[align=right]
مرحبا بك أيتها الجميلة الأسطورة ..
نعم أني أشاغب وأشاكس ، وهذا ديدني حتى أخر لحظة .
أما حول النصوص ، فيكفيني أن هناك من سيبحث عنها فيجدها هنا تنتظره ، كما فعلت أنت .
كوني بخير ..[/align]
عرض للطباعة
[align=right]
مرحبا بك أيتها الجميلة الأسطورة ..
نعم أني أشاغب وأشاكس ، وهذا ديدني حتى أخر لحظة .
أما حول النصوص ، فيكفيني أن هناك من سيبحث عنها فيجدها هنا تنتظره ، كما فعلت أنت .
كوني بخير ..[/align]
[align=right]تمهيد :
و لأن الكاتب يعشق البطل ، فقد صنع لأجله هذا النص فوق طاولته قبل أيام ، وقرر أن يجلده دون تنقيح .
النص : ( الراوي والبطل والمشاهدون )
فريق العمل يتمنى لكم مشاهدة ممتعة ..
المشهد الأول :
غرفة مظلمة ، شباك مقفل ، ورائحة بقايا عطر الليلة الفائتة ما زالت موجودة ، خمس أقراص ممغنطة مرمية بجانب مجموعة من الكتب المتراكمة ، أحدها كان ذا لون أزرق .
وقفة :
هناك علاقة تشابه بين دوارن هذه الأقراص ، و حركة أصابعي قبل ايام ، عندما حركتها على شفتيك وأنت مغمضة العينين ، لقد إستغرقت تلك العملية أكثر من ثلاثون دقيقة ، تبا لي من رجل َ!
المشهد الثاني :
أغصان تلك الشجرة الهرمة تغطي الجانب الأيمن من السيارة ، وهناك الكثير من ورقها المتساقط على الزجاج الأمامي ، ويدير المفتاح في باب السيارة .
وقفة :
لون الغلاف الأخضر ذلك الذي أهديتك لعيد ميلادك قريب من هذه الدرجة الباهتة للأوراق .
لا ! سحقا ، لقد كان زاهيا أكثر من هذه .
المشهد الثالث :
يغادر الحي بسيارته الفارهة ، وهو يفكر أين يذهب فهناك قائمة بالكثير من الأماكن التي يستطيع زيارتها هذا الصباح .
وقفة :
سوف أتخيل صدرك ، وأكسو بهما السماء ، فتمطرني سُكر ، و أُغيّب الشمس بهذه العملية ، فأحول هذا الطقس لوقت تهجد ، أكون فيه العابد الوحيد .
المشهد الرابع :
إزدحام عند تقاطع خريص و طريق شارع العليا العام ، الإشارة خضراء و تفصله عن تجاوزها أكثر من خمسون ألف سيارة هكذا تخيل ، رغم أنها أقل من هذا العدد بكثير .
وقفة :
اللعنة ، ليتك تنزلين الآن كالملائكة أو المطر ، وأقوم أنا بتقليدك كل المعادن و الأحجار الموجودة في هذا الطرق التعيس ، بعد أن أعيد صياغتها على مقاسات جسدك .
المشهد الخامس :
يهم بإغلاق باب سيارته ، بعد أن توقف أمام مبنى الوزارة البالي ، و حركات الهواء الحامية تتلاعب بأطراف شماغه .
وقفة :
مابال ظهري يشعر ببعض الحرارة ، وكأن يدكِ تمسح عليه .
آه ..
أمسحي على جسدي وكل أطرافي ، أحيليني بستان زهر ، كل كائناته مهداة لرمشيك ..
حركيني كسحابة كادت أن تهطل ، وأنتظرت الوقت والمكان المناسبين ، هاهي تتحرك باحثة عن ذلك التوقيت .
أمسحيني لتخفيني من هذا الكون ، وأزرعيني في ذلك العالم الذي بنينا ملامحه سوية ، عندما جلسنا ذلك المساء على درج منزلكم ، وكنت تتقبلين كل دائرة أرسمها في المساحة الفاصلة بيننا بإبتسامة من عينيك .
أه ( بصوت أكثر إرتفاعا ) ..
أريد أن أمزق هذه اللحظات اللعينة ، فهي تزيد من شعوري بالعجز والكساح ، أريد أن أخترق الزمن وأعود رجلا عاري القدمين ، يركض مطاردا غرائزه في عذر من حضارتنا المشؤومة .
مزقي دموعي الآن ، فأنا أشعر بالتلاشي ، ويصيبني القِدم ، رجلاي تغوصان في هذه الأرضية الإسفلتية ، وحرارة الشمس تدخل فيّ ، أشعر بالأرض تدور وتتحول لأشباح ، لينفجرا : رأسي و ركبتاي .
الراوي :
لنتوقف لحظة ، فلابد لنا أن نجسد لكم أعزائنا القراء المشهد من علو ، حتى تتخيلون وضع بطل قصتنا :
يبعد عن باب السيارة أربعين سنتيمتر ، قدماه متقاربتان ، ويأخذ وضعية الدوران الآن ، الهواء الحار ما زال يحرك شماغه ، يده اليمني تمتد على جانبه وتلامس أطراف فخذه من أعلى ، أما اليد الأخرى فتدير المفتاح لقفل السيارة ، هناك بعض الغبار الخفيف على جانبي السيارة من طقس الأمس ، الضجيج يملأ المكان بين مبنى الوزارة والسيارات المارة بالشارع خلف ظهره بسرعة .
ملامح وجهه الحزينة أعطت إنطباع لأي شخص ينظر إليه من الوهلة الأولى ، أنه لم ينم منذ ثلاثة أيام ، عيناه ورغم البريق فيهما إلا أنهما قد إتخذتا شكل أكثر شحوبا للداخل ، وهناك بعض الشعر الذي نمى على دقنه ، ولكنه ما زال وسيما .
والآن يحق لنا أن نعود لبطلنا :
اللعنة ، أريد أن أتحول لأسفنجة ، تُُرمى على وجهك ، فيتسرب مائي إلى داخلك إلى حاجبيك وشفتك وأنفك وجيدك وكتفيك وخصرك ، فأعيش هناك للأبد .
الراوي :
ونظرا لعدم قدرتنا على مواصلة عرض المشاهد التالية ، سنترك بطلنا في مكانه منتظرا .
شاكرين لكم حسن المتابعة وتقبلوا فائق التحية من فريق العمل ..[/align]