الحقن المكسيكي يا نساء الندوة
---------------------------------------------------------
د. أمل الطعيمي
دخلت المعلمة إلى الفصل وبدأت تشرح الدرس ولاحظت أن إحدى الطالبات تتشاغل عنها تارة وأخرى تظهر انزعاجها وتتأفف صبرت المعلمة عليها بعض الوقت ثم سألتها: ما بك؟ ولماذا تبدين منزعجة هكذ؟ا ولماذا تظهرين هذا الانزعاج؟ فوجئت المعلمة ـ التي تتحدث طوال الوقت بالعربية الفصحى ـ بأن زميلة الطالبة التفتت إليها قائلة: (ايش فيك ليش زهقانة وما تنتبهين) زادت دهشة المعلمة من حال الطالبتين فقالت: ما الذي يحدث؟ وطلبت أن تحدثها تلك الطالبة مباشرة وعندما فعلت كانت الصاعقة ماذا تتوقعون أنها قالت: هل قالت: الدرس صعب؟ يا ليتها فعلت.. هل قالت: أكره الدراسة!! لا لم تقل هذا ولا ذاك وإنما تحدثت بحديث يمتزج بالرغبة بالبكاء وهي تقول: أبله ايش اسوي انت تتكلمين مكسيكي وأنا لا أفهم!! هل تكفي علامات التعجب؟ لا أظن ولا يكفي أن نلطم ونصرخ فالطالبة تظن أن اللغة الفصحى التي تتحدث بها المعلمة هي اللغة المكسيكية!! لأنها تشاهد تلك المسلسلات ولا تفهمها أيضا فلغتها صعبة ولم تجد من يقول لها إن تلك المسلسلات مدبلجة بالعربية.. آه.. آه هنا أتحول إلى شق آخر من الحديث حيث تذكرت فكرة سامية.. هل يحتاج أن اشرح لكم الجملة السابقة خوفا من أن يكون بينكم من لا يطيق المكسيكية ولا يفهمها؟! فسامية ليست صديقتي ولكن الفكرة التي طرحها أعضاء اللجنة النسائية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي هي السامية لأنها تتطلع إلى دفع الضرر عن اللغة العربية من زحف العامية أو اللغات الأخرى التي بدأت تسابقها على ألسنتنا. فقد فكرت مجموعة من السيدات الفاضلات في إنشاء ملتقى سمي بملتقى محبي العربية ويهدف إلى استخدام اللغة الفصيحة أو على الأقل عدم الإساءة إليها من خلال برنامج مازال قيد الدراسة لدفع الضرر الذي يحيط باللغة العربية سواء من العامية أو اللغة الإنجليزية التي تتداخل معها بل تحل محلها عند كثير من الناس أو من لغة أشد خطرا يستخدمها الشباب في رسائل الجوال والاتصال عبر النت وهي لغة تجمع بين الحروف الإنجليزية والأرقام والمفردات العربية فبدلا من قول مساء الخير يقولون Msaa Alkir. وعليها قس وتدخل الأرقام الأجنبية كبديل عن بعض الحروف فحرف الطاء يكتب بدلا عنه رقم 9 وحرف العين يستبدل بالرقم 3.
إن برنامج ملتقى محبي العربية برنامج يدعوكم للانضمام إليه للمحافظة على تميز لغتنا العربية على الأقل فيما بيننا.
[email protected]
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12665&P=4
