ما فائدة المناهج حين يروّج بعض المعلمين لمذكراتهم في المكتبات؟
أم كلثوم عبدالله الحكمي
مع قرب الاختبارات يطلق بعض المعلمين والمعلمات حملة دعائية لترويج بيع المذكرات الخاصة، وكلي أمل أن تتحرك وزارة التربية والتعليم لمعاقبة المدارس التي تسمح لمعلميها بترويج وإلزام الطلاب والطالبات بشراء هذه المذكرات من بعض المكتبات، وفكروا معي قليلاً: لماذا يصر معلم ما على شراء طلابه مذكرة اللغة الإنجليزية أو مذكرة الحاسب الآلي من مكتبة معينة؟مع الأسف لن تصدقوا إن قلت لكم إن بين المكتبة وهذا المعلم اتفاقاً بهدف المتاجرة والقسمة فيما بينهما لعلهما يكملان بعض الأقساط المتراكمة على حساب أولياء الأمور، ولكن هناك سؤالاً أود طرحه عليكم: ماذا يصنع المعلم والمعلمة خلال "ترم" كامل؟ لماذا لم يلخص الكتاب إذا كان كما يقول بعبارته التي لا تقنع سوى بعض الطلاب البائسين والذين يبحثون عن النجاح وبأي مستوى ودرجة أريدكم أن تذاكروا بسهولة ولكي تحصلوا على المعلومة بطريقة مختصرة وأنا هنا سأشرح لكم أيها السادة الطلاب وأنتم يا أولياء الأمور وذلك لعلمي أن بعضكم لم يجد ما يسد به أفواه أبنائه من الخبز، فالمعلم الذي يقنعنا أنه يسهل الاختبار على أبنائنا الطلاب إنما هو في الواقع معلم كسول ومعلمة لا تجيد شرح المادة وتدريسها بحرفية فيضطرا إلى إلزام الطلاب بشراء المذكرات والملخصات بينما وزارة التربية والتعليم لم تبخل في صرف المناهج مجاناً. ولو أن ولي الأمر كان قادراً مادياً لما أدخل ابنه مدرسة حكومية لينتهي به الأمر لشراء مذكرات لكل مادة لا يجيد معلمها أو معلمتها شرحها كما يجب. وإليكم الأسباب فذاك مشغول بمتابعة آخر تطورات الأسهم وما وصل إليه سعر الحديد ليكمل عمارته والتي مازالت "عظم" وتلك المعلمة مشغولة بأسرتها وزوجها الذي قرر الزواج عليها والضحية الطالب وولي الأمر ويذهب وقت الطالب في البحث عن تلك المكتبة التي وصفها المعلم، عفوا التي وضع بها المذكرات أو قام بسحبها من معلم سابق رحل بعد تطبيق قرار السعودة، كم هم على نياتهم أولياء الأمور وكذلك هم الطلاب، يا للكارثة، ماذا لو أن طالباً ما وقف وبكل أدب واحترام وناقش المعلم وقال: معلمي الفاضل لقد وفرت لنا وزارة التربية والتعليم مناهج مطورة ولم تقصر أيضاً في صرف آلة تصوير ذات تقنية عالية، فلماذا لا تقدم لنا الملخص بعد تصويره مجاناً مشكوراً، فنحن هنا في مدرسة حكومية وليست خاصة تستغل الفرص للبيع والمتاجرة بعقولنا وأموالنا. ولكن بعض الطلاب والطالبات لا ولن يتجرؤوا على مثل هذا القول في هذا الموقف كل ما يستطيعون فعله هو الرضوخ لكسل المعلم والمعلمة في إعداد ملخص أو مذكرة ولذلك تنشط الحركة في بعض المكتبات مع بداية الاختبارات النهائية وإليكم يا وزارة التربية والتعليم هذه القضية.
جريدة الوطن السعودية
