهو طالع فوق ..!
_ لا ماشفته ، ليه تركي جاء..!
_ تروحين له الآن تفهمينه أني كنت ادور شريط وأن انتي اللي قلتي لي أجي وأن توّ بفتح الدرج هوه جاء
_ ول ول عليك بالعة لي مسجّل
_ ياهبلة ليه مستسخفة موقفي وربي طاح قلبي برجلي ، نظرته لي أول شئ وكأني أفتش عليه وسكر الباب بِالقوة يعني معصب وأنا أنتي قاهرتني باقي واقفة لا وتستهبلين بعد
وراحت مِي لأخوها وعلمتّه بِكل السالفة ومن يومها وهو متلوم فيني وودّه يعتذر وأعتذر بطريقته
ماح أقول لك ياضياء أن تركي حبنِّي لا ، لأن اللي يِحب مايؤذي اللي يِحبّه ، أنا بس اللِي تعلّقت فيه ، تركِي جرحنِي ياضياء
وأخذت تبكِي مِن جديد وأنا بإنتِظار أن تنتهِي مِن حديثها لأتحدث وأكملت بعد أن أستعادت رِباطة جأشها : تركِي قبل تجِي أنت بثلاثة شهور تقدم لي تركِي ورفضته
تمنيتك تكون يمي وتفكر معي ، تمنيت كثير أشياء تصير ومايتدخل فيني عمي عادل ولايفرض عليّ رغبته ، صح أنه ماتركنا ويطل علينا دوم بس كنت بموت لو أن أمي قبلت عرضه وراحت معه لقصره
عمي عادل يبغاني لولده أحمد ياضياء وأنا مابيه ، مابيه
تكلمتُ قبل أن يأتي الوقت الذي يُسمح لِي فِيه بِذلك ، فقلت : تنتظرينه..!
_ من..!
_ أقصد تركي..!
_ لا تركِي مابيجِي ومابيه يجِي خلاص
_ كيف..!
_ البارح خبرتنِي مِي أنها مسافرة لِلعلاج وأن تركِي بيروح معها وقبل كذا بيتزوج بنت عمه
_ وهاللي خلاك تبكين البارح وتطيحين ..!
أنزلت رأسها فقد نسيت المكان والزمان وهِي تتكلم وتمتمت تُحاول إخفاء مشاعرها : أنا مشآن مي
_ ضي أنا أخوك لاتطوين أي صفحة عنِي خليك كتاب مفتوح قدامي لاتخبين شئ
بخِجل نظرت لشي وهززتُ رأسي لها مُشجعًا أن أكملِي ، قالت : أيه مشآنه ، مرض مي مو شئ جديد وهيّه رايحة تتأكد مِن تقارير هنا وأنا أنبسطت لها وشجعتها
_ شوفي ياضي أبيك تؤمنين أن أي شخص يروح تراه ماأستحق أنّه يبقى ولايستحقك ولايستحق يكون معك
أشتري اللي يحبونك ياضي ولاتبكين على ماضي ممكن حتّى هوه تركي نساه ، ضي الحياة قصيرة لو مالقينا الفرح الآن وتمكسنّا فيه متى بنلقاه..!
لو ماعشناه وحسينّاه متى بنعيشه ونحسّه ، تركِي لو أنّه يبيك ماكان خطب بنت عمّه حتى لو كان يحبّك بقلبه ، عقله يقول له كثير شغلات
_ أي قلب ، محد عنده قلب ، محد
_ حتّى أنا ..!
_ إلا ، عندك قلب وقلب كبير بعد
_ طيّب حتى تركي عنده قلب لأنه فكّر بأخته وبيسافر معها ومايبي يتغرّب هو وهيّه لحالهم ثم أن حرمته بتكون مع أخته المريضة
_ .....
_ ضي حسبت أن عقلك أكبر من قلبك وأنك بتوزنيها صح ، يعني ماحطيتي ببالك ليه يبي يتزوج قبل يروح مع أخته..!
_ ....
_ تركي مابيروح وبيجلس فاضي وراه مستشفيات وتقارير وروحة وردة وحرمته بتكون له سند هناك ولأخته ومهما كان الحريم
ينسجموا مع بعضهم أكثر وتراهم بدار غربة ، شئ صعب على تركِي أنه يتغرّب مع أخته لحالهم
صمتتّ ولا أعلم مايدور فِي خُلدها الآن
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل التاسِع عشر
كم مِن المرّات عليّ أن أسقط لأتعلّم فنّ التماسك
كم مرّة عليّ أن أسقط لأتقن التعثر فيكون أخفّ حِدّة
كم مرّة..! آه
ليسَ بِالضرورة أن نبقى مع من نحبّهم لِنبقى نحبّهم ، يالله
هل زرعتَ هذا القول فيّ ياضياء ..!
هل أجدتَ القدرة على كفّ الدموع عنِي ، سأتماسك صدقنِي مِن أجلي ومن أجلك ومِن أجل ماريا ولكن أعطنِي وقتًا فَالذهُوُل أخذ منِي الكثير
كُلّ حرفُ نطقَ بِه ضياء منطقِي ودموع مِي ليلة البَارِحة وصُعوبة الأمر عليها جعلت الصمت موقفِي ولم أنبس حينها بِحرف
لذا أنفجرتُ بعدها وما كانت نتيجة إنفِجاري إلا سقوطِي وما أراحنِي سِوى حديثِي مع ضياء الآن
آه يا تركِي أهديتنِي نزفًا أشدُّ بشاعة مِن الوجع
وأنا أبكِي ودموعِي تنحدر أخذتُ يدي ووضعتها على قلبِي الصغير حجمًا الكبير همًا وكأنني أرغب بِالتخفيف عنه وأخذتُ أُغنّي له : آنا مُو أول ولا آخر حبيب فِي النهاية مع حبيبه يفترق
مِن متى صابت معي حتّى تخيب
البخت ويّاي عمره ماصدق
أشلون أصير الجرح وآصير الطبيب من يرد اللي مِن أيامي أنسرق
أيه ياقلبي معاك مالي نصيب ، آه آه
عُدنا إلى البيت قبل أن تشرق الشمس وبِهدوء دخلنا وسمعتهُ يقول بِصوت خافِت : ربّك ياضيّ توجهِي له بِخالص النيّة وأدعي
قال تعالي : (أدعونِي أستجب لكم )
_ ونعم بِالله ياضياء
_ ربي يحميك ، يلاّ حاولي ترتاحِي شوي ورانا شغلات اليوم
_ شنو شغلاته..؟
_ أنتي نامي وبعدين أحكي لك
_ طيب
_ تصبحي أو تمسين ع خير
_ تصبح ع خير
وجُودهُ بِقُربِي الآن نعمة كبيرة أحسدنِي عليها ، ماذا كنتُ سأفعل لو لم تكُن موجودًا
ماذا..!
كنتُ أجلسُ على سجادتِي وفرغتُ مِن تِلاوة سورة البقرة كامِلة والحمدُلله شعرتُ بِراحة كبيرة
ورفعتُ يدي لِلسماء [ ربِي أفعل بِي ما أنتَ أهله ، ولاتفعل بِي ما أنا أهله ] ياربّ ، اللهم أنك قلتَ فِي كِتابُكَ الكريم
( أدعونِي أستجِب لكم ) وأنتَ قولكَ الحق ووعدكَ الصدق نجنِي من الهم والغمّ والكرب والضيق والشدة والذُل والبرص والجُدام والمرض والجنون ، يالله أنكَ قادر على ماتشاء
يالله ، إذا لم أدعك فتستجيبُ لِي فمَن ذا الذي أدعوه فيستجيب لِي!
إذا لم أسألك فتعطينِي فمَن ذا الذي أسأله فيعطيني!
إذا لم أرجوك فترحمنِي فمَن ذا الذي أرجوه فيرحمنِي!
ربِي هبنِي هِداية أهتدي بِها لِطريق الحق ، ربِي لاتتركنِي فأنا قد وكلّت أمري إليك
وبكيتُ خشوعًا وتذللاً ، بكيتُ همًا ، بكيت رحمة أبتغيها مِن لُدن خالقِي القدير على كُل شئ
بكيتُ كما لم أبكِ مِن قبل ، ليسَ إلا تقربًا من ربِي و رغبة بِنسيان هذا الجرح
صحوتُ على صوت ماريا التِي لا أعلم مَن جاء بِها إليّ مِن غرفتها فبعد أن عُدت طللتُ على غرفتها فوجدتها نائِمة
يبدو أن ضياء أتى بِها ، لا أنا أسمع صوتًا هُنا ألتفتُ لِلجانب الآخر مِن غرفتِي لأرى ووجدت أثنتان كانتا هُدى وشذى وحالما أستدرت أستدارتا والقلق بادٍ عليهما
بادرت هُدى : شلونك الآن..!
أبتسمت لهما : منيحة أجنن شوفوني كاني أضحك
_ الله لايروعك ع غالي ياضي ، كنا بنروح فيها لما جانا أحمد ووجهه رايح فيها يقول أنك بالمستشفى حتّى أن عندي تطبيق اليوم ومارحت من خوفي عليك
_ ياحبني لك ياشذى وربي فيك الخير
_ أحم أحم
_ وأنتي بعد ياهُدى فيك الخير ، يعني ضياء أتصل لكم..!
نظرت شذى لِهُدى وكأنها تقول لها أخبريها أنتِ فبادرت هُدى : تبين الصدق ..!
_ أيه وماغيره
_ أحمد جانا بعد صلاة الصبح على طول وقال لنا أنّك بِالمستشفى ومن شكله قلقنا كثير وخفنا وكنّا بنجيكم المستشفى وأحمد رفض وقال هوه بيروح بس ،وكنا بنجي البيت ننتظرك بس ضيا عيّا يقول الوالدة نايمة ومو عارفة شئ
أش صار لك ياضي..! البارح تركناك وأنتي تشطحين ..؟
_ هه ، عجبتني تشطحين بس لاتعيدينها ماشئ يالغلا شويّة أرهاق وكنت أبكِي بعد ماجات نور على بالي وفجأة لقيتني بِالمستشفى
[ يارب سامحنِي على كذبِي ]
قالت شذى بإنفِعال : أكيد أن ضغطك نزل لأنك أرهقتي نفسك وعلى فكرة الأكيد أنك بذلتي مجهود قوي
_ والله مدري يبدو كذا
_ طيب دقيتي لمي ..!
وتذكرتُ كُلّ شئ ودموع مِي وخوفها عليّ وهي تتكلم وعبستُ بِقوة فلاحظت هُدى التِي تفهمنِي أكثر مِن الأخرى وقالت : مي لها شغل بالسالفة ..!
بِسرعة أجبتها : لا ، لا مي مالها شغل أبدًا
_ طيب أش كان فيها البارح..!
_ أبد ، بس قالت لِي أنها راح تسافر قريب مشآن شويّة تحاليل
_ وين..!
_ لندن
_ آها
قالت شذى : طيب أش فيها بِالضبط..!
_ الكلى عندها تعبانة [ وأكتفيتُ بِقولِي هذا فكم تكره مِي أن تُخبر أحد عن مرضها ]
_ الكلى بس..!
_ أيه ، أش فيك شذى ..!
بِتردد : لا أبد ولا شئ ، يلا صحصحي وتروّشي وأنا وهدّاي بننزل نجهز الفطور
وحملت هدى ماريا ونزلتا
نظرتُ لِلساعة بِشاشة جوالي أنّها التاسِعة
وجدتُ مايِقارب الـ أربعة عشر مُكالمة مِن مِي و ثلاثة رسائِل
الرسالة الأولى مِن مي : ضي ياغلاي لو عليّ أنا كنت أخذتك وسافرت بس الأمر مو بيدي وربي لا تتعبيني اكثر من تعبي ردي عليّ
الرسالة الثانِية مِن عمّة ماريا : شلونك ضي..! ، كيف الأمورة بنت أخوي عالخميس ممكن أجي أشوفها وآخذها معِي ألعبّها وأرجعها لِك بِالليل
والرسالة الثالثة مِن رقم غريب : سلامتك يابعد هالدنيا
قبل أن أنهض أتصلتُ على مِي فلم ترد
وأرسلتُ لِهند عمّة ماريا : ولايهمّك الغلا أجهزّها لك مِن الظهر لو تبين
وتساءلتُ كثيرًا عن صاحبـ / ـة الرسالة الثالثة ..!
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
واااو رووووووووعه انتظرك يالغاليه
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
صراحه قصه روعة ماقدرت اوقف عن قرائتها بس بكمل في اقرب وقت
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
أنين
و
شذى
أنتم الوحيدات اللِي تقرأون
راح أوقف الأجزاء لين تخلص أختباراتكم
أش رأيكم..!
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
مرحبا هذيان ايه الله يوفقك وقفيها لين بعد الأختبارات انا كنت بقولك بس استحيت منكreef
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
ولايهمّك
بس هاااه النتيجة أبيها إمتِياز ياغلا
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
ان شاء الله ابشرررري يالغاليه
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
وقفيها الله يسعدك راح اكمل بعد الاختبارات واختباراتي مطوله شوي ولاتنسي تدعيلي ياقمر
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
دعواتِي لِروحكِ بِالنجاح
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
[align=center][/align]كلمة روووووووووووووووعه ما تعطيها حقها
ننتظر البقيه بشوووووووووووووووووووق
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
انا خلصت اختباااااااااااراااتي ونجحت واخذت ممتاز
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
رواية فصولها وأحداثها رائعة
قرأت هنا كلمات رائعة
وحروف حساسة وشفافة
كشفافية روحج هذيان
كما عهدتكِ مبدعة وراقية
*********
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل العشرون
نهضتُ وشعرتُ بِأن ثقل كثقل الجبل فوق ظهري بِصعوبة مشيت لِدورة المياة [ أكرم ربي القارئ ]
تحممتُ وأرتديت ملابسِي ونزلتُ لهُن وأنا أُحاول النسيان وصنع إبتِسامة : واااو أوميلت ، هذا اللي بِيخليني أطيب حبيب ألبي والله ، منو سوّاه..!
هُدى : أحم أحم
_ لبّاكِ بس ، ظنيتك مخبّلة ماتعرفين تطبخين شئ
_ لا والله شوفي لأنك مريضة ترا بسكت عنك وإلا بس تطيبي أوريّك
_ ههههه
_ أيه أضحكِي وأملِي البيت فرح
كان صوت أمِي قادِم مِن الخلف وأستغربتُ قولها ونظرت لِبنات عمِي وغمزت لِي هُدى أي أنها لم تعرف أي شئ
قمت مِن كُرسِي : يوووه يمّه ماصبحت عليك وجيت عطول للأكل فديتك بس وطول عمري أضحك يايمّة وعسى ماينغّص عليّ شئ ، أفطرتِي..!
_ ياربّ ، أنا مِن قبلك فطرتنِي هُدى ربِي يحميها
ونظرت أمِي لِهُدى نظرة لم يفهمها سِواي
_ أووه الأخت صايرة دافورة بيت اليوم هههههه
_ غصب عنّك
وضحكنا معًا ، الحمدُ لله الذي أنعم عليّ بِوجود بنات عمِي شمعتا درانا والحمدُلله على كل شئ
الحمدُلله الذي لايُحمد على مكروهٍ سِواه
الجو حار جِدًا اليوم أخذتُ ُأمرر أطراف أًصابعِي فِي شعري الطويل الذي قارب على الوصول لِكتفِي والذي أشعثتهُ الشمس الحارة وعكست لونها عليه
تأخرتُ اليوم عن عملِي لأننِي لم أُعد مِن المستشفى مُبكرًا وكم كنتُ قلقًا عليها
أرتبكتُ حين أتصل ضياء البارِحة يُخبرنِي أنّه بِالمستشفى ، لا أعلم ماسر رغبة ضياء أن يكون أحد بِقربه حين تعترضه هكذا مواقف وكم أنا مُمتن لِهذهِ الرغبة
الآن الراديو على قناة mbc fm وبرنامج توّ النهار
بندر الحازمِي طلبَ أغنية أعشقها وتُحاكينِي الآن : ما أريدك تشيل همي أو تجاريني بحنيني
بس أريد تحس بيا .. تحس بيا
مو حرام أنا ما أفكر إلا بيك
وقلبي مثل النار يالغالي عليك
وأنت ما أقساك مو فارق معاك
مو حرام .. حرام .. حرام .. حرام
دوم أهدد بيك همي والأرق
كأنك أنت النار وهمومي ورق
وأنت ما أقساك مو فارق معاك
مو حرام .. حرام .. حرام .. حرام
من يقول الموت بس مره ويفوت
لو تحب تشوف كم مرة تموت
إنت ما أقواك مو فارق معاك
مو حرام .. حرام .. حرام .. حرام
ما أريدك تشيل همي أو تجاريني بحنيني
بس أريد تحس بيا .. تحس بيا ..!!
أنّه كاظم اليُلامسنِي ويُذكرنِي بِضي الرُّوُح
الحمدُلله أنّها الآن بِخير ، بِالأمس كُنتَ سعِيد لِوجُودها قُربِي واليوم تعيِسُ لأنّها مريضة
تُرى مالذي يحلّ بكِ يا صغيرتِي الجميلة ضي..!
حِين أخبرنِي أبِي بِرغبته بِأن يزوجنِّي بابنة عمِي أستغربتُ الفكرة ورفضتُ فكرة أن أتزوج فتاة لا أعرفها ولم أرها ثم أنني أنوي الزواج بطريقة غير عادية وليست تقليدية
وياسُبحان الله [ ربَّ ضارّة نافِعَة ] بعد موت ابنة عمِي أصبحت علاقتنا مع بيت عمِي أقوى
لازلتُ أذكر ليلة وفاتها هزّني صوت ابن عمِي ضياء حين أتصل لِي والحِيرة تأكله ليلتها وقلقِي المُفاجئ عليه وعلى أهله
كانَ أبي دائِمًا مايزور بيت عمِي غير أنّه يرفض أن نذهب معه خِلال السنوات الأخيرة ولم أعلم مالسر إلا الآن ، كُنَّ نِساء وحيِدات دون رجل بعد سفر ضياء
ثم أن أمِي الكويتية الأصل كانت مِن شِدة خوفها على أخواتي ترفض أن يزرن بيت عمِي ، كانت تخشى على حد قولها إختلاطهن بأناس لايعرفنهن وكان أبِي يستجيِب
لها رغم إمتِعاضه
نسيتُ أن أخبركُن أنجبت أمِي آخر العنقود لمى وماتت وهِي صغيرة والسبب شهقة حسد كما أخبروا أمِي لِذا ترفض أمِي الإختِلاط بِالغرباء ولكن ليسَ دمنا يا أمِي
ووسط أفكاري جاءنِي صوت : بيييب بيييب
أستدرتُ مُسرعًا بعد أن أنتبهت ورأيت صفًا مِن السيارات ينتظر أن أسير هززتُ رأسي أحدثنِي : هذا اللي بِيفكر بِبنت عمّه بِالسيّارة يا أحمد
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الحادي والعشرون
بعد أن وصلتُ لِمطعم هادئ أتصلت بِه : هلا
_ هلا بك
_ يحييك ، وش عندك الآن..؟
_ بقي أسلّم الأوراق والرُّزم لِرئيس المُحاسبين وأطلع ، خير..!
_ الخير بوجهك وينتظرك تعال مطعم الست ، عازمك ولاترفض وإذا وافك الخير وافه
_ صار ، بس أمرّ البيت شويّات وأجيك
_ يعني بتلطعنِي..؟
_ لزوم أمر مشآن أتطمّن على الأهل
علمتُ أنه يعنِي ضي ، آه ياضي فتنهدتُ بِقوة وأنا أفكر خرج صوتِي : وطمني عليها تكفى
_ هاااه
_ شنو..!
_ شنو قلت..؟
_ أنا تكلمت؟
_ أحمد حولك أحد؟
_ لا ، لحالي أحتريك يلا
_ طيب نتفاهم بعدين
بِداخلي [ عشنو بعد ] : طيب
[ ولييّيه ، لايكون أنا المدمغ حكيت شئ ، الله يخرجنا بس ]
وصل ضياء بعد نصف ساعة وبإنفِجار : كل هذا تمر البيت..؟ اللي يسمع يقول بيتكم بالدمام
_ هههه ، والله يا أحمد صادني موقف ما أنحسد عليه
بِحماس : أحكي شنو صار ..؟
_ لا مابقول لك أول تجاوبني كأني سمعتك من شوي تقول شئ
وأنا أحاول أن أبيّن أنِي لا أعلم : أنا ، متى ..!
_ أقول ، بتقول وإلا ألفعك بِالمناديل هههه
بِداخلي [ والله وصدتني ياولد عمي ] : شنو أقول ، الله يهداك ياضياء
_ يهدى الجميع أن شاء الله
وعلمتُ أنّ المعنِي أنا وحتّى أُلهيِه : شنو تآكل
_ ماطلبت..؟
_ لا ، باقي
_ الله يرج مخك أكثر ممّا هوه عليه ، يلا مستعجلين تراي مستأذن وماني راد الفترة المسائية بنحاول نمر سيف أبيك تتعرف عليه
_ ليه!
_ أطلب وأعلمك بعدها
_ طيب وتراك واعدني بشييّن السالفة اللي ماتنحسد عليها وهالسالفة لاتنسى
_ ههههه طيب
ورحت أطلب حتّى أتماسك أكثر [ يعني وش هالعقل يا أحمد ، ورطت نفسك ألحين ]
حين عُدت وجدتهُ شاردًا : حوو ، نحن هُنا
_ وأنا يمّك
_ ههههه ، أتحداك يمي ، بشنو تفكر ..!
_ ولاشئ
وصمتنا ومرّت ثواني قبل أن يُتمتم وأخيرًا خرجَ صوته : تحبّها!
_ آآآ ، هـ ـ اااه
_ ههههه أقول تحبّها ..!
أنا بإرتِباك : منو
_ السلطة ههههههههههه
_ مالت عليك ، في أحد مايحب السلطة..؟
_ أيه أنا
_ أسميّك بس ماتحبها
_ جِد أحمد تحبها!
بِنفاذ صبر : ناوي تهبّل بِي أنت ، منو اللي أحبّها !
_ ضي
_ ووو ، آ وش قلت..؟
_ أقصد ضي ..؟
[ وأنا أبي أضيّع السالفة ] : شنو أحبها ما أحبها الله يهداك ياضياء قمت تخط وتخربط علينا
_ هههههههه
والعرق يتصبب : وراك تضحك..؟
_ هههههه تراي سمعتك وأنت تقول [ طمني عليها تكفى ]
[ وضاعت علومي ، ضاعت علومك ياحميدان ، شالسوات وشنو أقول له ألحين ] : ياخي بنت عمي وأبي أتطمن عليها
_ أيه حتى أنا بعد أقول أنها بنت عمك بس صدقني هيه بخير الآن
بِفرح : ربي يطمن قلبك يا ولد عمي
_ هههههههههه
_ تغذى قبل يبرد غذاك
أكملنا الغذاء أنا وأحمد ورتبنا أمورنا على أن تكون إجازة الأسبوع فِي الشرقيّة بِمعية الأهل جميعهم
مِن أجل ضي التِي ترغبُ بِزيارة البحر منذُ زمن وآخر مرّة زارته حين كانت فِي جدة مع المرحومة وأنا مُسافر
كانت العادة أن يأخذنا أبِي رحمه الله لِلشرقيّة كُلّما تاقت أرواحنا له ، تذكرتُ آخر زِيارة لِنورحين رتبّت لِسفر الشرقية
ولم نُسافر لأن نور لم تأتِي إلينا بل لِلقبر ، ياربّ أرحمها وألطف بِها وأفسح عليها قبرها وتغمدها بِواسع رحمتك وفضلك وأسكنها جنتك
ياربّ
أمّا ضي فلا أعلم صدقًا كيف أُخرجها مِن حالة الذهول التِي أرهقتها رُغم زيارة بنات عمِي المُتكررة والتِي أصبحت شبه يومية خصوصًا بعد سقوطها مساء السبّت
وعَلى ذكر بنات عمِي فأن اليوم الذي عدتُ فيه لِلبيت قبل أن أتوّجه لأحمد المطعم [ الموقف الذي لا أُحسد عليه ]
دخلتُ البيت وكان هادئًا إلا مِن صوت ماريا بِغرفة طيّبة وتوجهتُ لِغرفة أمِي وأنا أُنشد : إلا ماماتِي ما أخليّها أهيه حياتي دنيتي فيها
ووجدتُ واحدة مِن بنات عمِي معها دُون عباءة وقفت مكانها إثر الصدمة وأنا خرجتُ فورًا
سمعتُ ضحكات أمي على هُدى التِي قالت : ياربي يامُرت عمي شافني حسبي الله على شذى قلت لها نزلي عبايتي مِن الصالة ماطاعت
وأمي تُبادرها : ماعليه ماصار شئ يابنتي ياهُدى
بِخاطري [ يعني ذي هُدى ]..!
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الثانِي والعشرون
أنّها أقداري التِي تُطيح بِي وينبغِي عليّ أن أتماسك
كم من ليالِي أنتحبت وأنا أتوسد الألم ، كم من ليالِي مُتّ آلاف المرات وأنا أُناجِي طيفكِ
ضيييّ ، سيبدو الأمر أننِي خائِنُ أعلم وسيُغرُقكِ الألم بِبؤرة الخُذلان أيضًا أعلم
ستكون الدنيا دونكِ سوداء وأريدُكِ أن تعلمِي ، أنّه القدر يا ضيّ عينيّ
أخذتكِ الظروف وأخذتنِي الآن وأكادُ أشعر أن هُناكَ مَن يسحبُنِي عنكِ ألا وهِيَ الظروف كما قد سحبتكِ عنِي يومًا
قبل كُلّ شئ سامحيني وأغفري خُذلانِي
كانت أمكِ فقط ورفضتنِي فَكيفَ الآن ولديكِ طفلة سيكون عُذركِ أقوى
وأخشى العودة خائبًا أن تقدمت مرّة أخرى ثم أن الوقت لايسمح بِالتفكير ومِي تحتضر
الأمر الذي لاتعلمينه لا أنتِ ولامِي أنّها تَعِبَة حد قُرب الموت منها وقد أرسلتُ التقارير ووصلنِي الرد بِضرورة أن أسافر وسريعًا
مِي تحتضر يا حبيبة كونِي ، مُجبر أنا يا أميرة روحِي وسامحينِي
أنّه اليوم الثالث مُذ أخبرتها مِي ولاخبر منها أو عليها
صمتها خنق كُلّ لحظاتِي ، كانت مِي تُحادثها وهِيَ صامتة
لِمَ الصمت ياضي ، أصرخِي ، قولِي : [ لا أبيه ، خليه يجيني أنا يامي ، أحبّه يامي ]
ولكن ..!
_ تركِي..!
_ هلا يامِي
_ يلا الغذاء جاهِز
_ جاي
وعلى طاوِلة الغذاء
_ تركِي ماعليك أمر بعد صلاة العصر أبِي أروح بيت محمد الـ...
_ تآمرين أمر [ كنتُ أتمنّى أن أسألها لِمَ ..! أو كيف حالها ، ولكن ] وجاءنِي صوت أبي
_ يابوك عمّك رد لي خبر مشآن بنته
[ وأنا أتمنّاه يرفض أو يقول لا ] : شنو الرد..!
_ تمارا موافقة وعمّك ماعنده مانع والنعم فيك ياولدي برضاي عليك ورضا الوالدة أن شاء الله موفق ومبروك لك
والغُصّة تمنع مرور اللًُّقمة : يبارك بعمرك
جاءت أمِي ويبدو أنّها سمعت آخر ماقِيل فقالت : متى نسير يبو تركِي بيت أخوك حتى نتفق معاهم وغيره تعرف مافيه وقت وسفرهم قريب
آه يا أم ، هذا وأنتِ لاتعلمين ما مصير مي..!
نظر لي والدي وقال : بدق لأخوي وبقول له بكرة المساء بنسير لهم ، صار..!
قلتُ وأنا أودّع حُلمِي وأودّع ضي : على خير
لم نزر سيف ذلكَ اليوم وتأجلّت زيارتنا له لِعصر الثلاثاء وبعد أن طرقنا باب بيته
_ هلا وغلا وحيّاك تفضل ياضياء أقرب
_ هلا بك ، ولد عمي أحمد ، أحمد هذا سيف صديقي
قال أحمد : هلا ياسيف ، والله خير الفرص
_ يحييك الرب يا أحمد ، أقربوا
_ ماقصرت ياسيف ، ماحنا مطولين عندك يالشيخ
_ أقول يا ضياء كم صار لك واعدني وتوك تجي ، لا ومستعجل يالحبيب
وأستغربتُ قول أحمد الذي قال : أيه صدق ياضياء وراك مستعجل..؟
وأنا أُشير له وأتوعده بِعينيّ ويقول : لا تناظرني كذا ماورانا شئ خل نتعرف على سيف
نظر لي سيف ثم لأحمد ثم لي وكأنه يسألني أن كنتُ أخبرته أم لا
بِنظرة فهمني سيف ولمحها أحمد ولن تنطلي على الأخير أي كذبة أكذبها فيما بعد فقد أصبحَ يفهمني أكثر حتّى مِن سيف
وكم كنتُ صادقًا بعد أن خرجنا مِن مجلس سيف بعد ساعة ونصف الساعة وكأن قوة جبارة وقعت على كتفِي وهِيَ يد أحمد المُتحمّس : وش عنّه تساسرون أنت وسيف بعواينكم
_ هههههههه نتساسر بعوايننا هههههه أول مرة أسمعها ذي بعد
_ أكيد أول مرة تسمعها أن مخترعها الآن لعيونك مشآن تخبرني شو سر النظرات مبينكم أنتم الأثنين
_ ههههههه
_ ضياء تبي ألفع راسك بعقالي ..؟
_ جرّب
_ مانيب مجرّب أخاف تهجم عليّ وترصنِي بِالأرض منت بسهل وأنا حليلي رشيّق
_ هههههه
_ أش عندك مع الضحك ضحكنا يا أخي
_ حد يجلس معك ومايضحك من هبالك
_ حنا مو جالسين حنا واقفين هاهااي
_ ياحليلك ، بس جد وش رأيك بسيف ..؟
_ شيخ ابن شيخ وماعليه قصور ورجال والنعم فيه ، بس ليه السؤال..!
_ بِالشرقية أعلمك
_ أقول بكرة الربوع ومابقى شئ خبرني هالحين
_ أخاف احكي لك وتخورها
_ أش قالوا لك عني بزر...؟
_ لا مو القصد ومحشوم
_ كلامك يدل صحيح أني محشوم ، قول يلاّ
_ بقول بس الكلام بيننا الآن وماتحكي لبشر لا لِعمي عادل ولا لِسامر ، اوكيه..!
[ بِتريقة ] : أفا يولد العم
_ أيه تتريق بس ماعليه بحكي لك ، سيف ناوي يتزوج
_ والله ..؟ مبروك له والنعم فيه يستاهل الحبيّب ، بس تعال وش دخل أبوي وسامر بِالموضوع..!
_ العروس أختك يا فهيم
_ آآ و .. والله ..؟
_ أيه وراك بلّمت ؟
_ أي فيهم..؟
_ الصغيرة
_ لا ، لا
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الثالث والعشرون
_ أحمد أش فيك..؟
_ أقول لك لا
_ لايكون أحد يبيها وإلا شئ..!
_ لا مو هنا الحكاية ، الكبيرة تظل ونزوج الصغيرة..؟ ماهيب عدله ياضياء
[ يامغثتك يا أحمد ، ألحين شنو أقول لك أنا بس ] : الكبيرة بيجيها نصيبها يا أحمد
_ الكبيرة حسّاسة يا ضياء ، الكبيرة هذي دمعتها تحرقني ، الصغيرة أقوى منها بِكثير مافيني على دموع هُدى يا ضياء
دون أن أشعر : الكبيرة لولد عمّها يا أحمد
_ هااه
وأنتبهتُ غير أنِي نطقتها ولن أخشى شئ : أيه الكبيرة لولد عمها يا أحمد
_ صدقك يا ضياء ..؟
_ أيه صدقي أش فيك..؟
بِحماس قال وكأنه ينتظر الفرصة فقط : أجل نتبادل تآخذ أختي وآخذ أختك
_ هههههه تتكلم وكأن خلاص تقدمنا وتمت الموافقة
_ وليه ترفضك هدى بس..؟
_ ممكن أختي ترفضك طيب..؟
_ .....
_ ههههه أمزح معك
_ مالت عليك ياضياء وهذا مزح مع وجهك..؟
_ هههههه
_ تتخيّل أنا وأنت وسيف معارِيس بليلة وحدة نتزوج
_ لاتحلم كثييير ترى باقي بس حكي
_ لا ماهو حكي أنا بسبقك أنت وسيف وأجيب أهلي الليلة
_ ول طاع هذا منهبل أنت..؟
_ أش فيها ..؟
وجلس يُغني بِلحن صاخِب وصوت نشاز [ البنت لبن عمها ، تيرااراام را را رااام ]
_ والله راحت أختي أن كانها وافقت عليك ، بس نصيحة لا تغني لها الله يرضى لي عليك
_ والله حرمتي وساعتها بيكون عندها زي العسل
_ أصطلب يا مرجوج ولاتقول حرمتي من ألحين ترا أفرّك بعيد
_ طيب ، هاه قفلنا ثمنا
وأنا أفكر بِضي وبِوقتها العصيب خشيتُ عليها مِن أي قرار تتخذه الآن : تبي الجد أبيك يا أحمد تتروى شوي يعني
_ وليه!
_ شوي لين تتحسن ضي وترجع مثل أول قبل وفاة نور
_ آها فهمتك
مرّت دقائق وكُلّ مِنّا يُفكر نظرتُ له : زعلت..؟
_ لا وليه أزعل فهمت أش قصدك ، مع نفسية ضي ممكن تتخذ أي قرار مشآن تطلع من اللي أهيه فيه وأنا أبيها تآخذني عن قناعة
_ تعجبني يا أحمد
آه ياضي كم هو أليم حالُكِ والأصعب الكسر الجديد الذي أهداكيه القدر ، أيُعقل أن يكون تُركِي مُجبرًا على فِراقُكِ والخُذلان ، سُبحان الله ياضي وكأن الأقدار تُعوضكِ
فقد أعطاكِِ الرّب حُب أحمد الذي شعرتُ بِه مُنذ أول مرّة جلستُ فيها معه جلسة مُطوّلة ، الله قريب مِنّا ويُعوضنا ولكن..!
مَن مِنّا يفهم ..!
(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُم ) ، سُبحانكَ ربِي ، بعد وفاة نور أهديتنا أولاد عمِي وبعد رحيل تركِي أهديتها حُب أحمد وقد عوضكِِ الله ياضِي بِصديقتين غير مِي التِي حتمًا ستفتقدينها بعد الرحِيل
مِي التِي خجلتُ مِن ربِي حين رأيتها ، أستغفركَ ربي ، لا أعلم لِمَ تلاشت هذهِ الفتاة مِن خاطري رُبّما لِقناعتِي أن التفكير بِها حرام ومعصية
وحقيقة لم أتلاحم وهِي أو أتقاطع معها فِي موقف آخر غير ذينكَ الموقفين ، عسى ربِي أن يكتُب لكِ الشفاء يامِي
الآن تشغلُ تفكيري هُدى التِي أخبرتنِي أمِي أنّها تُريدها لِي زوجة والتِي أخبرتُ أخاها أننِي أُريدها رُغم أننِي لم أُخطط مُسبقًا لِهكذا أمر غير أن كلمات أحمد ترن بِأذني
هل أسمح لابنة عمِي بِالإنكِسار والدموع ورغبة أمي هل أُلغيها ..!
هذهِ أمي التِي أشتقتُها أيام غُربتِي وسجنِي ، التِي وددتُ تقبيل قدميها ، ثمة جنّة تحت أقدامُكِ يا أُم وسَأفعل
سأتقدّم لِلحنونة هُدى وسأسبق أحمد :)
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الرابع والعشرون
لا أعلم مالذي يتوجب عليّ قوله أو نسجه وكُلّ ما أستطيعه هُو أن أخبركم
أننِي أشعر بِراحة كبيِرة حين تعرّفنا على ابنة عمِي التِي أصبحت وحِيدة بعد وفاة أختها نُور [ يرحمها الله ، ليتنا تعرّفنا عليها قبل تموت ، ربي يسامحك يا أمِي ، معقول تخافِي علينا مِن بنات عمنا ، صحيح رُبّ ضارّة نافِعة ]
زوجة عمِي امرأة طيّبة وضي فتاة مُتميّزة بِكُلّ شئ ، وخلوقة لاينقصها شئ وكم أتمنّى أن يُرزق أحمد بِدُرّة كَهِيَ ، أمّا أبِي الذي أختارها زوجة لِأحمد فهو يستحقُ قُبلة جبيِن وشُكر كبِير وضمّة أكبر
بِحق أود أن أشكره فَرُغم رفض أمِي إلا أن أبِي مُعترض على رفضها وسمعته ذاتَ يوم يقول لها : إلى هنا وكفاية يا حُرمة ، هذي بنت أخوي ومحمد ربّي عيالة عدل ، من تبينه يتزوج..!
_ مو قصدي يا عادل بس أنت عارف أنِي مو قادرة أتقبّل أن أي غريب يحتك فينا وم...
قاطعها والدي بِصوتٍ عالٍ : لمى يومها جاء وراحت ربي يرحمها ، لي متى بتفهمين ياحرمة وخلاص أنا طابت نفسِي ، لين متى والبنات بِسجنك ..؟ محد بيشوفهم محد بيتزوجهم وأنتِ كذا ، لو الود ودّك حتّى دراسة مادرسوا
مب عيشة ، أرحمينا عاد وأرحميهم وأرحمِي قبل كل شئ نفسك ، حتّى عيالك اللي متزوج واللي قريب يِعرس تعاملينهم كأنهم بزران وأول مايطلعون تدقي لهم وينكم ووينكم! أمر الله إذا جاء بيجِي سواء كانوا عندك بِحضنك أو برّا
_ اش فيك ياعادل كل هالحكي براسك وتوّ تقوله [ وبكت أمِي ]
أبِي وهو يحاول أن يمثّل الهدوء مِن أجلها : يا أم سامر خلّي العيال بحالهم وألتفتي لي أنا بس ، أنا بحاجتك العيال كبروا وخلاص مالي غيرك ياغلا الكون
_ .......
_ يلا عاد يا غلاي وأنا آسف وحقّك عليّ بس خلي البنات بحالهم ولاتمنعيهم من شئ ، الله يرضى لي عليك
_ أمرك يا أبو سامر
_ فديت حرمتي ياناس ، أحبك تحبينِي..!
بِخجل : لايسمعونك عيالك
_ جاوبِي أول
_ لو ما أحبّك ماتركت هلِي وعزوتي على شانك يا أبو سامر
_ فديتك يا أم سامر
وأبتعدتُ عنهما وأنا أبتسِم
بعد نصف ساعة
_ هُدى ، هُدى..!
_ لبيّه يُمه ، آمري..!
_ مايآمر عليك عدو ، خالتك وخالك الأسبوع الجاي بيجونا خبري شذى
_ والله..!
_ أيه وتحضري أنتي زين
_ أكيد بنتحضر
_ أنا أقول أنتي مو أنتي وأختك
والخوف يقتلنِي : أيه ليه يمّه بس أنا..!
_ خالك يبيك لولده حمد وخبرّت أبوك وتراهم جايين خُطّاب
_ يمّه مابي أعرس ألحين
_ مانتي صغيرة ولزوج تعرسين سواء اليوم أو باكر
أردتُ إمساكها مِن يدها التِي سَتوجِعُهَا : يّمه مابتخافين عليّ وأنا بِالكويت ..!
بِتلعثم قالت : أنتم خلاص كبرتوا ومو لازم أعاملكم زي الصغار
بِيأٍس : أبوي وافق..!
_ يقول الرأي رأيك ومابيجبرك على شئ
_ وأنتي تبيني آخذه..!
_ وليه لا حمد رجال سنع وماينعاف
_ يصير خير يا يمّه
وبِسرعة أتصلت لِشذى فأجابت : مراحب هُدهُد
_ أي مراحب وينك فيه..!
_ آخذ الجدول وأطلع مِن الجامعة وعلى فكرة نزلوا جداولكم بعد وأخذت لك جدولك
_ طيب حلو ، أنزلي ببيت عمِي وأنا جاية بِالطريق
_ ليه !
_ ضروري ياهبلة أحتاجكم أنتي وضيّوه
_ مالي خلق ودّي أنام بس يلاّ لجل عين تكرم مدينة وغذانا مِن كنتاكِي أجل
_ طيب بدق لضي ألحين ولأحمد
_ ليه أحمد بعد..!
_ نسيتي أن بكرة الفجر طالعين الشرقيّة لازم نتفاهم شنو نشيل وشنو مانشيل ومخططة لشئ
_ هاتي شنو
_ بعدين أحكي لك يلا تشاو
_ تشاووين
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الخامس والعشرون
وبِجانب آخر
[ يعني ألحين مالقيت لي سالفة رحت أرسلت لِلبنت رسالة ..! شنو بتقول عني لو عرفت أن هذا أنا ، جد والله مالي سالفة
وهُدى لو عرفت أني حفظت رقم بنت عمي من جوالها أش بِتسوي ، جد أحس أن حركتي سخيفة وأنا أسخف بعد ، وضياء لو عرف أني مرسل لأخته بينتف ريشي
يوووه جد قمت أخربط أي ريش بعد ليه أنا ديك ..! ]
وقطع تفكيري صوت الرنين [ هذي هُدى لايكون قالت لها ضي شئ ] : هلا هدّاي
_ هلا بك بوحميد
_ خير
_ خير بوجهك رايحة لبيت عمي وأبيك تجيني هناك ضروري
_ ضياء مادق لي عزمني
_ أي عزومة بعد وربي رايق يبو حميد ، تراي باقي مادقيت لضي السالفة مو سالفة عزيمة حنا بنشل ويانا غذانا ، أقول ..!
_ قولي!
_ أش عندك الآن..!
_ ماشئ قاعد بِالمكتب بس
_ مرنِي وأحكي لك بِالسيّارة ومرة وحدة نآخذ غذاء دامنا ماخبرناهم
_ أوك أبرزي
المسافة مِن مكتبِي بِالعزيزية إلى بيتنا بِحيَ الشفاء قريبة لِذا وصلتُ بِسرعة لِهُدى التِي حالما وصلت خرجت
_ مساء الخير
_ مساء النور أش فيك كأنّ حد لاحقك..!
_ مُرّ كنتاكِي ترانِي طلبت وبِخبرك خلني بس آخذ نفس
_ طيب بس شنو طلبتي ..!
_ وجبتين سوبريم وثلاث وجبات زنجر
_ لمين السوبريم..!
_ لك ولِضي والباقي ضياء وأنا وشذى
[ ياسعدي ضي تحب السوبريم مثلي ، النشبّة هُدى لو سألتها مابتجاوب ولازم أسحب منها الحكي ] : أقول أش عرفك أن ضياء يحب الزنجر..!
_ هاه ، والله قد سمعت ضي تقول أنها تحب السوبريم وضياء الزنجر
_ خير ، جاهزين لِسفرة بكرة الفجر..!
_ أيه وتراي بنام ببيت عمي أنا وشذى وجهزت لي شنطة صغيرة بِالجناح حقي تلقاها هاتها وأنت جاي
_ والله ، مجهزة نفسك أشوف ، أخذتي الأذن..!
_ بدق لبوي بعدين وأمي بترفض عارفة
_ طيب قولي شنو عندك
_ أيه صح نسيتني ، [ بِصوت مخنوق ] أمي
_ ِأش فيها أمي ..!
_ تقول أن خالي وخالتي جايين الأسبوع الجاي
_ حلو ، زين اللي مو هالأسبوع لأننا بنسافر
_ أي زين يا أحمد أمي تقول أنهم بيجونّنا خُطّاب مب زيارة
_ شنو ، خُطّاب لمين ..!
_ حمد يا أحمد يبغاني حرمة له
بِصوت عالي وأنا أفكّر بِضياء : يهبى
_ أيه أحمد تكفى مابيه
وأحببتُ أن أجسُّ النبض : مابتآخذينه وأنا أشم الهوى ، بس ليه ماتبينه..!
_ آآ مابي أتغرّب ولا أبي أتزوج بهالطريقة يا أحمد أفهمني
_ فاهمك ، بس ببالك شئ..!
_ أحمد بتحقق معي يعني..!
_ لا مابحقق
وصمتنا إلى أن نطقتُ : يلا أنزل آخذ الطلب وأجيك
[ حسيّت بِراحة كبيرة لما حكيت لِأحمد وعجبتني ردّة فعله يهبى ، أيه يهبى حمد ، مابيه ، أنا أحب غيره مابيه ، حرام أظلمه معِي ]
وصوت رنين : هلا أحمد
_ بأسمي الطلب..!
_ أيه
_ أوك
وأتصلتُ بعدها عَلى ضي وبِسرعة ردّت : هلا ضي
_ هلا بِك
_ شلونك..!
_ أجنن
_ تنتظري مكالمة ..؟ أشوفك رديتي بسرعة
_ لا ، توّ كنت بدق لِضياء ومايرد عليّا
_ ليه خير وش فيه..!
_ مدري ماريا تبكِي حيل ممكن لو جاء ضياء تسكت ، صايرة ماتسكت إلا معه
_ طيب أنا جايتك الآن مادقت لك شذى..!
_ لا ، ليه!
_ عزمنا روحنا ع الغذاء عندكم ههه
_ مرحبا بكم أجل يلا أدق لضياء يجيب غذاء لأن طيّبة أنشغلت مع ماريا وماطبخت شئ
_ حنا أشترينا غذاء لنا والآن نمر نجيب لطيّبَة ولمرت عمِي
_ لا لاتكلفين ع عمرك ضياء بيجيب
_ أقول لاتتعبين ولد عمي وحنا جايين بِالدرب
_ ههه قولي كذا وأفهم عليك ، ربي يخليه لك ياهُدى
_ وش تقولين ياضي
_ فاهمتك أنا ياهُدى وأفهم نظرتك وقلقك وكل شئ بسرعة أحتريكم ممكن تسكت لو شافتك
_ طيب
_ ممممم ، هُدى تتكلمين تقولي نمر ونجي وشذى مو معك تقصدين منو..؟
_ أحمد أخوي
_ آها
جاء أحمد وهاتِفُه بِيده يبدو أن أحد ما أتصل بِه وفُوجئتُ بِه يقول بعد أن وصل وصعد بِجانبي : تسوي خير يا أخوي والله أن حرمتك بتنبسط معنا
أيه الفجر ، لا أنت تعال ونصلي هنا بِالمسجد القريب من بيت عمي وبعدها ننطلق مِن هناك
لا ، والله زين ، أنا بخذ سيارة أبوي الجيب ، أيه معنا حرمة عمِي حلو حلو خير ، خلاص أنا أخبّر ضياء ، يلا نلتقي بكرة
_ سامر..!
_ أيه يقول دق لضياء يسلّم عليه وخبره ضياء وناوي يروح معنا يبي حرمته تغير جو
_ أي والله بتبسط معنا منى وفرصة أنا أبيها تطلع مِن حالتها اللي اهيه فيها
_ حلو أجل
_ صح أحمد مُرّ مطعم المندي هات لِحرمة عمِي وطيّبة غذاء توّ حكيت مع ضي
_ فديتها
_ هاااه ، ماتستحي تتفدّى ضي..!
_ وش فيها أتفدى حرمتي
_ حرمتك..!
_ أيه حرمتي وتراني حكيت مع ضياء وناوي أخطبها قريب
_ والله ، شئ حلو ، وضياء وش قال..!
_ قال لِي أنه ناوي يعرس هو بعد
_ ......
_ وش فيك سكتي ..؟
_ مافيني شئ
_ أيه يعني فضولك ماخلاك تسأليني منو اللي بيبها ..؟
_ وليه اسأل ربي يوفقه ضياء ولد حلال ويستاهل
_ والله خبرني منو يبي وهالبنت محترمة وحلوة بعد
وأنا أكادُ أُجن وأحترق : الله يوفقه لو مين تكون حرمته
_ طيب ليه معصبة.؟
_ ماني معصبة أبد ، تشوفني معصبة؟
_ أيه والدخان يطلع من أذنك بعد هههههه
وأنا أتصنّع الهدوء والراحة : ههههه وليه يطلع الدخان مِن أذنِي يا أحمد أكيد بنسبط لولد عمّي
_ لاتستعجلين بِِالشرقيّة بِتعرفين كل شئ
وأستغربتُ آخر ماقال
أخذنا غذاء زوجة عمِي وأنطلقنا لِبيت عمِي وهُناك كانت شذى قد وصلت وكذا ضِياء
والصغيرة لم تهدأ و لم تنم إلا فِي حضن أحمد
وبعد الغذاء أخبرتُ شذى وضي عن حمد
وشهقت شذى التِي تعلم مابِداخلِي وتفاجأت ضي وقالت : تمنيّتك لِضياء بس ربك مو كاتب
دون أن أشعر : شنو يعني تتوقعين بوافق ..!
_ ولد خالك وش تعيبين فيه ..!
_ أجل وش تعيبين في أحمد..!
_ آآآ ، أحمد ماجاء وقلت ما بيه
وأستغربتُ قولها [ هذي اللي ماتدانِي أحمد ] وقالت شذى بِفرح : يعني لو جاء توافقين..!
وكأنها لم تسمع سؤال شذى : مدري لو ولد خالك رجال محترم لاترفضينه
أنا بِنفاذ صبر مِن ضي : شذى فهمِي هالخِبلة أني مابيه وأنا أفكر بِرمِي قُنبِلة بِوجه ضي وسأرى ردّة فعلها وقالت : أنا خبلة مشكورة ياهُدى
_ ضي مابي حمد ثم أن أحمد قال لي يهبى يآخذك
_ وش دخل أحمد بعد..!
_ دخله أنّه أخوي وفاهم أن البنت ماتنجبر على الزواج
_ ماشاء الله محاميك أجل طلع ماهو سهل
قالت شذى : لو ماهو شاطر ماصار محامِي قد الدنيا
قلتُ وأنا أنظر لِوجه ضي ورميتُ قنبلتِي لأجسُّ نبضها : هالمحامِي يابنات قرر يتزوج
صرخت شذى : وااااو ، أقسمي..!
_ قسم تو حكي لي
شعرتُ بِالذهول في عينيّ ضي ولكن كعادتها الصمت كان سيّد موقفها
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل السادس والعشرون
تونِي أعرف أكرهك يعنِي أحبك ..!
هل سَيرحل أحمد أيضًا ولأخرى..!
[ ليه ..! ، ليه يا أحمد ، ليه أنا غبيّة ..! ليه أنا بِسرعة أتعلّق وأتوه وليه أتعب وليه أموت..! ، ليه أكتشفت أنِ كرهِي لهالأنسان ماكان إلا حُب
ليه تونِي أعرف أنِي أحبّه وهالشئ لمسته مِن سرعة تماسكِي بعد تركِي وماطحت هذاك اليوم إلا مِن كثر ماضربت نفسِي
تركِي ماحبِنِي يا أحمد ، بس أنته تحبنِي ..! تحبني مو؟ ولا راح تبكينِي مثل غيرك..؟
أحمد رجييييتك لا ، لاتقتلنِي مابي أموت مرتين ]
ووسط الدموع وصلتنِي رِسالة مِن ذاتَ الرقم الغريب : [ أنتِ ملاكِي وملكتِي ومملكتِي وأحبك ]
[ معقول يكون أحمد..؟ وكيف عرف بِحالتي ، معقول وصله صوت دموعِي ..؟ معقول سمعنِي..؟ ]
لا ، لازم أتأكد ، تأكدتُ مِن أن هدى وشذى نائمتين أخذتُ جوال هُدى الذي وضعتهُ على طاوِلة قُرب سريري وخرجتُ لِصالتي وأتصلتُ بِذات الرقم مِن جوالها فظهر لِي [ بوحميد حبييبي ]
عدتُ وأنا أبتِسم ولأول مرّة بعد وفاة نور أشعر بِطعمها إبتِسامتِي وذُهلتُ وأنا أسمعنِي أقول : فديته
ولم أنم بل جلستُ أفكر بِي وبِالتغيير الذي طرأ عليّ وكيف كنتُ قاسِية مع مي التِي زراتنا عصر هَذا اليوم وعلِمتُ أنّها مُسافِرة بعد يومين وتمّت خطبة تركِي لِتمارا الخبر الذي أستغربتُ نفسي كيف أنه لم يُؤثر بِي ، سُبحان الله
وكأننِي لستُ بِضي ، وأستغربت مِي ضحكِي المتواصل مع بنات عمِي والتِي لم يمر عليها هذا الشئ مرور الكِرام فأستغلّت رحِيلهن مِن صالتِي الحمراء وسألتنِي : ضي وش فيك..!
_ مافيني شئ ، ليه!
_ مدري أحسّ أنّك جالسة تمثلِي الهدوء وبِداخلك عواصف ، مو هازك خبر زواج تركِي!
بِتماسك أقوى قُلت لها : اللِي هازنِي يامِي مرضك وبس وتركِي الله يسعده ودامه أختار يروح خلّه يروح ، ودامه راح يامي فهوه ما أستحق يكون هنا أو حتّى لي
وصدقيني بدعي له دوووم وبِكل صلاة أن ربي يسعده ويحميه
_ فديت صديقتي أنا ، اللي أبيك تعرفينه أن تركِي مُجبر وكأن أحد حادّه صدقيني تركِي رغم نفسيته السيئة إلا أنـ....
قاطعتُها : مِي تحبيني..!
_ أش هالسؤال الغبي ..! أكيد أحبّك وأموت فيك وو..
مرّة أخر قاطعتُها : إذا تحبيني لاتجيبين لي طاري أخوك مرّة ثانية
لاحظتُ الدهشة التِي غمرتها وإبتِسامتِي بعدها قتلت أي أمل بِداخلها أن يكون تركِي حيّ ينبض بِداخلِي ، الذي أستغربته أنا فِيّ أن إبتِسامتِي كانت صادِقة
ولم تكُن هُروبًا
[ أبي أنام عالأقل ساعتين ، أبي أرتاح شوي ، ورانا مشوار لزوم أغفي لو شوي ، أبعدي ياضي أبي أنوووووم ]
كنتُ أفكر بِها كمهووس وكأنِي لِلتوّ عرفتها أو كأنها بِقربي وأحسّ دفئها ، أتركيني ياملاكِي
مرّت ساعة ونصف ولازلتُ أتقلّب بِفراشي ، لا أعلم كيف أمسكتُ بِجهازي وكتبتُ رسالة قصيرة لها وأرسلتها مُحتواها : [ أنتِ ملاكِي وملكتِي ومملكتِي وأحبك ]
هي لاتعرف أنني صاحب الرقم ، المهم أن أُوصل لها ما أرغب بِقوله
وبعد أن أُسدلت أجفانِي سمعتُ صوت نغمة الرسائل ورِسالة جديدة فتحتها بِتململ وفتحتُ عيني على إتساعهما حين رأيت المُرسل كانت [ رُوُحِي المُصطفاة ] : يامسهر عيونِِي أبعد خل يحل الرقاد
[ كيف عرفت أن هذا أنا ..! ]
وأرسلتُ لها : [ ( منو أنا ..؟) أدري رسالتي هبلة بس أبي أشوف كيف عرفتني ، يووووه جد أنا مسبّه ألحين هُدى وشذى عندها نايمات وأنا أقول كيف عرفتنِي..؟ ]
وأرسلت لِي : [ أنت ملاكها ومليكها ومملكتها ]
[ لاحووول هذي تستهبل وإلا شنو ..؟ ] وأرسلتُ لها : أول حرف من أسمِي طيب..؟
وأرسلت لي مِن جديد : يامُؤرقِي يا أحمد النُّور أبِي أنوووم أبعد عن خاطري شوي
[ ويلي ، وهي مو معطيتني وجه أنا ما أعرف أنوم كيف لو أرسلت رسالة ، أي رسالة هذول ثلاث بحفظهم بقلبي ، ألحين بحاول أنام شوي أبي بسرعة أشوفها ]
نمتُ وأكادُ أشعر أن السعادة تخترقنِي لِتصل لِمن حولِي، أنظر لِهُدى وشذى أغبطهما
ضممتُ وسادتِي بعد أن أضبطتُ مُنبهِي ونمت ، كانَ نومًا أرِق لكنه لذيذ
أستيقظتُ قبلهن ونزلتُ لِغرفة طيّبة فوجدتها مستيقظة وذهبتُ لأمِي فكانت تُصلي الوتر
توجهتُ لِغرفة ماريا وسريعًا رتبتُ بقيّة ملابِسُها وأخذت لُعبتين وجهزتُ كُلّ أغراضها وبعد الأذان مُباشرة أيقظتُ هُدى وشذى
وتوجهتُ لِمجلس الرجال الذي نام فيه ضياء لأن بنات عمِي هُنا
وبعد أن صحا : صباحك ورد ياغالي ، تقول لك هُدى دق لسامر وأحمد
لا أعلم لِم تغيّر حاله ولكنه قال : ول ول كل هذي عجلة ..!
_ أيه وربك مستعجلة
وما أستدرتُ إلا وضياء يتصل وصمتتّ : بوحميد ، يلا قوم ، زين أنك صاحي يلا أحتريك مع السلامة ، أول دق لسامر فشلة أدق له أنا ، طيب ، سلام
بعد قليل
_ ياضي ، ياضي..!
_ هلا يا ضياء
_ حرمة سامر جاية أنزلي أنتي والبنات بسرعة جهزن الفطور والشاي
_ صار، يلاّ صلاة مقبولة ياربّ ، ولاتنسى الصدقة دربنا طويل يا غلاي
طُرِق الباب بعد خروج ضياء بِدقائق وكانت مُنى رحبّتُ بِها وحِينَ هممتُ بِغلق الباب أشارت لِي بِلا ونظرتُ ورأيت امرأة تُشبِه هُدى قليلاً وتأخذ مِن شذى الكثير
لم أتعرّف عليها بِسرعة وتذكرتُ ملامحها مُذ آخر مرّة زرتهم فيها مع أبِي [ رحمه الله ] فقُلتُ : مُرت عمِي ..! هلا ومرحب وحِي هلا بك تفضلِي ..!
بِخجل : يحييك ربي
_ يمّه يمّه تعالي ..!
جاءت أمِي والدهشة علت وجهها حِين رأت الزائِرة : أم سامر..!
_ شلونك أم ضياء ..!
_ هلا بك هلا تفضلِي ، ماقلتي يالغلا نفرش دربنا ورود
_ أش دعوة ياحافظ ترحيبكم يكفي
كنتُ أنظر لأمِي وفهمتُ مايعنيه تلفُتها لِهُنا وهُناك
تظن أمِي أن بيتنا سئ ، ورُغم أنّه يقع بِحي متواضع إلا أن بيتنا أفضل بِكثير مِن البيوت التِي فِي حيّنا والحمدُلله ، نظرة أمِي خجلى وكم كان حدسِي صادق إذ قالت : أسمحِي لنا يا أم سامر بيتنا ع قد الحال
_ لاتزعليني منّك يا أم ضياء وأنا جايّة لأهل البيت موب للبيت وبيتكم حلو يكفي دفاه يا أم ضياء
_ أصيلة يا بنت الأكرام
_ الأصل أصلك يا غالية
_ أن شاء الله ناوية تسيرين معنا للشرقيّة..!
_ أيه والله والسيرة معكم لحالها بركة
_ بننبسط دامك معنا يا أم سامر وصدقيني الطلعة لحالها مِن البيت تكفِي ، عيشي حياتك يا شمّه مايصير حابسة عمرك مِن زُمان
_ صح كلامك وكاني قررت أسير معكم وأن شاء الله خير
قالت مُنى : أيه قولي لها ياخالة عجزنا أنا وسامر لين أقنعناها تجي معنا
بعد أن جهزّنا الإفطار ووصل الشباب صعدنا السيارات وأخذ كُلّ مِنا موقعه أنا وضياء وماريا وأحمد وهُدى وشذى وطيّبة وسوماتِي فِي الجيب
وأمِي وأم سامر ومُنى فِي سيّارة سامر الصغيرة
أصرّت أم سامر على أمِي أن تصعد معها بِسيارة سامر
وبدأت رحلتنا فِي الخامِسة
نظرَ ضياء لأحمد ثم قال : مانمت يا أحمد..؟
_ هااه ، آآآ نمت بس ماشبعت نوم
_ عيونك حمراء
_ والله حسبتها بنفسجي هه
_ حتّى وأنت نعسان تنكّت ، أقول ريّح شوي وراك سواقة وإلا ناوي تخليني أسوق طول المشوار..؟
_ ولايهمك شويّات وأصحصح
_ لا ناااام أحسن
_ ياليت أقدر ياضياء شئ شاغلني وعجزت أنوم
وكنتُ أضحك عليه وبانَ مِن عينيّ سألتني هُدى بِصوت مسموع : أش عندك تضحكين ..؟
_ ولاشئ مبسوطة لأني بروح البحر
_ هالقد تحبينه..؟
_ أيه وربك ماتعرفين أش قد أفرح بِشوفته
قالت شذى التِي كانت تحمل ماريا : ياجماعة ماريا حرارتها مرتفعة
_ مِن جدك ياشذى ..!
_ أيه ألمسيها..!
_ يوووه نسيت ماشليت التحاميل ونسيت أن عمتّها بِتجي تآخذها بعد أش فيني اليوم ..! ، ضياء لو صادفتك صيدلية أوقف ، وصفّط ثواني أنزل أجيب شنطتها
ضحكَ أحمد ثم قال : أنا أنزل أجيبها
بِهمس قالت هُدى : نزل عنّك روميو ياجولييت
_ بلا هبال بس ، شذى صحيّها
_ طيّب
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل السابع والعشرون
[ ياحلو قعدتكن ياهُدى وياشذى مع هالبنت ومع أمها ، أرواحهم ماشاء الله طيّبة ، ليتني من زمان عرفتهم وإلا هالصغيرة نظرتها جنان وتهبّل ، الله يرزقني بنت مثلها ، ياربّ ]
قطع تفكيري صوت أم ضياء وهِيَ تقول : أش فيهم وقفوا..!
_ مدري يامرت عمي أحمد يشيل شئ مِن الأغراض يظهر شنطة الصغيرة
_ ياويلي يسامر دق لِضياء وعطنِي
_ تآمرين
وأتصل سامر بِضياء : هلا ضياء الوالدة تبيك..
وأخذتْ الجِهاز بِسرعة : يمّه ضياء ليه وقفتوا..! يمّه ، كأن قلبي حاس مِن أمس وهيّة تزاعج هذي أكيد مشآن سنونها الباقين ، طيّب يمّه لو ماخفّت شالسوات ..! أن شاء الله يلا يمّه بحفظه ولاتسرع
_ أش فيه..؟
_ ماريا مرتفعة حرارتها مرّة وأعطوها دواء بس ما فيه تحاميل
قالت أم سامر: ياربّ تخفّ
وألتفتُ لِأم ضياء : ياخالة لو أتعبتهم قولي لهم يجيبونها عندنا أخليها عندي
لا أعلم لِمَ نظر لِي سامر وأبتسم إبتِسامة حانِية وكأنّه مُمتن لِماقلت أو فَرِحُ لأننِي كسرتُ الحاجِز الذي أرقه وأتعبه ولا ُأخفيكم أرقني وأسهدني
بعد ساعة ونصف توقفنا لِتناول وجبة الإفطار وأنتهينا وأخذتُ الصغيرة معِي التِي لازالت حرارتها مُرتفِعَة والغريب أنّها نامت بِسرعة في حُضنِي ، أنتبهتُ لِسامر الذي كُلّما سنحت له الفرصة نظر لِي وأبتسم
آخر مرّة تعالجتُ بِها وأخذت الكلوميد أخبرتنِي الدكتورة أن إمكانية الحمل الآن بِنسبة 80 % ولله الحمد وحجم البويضات مُساعد على الحمل وبِشكل كبير
بآخر الأيام أشعر بِتعب ولكن مُستبعد أن يكون تعب حمل فِالحامل لاتشعر بِالغثيان دومًا ولا بِوجع البطن فقد سمعتُ أن الحوامل يتألمن مِن ظهورهن فقط
والأكيد أننِي لا أرغب بأن أعيش على أمل فأسقط مِن سابِع سماء لِهوّة سحيِقة
الآن أشعر بِالغثيان أخذتُ علبة الحليب التِي جلبتها معِي بِحقيبتِي وشربتُ قليلاً ولم يخف أبدًا فألتفتُ لِسامر : سامر البرّاد فيه علب سفن آب..!
_ أيه ، تبين..!
_ ماعليك أمر هات لي علبة
_ يابنتي يامُنى هاتِي ماريا الصغيرة عندي
_ لا يا مُرت عمِي خليها
_ هاتيها شوي ثم أعطيك هيه
وممدتُها لأم سامر التِي أستغربتُ رغبتها بِحمل الطفلة : طيب
نزل سامر وجلب علبة سفن آب ثم صعد وفتحها لي أيضًا فشربتُ منها إلى أن شعرتُ بِزوال الغثيان
فجأة شعرتُ برغبة فِي النوم وأسندتُ رٍأسي وغبتُ عن الواقع
وصلنا بِحمد المولى في مايُقارب الساعة الحادية عشر ،تأخرنا نوعًا ما لأننا لم نكُن نُسرع ولأننِي نمت فلم أشعر بِشئ
قالت هُدى بعد أن وصلنا : خبلات وش ذا ليه تناموا ..!
_ ليه!
_ أحمد نام وكان شبه ميّت وأنتن بعد مانمتن بالليل
_ أنا عن نفسي مانمت أبد وشذى مالها حق تنام وبعدين شنو تقولين شبه ميّت ، [ طلعت لها لساني ] خِبلة
_ هههه ، ضي تدافع عن أحمد وي غريبة
قالت شذى : والله أنا أمس مداومة ومانمت العصر وأنتي عارفة متى نمنا بِالليل وعادتي أفرّ الساعة فرّ
_ صار موقفي بايخ أنا وضياء بس اللي صاحيين وأنا خايفة أنام وولد عمي يظل لحاله
_ خخخخخ قولي كذا
_ شذوووه بلا دفاشة تخيلي أنام ؟ أنا قلت لو تطلّب الوضع بفتح موضوع نحكي فيه بس ماحسيت أنه نعس هع
قلتُ لها : زين اللي ماحكيتي
_ ليه!
_ كنتوا بتزعجونا وبنصحى ههاهاااي
_ سخيفة
رتبنّا أمورنا بِشاليه بِمدينة الدمام وكان مُكون مِن 3 غُرف غرفة لِي ولِشذى وهُدى ومُنى
وغرفة لأمي ولِزوجة عمِي
وغرفة لِطيّبة وسوماتِي
أمّا الرّجال فقد كانت لهم غرفة لها مدخل آخر
كانت غُرفتنا تطلُّ على البحر وفِي الشاليه ذاته مسبح كبير ومطبخ صغير نوعًا ما مفتوح على الصالة وصالتين صالة صغيرة وأُخرى كبيرة
صرخت شذى حين رأت [ الدبابات ] وهُدى فرِحت بِالمسبح وأنا بِالبحر والبحر فقط ووجوده بِالقرب منِي أسعدنِي
نام الجميع إلا أنا أمّا ضياء فقد أتصل بِصديق لُه هُنا وذهب إليه ولم ينم رُغم تعبه
ذهبتُ لِماريا وأخذتها من طيّبه التِي نامت مِن تعبها ولم ألمسها إلا وحرارتها عالية وأخذتُ مقياس الحرارة الخاص بها وقستُ حرارتها فوجدتها 39 ونصف
بِسرعة أتصلتُ لِضياء الذي وجدتُ موبايلهُ مُغلقًا ولم أشأ إيقاظ أهلي فهم نِيام
بِذات الوقت سمعتُ صوت فِي الخارج ونظرتُ مِن الزجاج فوجدتُ أحمد جالس على كُرسي قِبالة البحر وينظر لِلبحر
بِدون تفكير أرسلتُ لُه رِسالة : ماريا مريضة مرّة وضياء جواله مُغلق
ووصلتني فورًا رسالة منه : ألبسي وأحتريك بسيّارة سامر لأن ضياء خذا الجيب
كُلّ هذا وأنا أرى تحركاته مِن الزجاج العاكِس وبِسرعة بدلت ملابِس ماريا وخرجت فورًا بِها
[ هذا ولد عمي ومافي مجال لِلتفكير وماريا تعبانة ]
حينَ وصلتُ لِلسيارة أحترتُ أين أصعد ..!
فصعدتُ فِي المقعد الخلفِي وبِحضنِي ماريا
_ أي مستشفى يابنت عمِي..!
_ رح المواساة
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الثامن والعشرون
هَذا أنت ..!
هَذهِ رُوُحك وهذا قلبِي الصغير الذي بدأ ينبض لك ومِن أجلك
وصمتُ ملأ المكان إلى أن وصلنا ، حملها أحمد سريعًا وتوّجه بِها وسجّل أسمها ورأيته يدفع رسوم فتح الملف وتوّجه لِلعيادة
وهُناك قاسوا حرارتها وبِسرعة وجدتُ المُمرضة تحمل بادِية كبيرة نوعًا ما وتتوجه لِلثلاجة التِي أخرجت منها ثلج
ربّاه ستبكي الآن و..
_ بنت عمي تعالي شيلي ملابسها
أقتربتُ منها وهِي تبكِي و أبعدتُ ملابِسُها
كان يقفُ بِالقرب منها ويضع أصبعهُ بِراحة يدها ، ليست المرّة الأولى التِي يفعل معها هكذا
أقتربتُ أكثر فسمعتهُ يقول لها بعد أن جلسَ جلسة وكأنه على ركبتيه : خلاص بابا ، خلاص شوفي البابا هِنا ياعيوني أسكتي خلاص
وعاد يقول وهُو يُشيِرُ إليّ : مروّي دحين تجي ماما شوفي ماما شوفي ، يلا ماما تعالي لماريا الحلوة
[ هذا يبي يقتلني ، وش هالحنان اللي فيه..! معقوول أحمد يناديها بابا يعني بباله أنه بيكون أب لها وينادي أمها يعني أنا ، ياويلي منك ]
فرغنا ولازالت الصغيرة تبكِي ، كتبت الدكتورة الدواء وأردتُ أخذ الوصفة غير أن أحمد سحبها بِسرعة وهُو ينظر لِي نظرة أخافتنِي نوعًا ما
ولأول مرّة أنتبه لِملامِحُه أحمد جميل عينيه الواسِعة ورموشهُ الكثيِفة وحواجبه المُرتبه وأنفه الطويل كحِد السيّف وشعرهُ الذي ينتبه لُه القريب منه كاد أن يصل لِكتفيه غير أن الشّماغ الأحمر يُخفيه
أنتبه لِنظراتِي المُتفحِصة وبِسرعة أسدلتُ عينيّ [ ياربي وش هالخبال ياضي ؟]
الصوت الذي بِداخلِي مُرهِق والرغبّة بِإمتِلاك الملاك طافِحة [ لزوم أحكِي مع ضياء اليوم مافيني ]
وأبتسمتُ لِفكرة سأنفذها الآن..؟
وبعد أن صرفتُ الدواء صعدنا السيّارة وبعد أن نامت ماريا بِحضني أعطيتها لِخالتها
وبعد صمت ظننتهُ طويل تمتمت : بنت عمي..!
_ ....
_ تسمعيني..!
_ تفضل ..؟
_ لاتفهميني غلط يابنت عمِي بس بي أسألك سؤال..؟
_ ....
_ أنا نويت أطلبك مِن ضياء اليوم ، لو طلبت توافقين..؟
_ ....
_ أفهم مِن صمتك أنّك معترضة أو موافقة..؟
بعد ثواني حمحمت ثم قالت : أحمد ياولد عمِي أنا مابلقى أحسن منك ، توكل على الله
دون أن أشعر : وربك..؟
_ ......
صحوتُ بِسرعة وتوجهتُ لِلحمام وتعثرتُ بِطريقي فأستيقظت شذى التِي قالت : وي بسم الله عليك يامُنى ، أنتبهِي
تركتها وتوجهتُ لِلمغاسِل التِي تقع قِبالة غُرفنا جميعًا وكادت أن تخرج روحِي وحين عُدت
_ وش فيك ، لايكون بتمرضين..؟
_ لي كم يوم ياشذى على هالحال
_ والله..؟
_ أيه ومليّت من هالحال
_ طيب أش رأيك نروح المستشفى إذا صحى سامر ممكن فيك شئ
_ أعرف بِشنو تفكري ياشذى ما أتوقع أن اللي ببالك
_ إرادة ربك فوق كل شئ يا مُنى وطيب ، بسألك كم سؤال وجاوبي عليّ زين؟
_ هاتي يا ممرضتي العزيزة هه
_ هه عندك غثيان دايم..؟
_ يس
_ عندك وجع بأسفل البطن..؟
_ يس
_ أحيان أول ماتوقفين تجيك لفّة رأس ..؟
_ يس
_ وي وي صدقيني يامُنى أنتي حامل
_ ....
_ ليه كذا أفرحي وتفاءلي وأنتبهي على عمرك زين
_ شذى اللي يسمعك يقول أن خلاص تأكدنا وصحيح كلامك
_ منى وش لي لو طلع الخبر أكيد؟
بِفرح قلت وتفاؤل : اللي تبي
_ وعد..!
_ وعدين مو بس وعد
وضحكنا والأمل يرفرف
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل التاسع العشرون
ومنها صحونا وجلسنا في الصالة حتى لا نوقظ النائمين ، وأخذتنا الحكايا وفيما يُقارب الثانية ظُهرًا سمعنا صوت الباب ودخلت ضي وهي تحمل ماريا وقالت : سلام ، صحيتو..!
_ لا نمنا
_ ههه ياحليلك ياشذى شنو مصحيكم..؟
_ وأنتي شنو مطلعك..!
_ أبد ماريا تعبت ورحت مع أحمد المستشفى
_ هاااه
_ شذى عن اللعانة ضياء محد ودقيت له جواله مُغلق أر... آآآ ، شفت أحمد جالس برّا وقلت له ووداني
_ ممم طيب متى رحتوا..!
_ أول مانمتوا أخذت ماريا من طيّبة لقيتها حارّة وحرارتها 39 ونصف
_ هاتيها هاتيها فديتها
_ تسوي خير ناوية أتروّش وأنتبهي لها
_ وش قصدك..!
_ خِبلة وأخاف تمرضينها زود هع
_ أقول لايكثر يابنت محمد
_ لايكثر يابنت عادل
_ الا هُدى ماصحت..!
_ بصحيها الآن مشآن مايضيع يومنا عخربطانها ونومها
_ لا أنا بصحيّها
_ شالطاري الإبتِسامة شاقّة الحلق من دخلتي..!
_ مُنى عقلي بنت حماكي عني
قلتُ : والله ياضي هذي بنت عمك ومافيني إلا أضحك على خبالكم
الله ، الله لو اللي فبالي يصير
أتصلتُ بِسامر : هلا حبيب أخته صحيت..!
_ تو صحيتيني ألحين ، خير..!
_ حرمتك..!
_ بلاها ، أش فيها ، أحكي ياشذى
_ حوه حوه مافيها شئ بس نبيك تودينا المختبر
_ ليه!
_ شاكّة بشئ وأن شاء الله خير
_ بذمتك ياشذى ..!
_ أيه والله سامر كل الأعراض اللي تجيها أعراض حمل ، أنت خلَص ودق لي وحنّا نطلع
_ دقايق بس ومن تسمعوا الهرن أطلعوا
حرجتُ مِن الغرفة وإبتِسامة تعلو وجهِي ونظرتُ لِمُنى وغمزتُ لها وفهمتني ولحقت بي
_ شذو وربي خايفة..!
_ توكلي على ربّك
_ أخاف لو طلع نيجتف يتضايق سامر وأنا نفسيتي تتعب
_ شوفي سامر مؤمن بقضاء الله وقدره وبرضه أنتي ، لو ماضبطت مابي تتضايقي ، شوفي الأمل يلوح لك أفرحي امُرت أخوي
وضممتُها
مُنى مِن القصيم وتغرّبت مِن أجل سامر وأنا وهُدى نُحبّها كثيرًا ، مُنى طيّبة كَزوجها وتستحق الفرح ياربّ لاتُخيبّها ياربّ
بعد ساعة كُنّا فِي المختبر ننتظر نتيجة التحاليل التِي بقيَّ عليها خمس دقائق
خرجت النيرس وأعطتني الورقة لأنني أخبرتها أنني مُنى وكم خشيتُ عليها مِن النتيجة وكانت النتيجة إيجابية
صرختُ وأنا أقفز : يس
نظرت لِي مُنى ودموع الفرح قفزت لِعينيها وأستوطنت رموشها وسامر الذي أمسكَ بِالجِدار وكأنه يخشى السقوط وكأن الفرح سَيهجم عليه ويُطيح بِه
توجهتُ لِمُنى وضممتها وقلت : شفتي كيف ربنا ماينسى عباده بجيك الآن بس أشوف سامر
_ شذى مُرتي حامل ، تكفي قولي أيه ، قولي أيه
_ أيه مرتك حامل يا أخوي
وقبلتُ جبينه ولازالت حالة الذهول تسكُنه : شذى أنا بصير أبو..! شذى يعني خلاص مُنى ماعاد تبكي ولاتتحسر يعني خلاص حلمنا تحقق
ووسط فرحنا بكينا بكينا وسجد سامر لِله شُكرًا بِممر المختبر ثم توجه لِزوجته وضمّها بِقوة وهمس لها : شفتي ربنا ماخلانا ، الحمد والشكر لك ياربّ
_ ضياء تأخر كثير ياهُدى وأنا قلقانة معقول يغيب كذا ومايتصل يطمننا ماعنده سالفة والله
_ الغايب عذره معه يا ضي
_ من متى وهو خارج لين الآن ماوصل
وفجأة قالت هُدى : راح بِالجيب هو..!
_ أيه ليه!
_ كاهو وصل
_ أحلفي !
_ أيه أشوف الجيب داخله
ونظرتُ مِن النافذِة ووجدت الجيب حقًا ، شحنتني بِقوة لأهبُّ فِي وجهه وحالما فتح الباب الخارجِي وجدنِي قِبالته وكانَ وجههُ الشاحِب كفيل بِجعلي أشهق وأضع يدي على فمِي : ضياء أش فيك..!
_ مافيني شئ ياغلا بس مرهق شوي
_ متأكد..!
_ ايه
_ ليه تأخرت ؟
_ هاااه ، آآ ، و والله صديقي لزّم عليّ أجلس معه
_ صديقك هذا مايدري أن توّك واصل وأنّك تعبان؟
_ ضي فيك تقللين أسئلة مصدّع وأبي أنووم
_ ماتبي غذاء..!
_ لا ما مـ ، آآ أنا تغذيت
.
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الثلاثون
صوت القلب الآن يعلو على صوت العقل ، أشعر أن ضياء يُخفِي شيئًا عنّي
نعم يُخفِي الكثير والشحوب ، الشحوب الذي يعتلي وجه يُخبرني بِحدس آخر
لم يكُن مع صديق له ، فضياء لم يُخبرنِي أن له صديق في الدمام كما لم يتحدث عن أي زميل له ، سأرى ياضياء إلى متى سَتُخفِي عليّ ..!
طوال المشوار كنتُ أُكابِد التعب الذي أخترق صحتّى ، مُذ كنتُ فِي السجن كنتُ أشعر بِألم فِي جنبّي الأيمن ويزداد الألم إذا جلستُ مطولاً أو إذا بذلتُ جُهد جبّار
ربّااااه ، ولازلتُ أذكر الموقف الذي حدث هُناك حين سقطتُ ولم أرنِي إلا في غرفة بيضاء وعسكري يقف بِالقُرب منِي
أخبرنِي الدكتور بعدها بِما أُعانِي ، هذا الألم سكننِي يوم وفاة نور ومُنذُها لم أشعر بِه إلا قليلاً لكنه اليوم سكن كُلّي وكدتُ أموت
أنزلتهم فورًا وتوجهت لِلبحر وهُناك جلستُ أفكر طويلاً
ماذا لو تفاقم ومُتّ..!
وضي وأمِي..! وماريا..!
يالله..!
نمتُ بعد أن وصلتُ فورًا
ولم أصحو إلا على صوت أحمد وسامر والأول يقول للأخير
_ إذا ولد تسميّه أحمد وإذا بنت ضي
_ والله ..؟
_ أيه وش رأيك..؟
_ أنهبلت أنا أسمي ولدي أحمد أو بنتي ضي مو كافي عمّها ومرته
أبتسمت على غباء أحمد وعلى حُبّه الطاهر لِضي الذي لايخجل مِن التصريِح به أنقلبتُ لِأراهما وقُلت : ومنو قال لك بزوج أختي لواحد غبي يا أحمد ههه
فقفز أحمد عليّ قفزة شهقتُ بعدها شهقة زلزلت الغُرفة : آآآآي
_ أش فيك ضياء..؟
_ آآه آآي
_ ضياء كنت أمزح معك وش فيك شنو يوجعك؟
_ ماي ماي يا أحمد هات علبة ماي
قال سامر : ضياء تحتاج المستشفى ..؟
لا
صرختُ بها وغبتُ عن الواقع
سرحتُ بِخيالي وأنا أفكر بِأمي وبِضي وبِماريا وبِهُدى أيضًا
ودموع تتساقط وأحمد وسامر فِي حالة ذهول وبعد أن شربتُ علبة الماء كُلّها ولأغير مِن الجو الشحنَ الغرفة بِصمت ذاهِل تصنعتُ المُفاجأة وجعلتنِي أبدو وكَأنني لِلتو تذكرت شئ : أحمد خبرت سامر عن سالفة سيف؟
_ لا ، أول بخبره عن سالفتك
_ أش فيكم فهموني شالسالفة ؟
وتذكرت لِلتوّ حديثهم حين صحوت وقلت : مبروك يسامر ربي يخليها لك ويعطيك الصحة وتدوم لهم
_ ربي يبارك بِعمرك ، يلا أسمعكم قولوا؟
نظرتُ لأحمد أرجوه بِعيني ولم يكُن صعب عليه أن يفهم نظرتِي فقال : سلمك الله في خطّاب لخواتك..
_ ماشاء الله ثنتيناتهم؟
ضحكَ أحمد وعرفتُ ماذا سَيفعل : أيه ، وقبل لاتسأل منو بقول لك الخاطب الأول هَذا المُغفل ههههه
والثانـ...
ولم يُكمل لأنني رميته بِالوسادة وضحكنا بِقوة هههههههه
_ هههه والثاني ..؟
_ سيف صديقي ونعم الرجال يا سامر
_ وأنا حضرتي جلست معه وأعجبني الريال ويعطيك ضياء اسمه اسأل عنّه ، وتراني ياضياء طالب يد بنتكم ..؟
_ وأنا موافق ومابلقى أحسن منك لها بس الرأي الأول والأخير لها
_ ماشاء الله شئ حلو ، بس مالاحظتو شئ..؟
أنا وأحمد بِصوت واحد : شنو..؟
_ ههههه خبلان حدكم ، أن بطلعتنا هذي صارت شغلات كثيرة حلوة؟
_ صل عالنبي يالهرم
_ ههههه آآي بطني أنت يالمغفل الحقيقي لاتنقز عليّ مرّة ثانية شايف نفسك ريِشة
_ أيه ريشة وألحين لو أنقز عليكم تحسني أخفّ بعد لأني بناسبك هههههههه
_ هههههه الله يعين أختي عليك يا محامي الغفلة
الأثنان : هههههههه
بعد مرور شهرين
_ أحمد..!
_ لبيّه ياروحه..!
_ متى نروح لِلبحر..!
_ متى تبين ، أنتي تآمرين أمر
_ مايآمر عليك عدو أبـ...
قطع الحديث صوت الرنين وكانَ رقم غريب دولي فمددتُ بِهاتفِي لأحمد : ألو
_ نعم..!
_ ممكن أكلم الأخت ضي..!
_ لحظة بس ومدُّه لي : هلا
_ هلا بك
_ مين..؟
_ معك تمارا زوجة أخو مي
أنصدمتُ غير أني بادرتُ : هلا بك ومرحب آمري
بِصوت مبحوح : مممم مدري بس مي قالت لي أكلمك وأطلب منك تسامحيها..!
_ شلون..!
_ سامحيها ياضي
_ ماعمري شلت على صديقتي وليه مي تطلب مني أسامحها..!
_ مي [ بكت بِنحيب ] مي خلاص ، مي خلاص
_ شنو خلاص .. وينك فيه الآن..!
_ بِـ .....
ثم جاءنِي صوتُ آخر : هلا ضي
_ تُركي..!
_ أيه تركي ، ياضي مي تعبانة حيل حيل وممكن ماتنجو هالمرة
_ شنو تقول أنت ، صديقتي مابتموت مابتخليني
_ عرفتي ليه ، ليه سافرنا..؟
وكأنه يقول عرفتي ليه تركتك ..؟
وكم كنتُ أفهمك ياتركي
صرختُ : لا ، أحمد تسمع شنو يقول تركي ...؟ يقول أن مي مابتعيش؟
يقول أن مي بتروح وبتخليني ، ليه ..؟ ليه ؟
تركي أش فيها مي أحكي لي ، شنو فيها ، أنت وديتها عشان تموت مو؟
أنني أمام أحمد كُتلة المشاعر الذي أهتز كيانه لِدموعي وضمنّي بِقوة وقال : مابتروح يابعد عيني ، مابتروح يادنيتي ، تعالي لحضني تعالي ، آمري تبين تروحين لها.!
بِصوت باكِي : توديني ..!
_ ليه لا..! هيه وين..!
_ نسيتُ أن الطرف الآخر لازال موجودًا على الخط فأستدركتُ وسألته : أنتم بأي منطقة بِلندن..!
كانت المُتحدثة تمارا : حنا بِـ........ عجلّي يا ضي
بِتردد قُلت : أنتبهيلها يا تمارا
-
رد: هَل كُنْتُ أتَكِئ عَلَى وَهْم ..! بِقَلَمِي
.
الفصل الحادي والثلاثون
وبعد مرور عام كامِل
رحلتِ وأعلم أنّكِ باقية
رحلتِ وأعلم أن روحكِ لازالت هُنا تُرافقني كما كُلّ أيامنا ، رحلتِ ودُونَ وداع وتركتِ الصديقة تعيش وحدها
تعالِي يا أميرة الفؤاد فكُل الأماكن تحتاجُكِ كما أنا ، جُدران غرفتي وبيتي تبكيكِ
سألثم صورتنا معًا كُل حين ، وكُل اللحظات ، سأطبخُ لكِ حلى التوفي الذي تُحبين
تعالي وتحدثي عن [ أبو عيون ] تعالي وأصفحي إنشِغالي بِجرحي ، تعالي وسامحِي فظاظتي بِآخر زيارة لكِ
لم أهتم لِجرحكِ وكنتُ أرى جرحي فقط ، تعالي لِنُذاكر معًا فقد عُدت لِجامعتِي وقريبًا سأتخرّج تعالشي لِنُعد حفلة تخرجُنا معًا
دُنياي ..!
تُرى من سَتأخُذي مِني أيضًا..؟
أبي
نور
تركي
مي
أحمد...؟
لا ، لا ياربِ أبقِي لي الأخير ، أبقه لي
أتصلتُ بِه بِسرعة : حبيبي وينك..!
بِمُزاحه المُعتاد : بين يدينك
_ محتاجتك ياغلاي
_ أجي..!
_ أيه تعال
رحلت مِي بعد أن تأخرت فِي عِلاج مرضها مرض الأديسون القاتِل
خِلال هَذا العام تزوجت هُدى مِن ضياء بعد أن تم عِلاجه وعمل عملية الزائِدة الدودية بعد أن ألتهبت
وهِي الآن حامِل
وشذى التِي تزوجت مِن سيف الذي عرف مِن أهله أنّها طالِبة طِب كما يحلُم وسافرت لِتأخذ ماجستير والدكتوراة معه
ومُنى أنجبت طِفلة جملية أسموها [ لمى ] وهذا حسب طلب أم سامر التِي فرِحت كثيرًا وكذا عمِي عادِل الذي لازال يُسافر مِن بلد لآخر لِيوسع تِجارته
ولازال الأب البعيد القريب
كبرت ماريا عام إضافي آخر وأصبحت تتكلم وأول كلمة نطقتها بابا أحمد
هِي الآن بِجدة مع عماتها وجدتها أم سلمان
نُور مر على وفاتها الآن أكثر مِن عام ، رحمكِ الله يا نور
وحماكِ الله يا أُمِي
أمّا أنا وأحمد فزواجنا فِي الشهر القادم
بعد شهر
وبعد أن أنتهت ليلة الحُلم التِي كانت مِن أجمل ليالِي عُمري
وكنتُ أتوسد أمانه وأنعم بِدفئه : مابي تروح وتتركني ، مابي
_ مين قل لك بروح؟
_ أوعدني ..؟
_ وعد مابتركك إلا لِقبري
ضربتُ صدره بِقوة : لاتقول قبري يارب أموت قبلك
_ وأنتِ بعد لاتجيبي طاري الموت
_ ضمنّي أقوى يا أحمد
كانَ هُو الأمان ، والحُب والحنان والإحتِياج ، كان كُل شئ
كُل شئ
إذن فقد كنتُ أتكِي على وهم..؟
مممممم
مابعد النِّهاية
ضي ، حققتُ حُلمها بِالزواج مِن أحمد رُغم أنني كنتُ أنوي عرقلة الموضوع بِماريا ورفضها بِسببها إلا أنني خشيتُ على ضي التعب والذي أنا في حالة مِزاجية سيئة لاتسمح بِه وإلا :)
ضياء وددتُ قتله وجعل مرضه سرطانًا سكنَ إحدى كليتيه ، لكن مَن للأم الرحوم بعده ومَن لِضي..؟
هُدى كان المُفترض أن تتزوج ابن خالها حمد غير أنني غيرتُ رأيي في اللحظة الأخيرة وجعلتها زوجة لِضياء
شذى يُناسبها أن تتزوج سيف الذي أُعجب بِطموحها لِتُكمل المشوار معه
ماريا التِي أعتادت أحمد وهُدى وستكون بين هُنا وهُنا ببيت ضي أم ضياء ومع جدتها أم ضياء
أم ضياء لادور لها كما أنه لادور لأم سامر التي خرجت من وحدتها وأسرها الذي نسجته لها
مي ماتت إثر مرض أديسون الذي تأخرت في علاجه
ومي هُنا بِشخصيتها تُشبه شخصيّة السارار صديقتي التِي رحلت ولا أعلم عنها أي شئ ولا أعلم لِم قتلتُ شخصيّة مي رُغم أنني أدعو لِسارا بِالعودة لأرض الوطن وسريعًا
مممم شخصّية ضي تُشبهنِي إلى حد كبير أمّا ضياء فكم أتمنّى أن يُرزقنِي الرّب أخ مثله
سامر ومُنى حقق ربي حُلمهما وأنجبوا الجميلة لمى بعد طول انتِظار
والهدف هُنا أن الله لايترك عِباده
و[ أن الله لايُغيّر مابِقوم حتّى يغيروا مابأنفسهم ] وأن لايأس مع الحياة
والأهم لايأس والله قريشب يُجيب دعوة الداعِي إذا دعاه
العم عادِل لازال مُستمر في رحلات العمل
كنت أنوي خلق تفاصيل كثيرة كما رتبت لكِن آثرتُ هذهِ النِّهاية السعيِدة
وأجواء الحُزن خانِقة مو..!
سامحونِي هُنا أن أخطأت على أحكُمـ / ـن دون قصد
وسامحونِي الأحداث التِي جاءت هكذا دُون أن أُرتشب لها
وسامحوا كُلّ إختِناقة شعرتُم بِها
سامحوا هذهِ الُأخيّة
[align=center]أنتهت[/align]