مصير مجهول ينتظر 500 من طلاب معهد التربية الفكرية بالمدينة
---------------------------------------------
وليد العوفي - المدينة المنورة
قال مدير معهد التربية الفكرية بالمدينة المنورة جنيد بن فخر الدين جنيد إن من أهم الصعوبات التي تواجه القائمين على المعاهد الخاصة بتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة هو مصير هؤلاء الخريجين من الثانوية العامة. ودعا في حوار مع «المدينة» إلى تبني موضوع توظيف الخريجين من قبل جهة معينة وأن لا تكون حلولا فردية. وأشار إلى نقص الإمكانات بالمعهد الإمكانات معبرا عن تطلعه لإنشاء مركز خاص للتوحد مستقل بجميع خدماته لأن برامج التوحد مدمجة مع معاهد التربية الفكرية، معتبرا هذا خطأ كبير ويضيع المجهود الذي يبذل في غير مكانه الصحيح خصوصا وأن أعداد المستفيدين قد زادت ووصلت إلى 20 طالبا على 4 فصول بواقع 5 طلاب في الفصل ومعلم واحد وبدون مساعدين داعيا إلى إنشاء معهد تربية فكرية مصمم كالمعاهد الحديثة في بقية مدن المملكة. وقال: لدينا حوالى 500 طالب ليس لهم مصير وظيفي واضح بعد التخرج متمنيا من مؤسسات المجتمع المدني النظر في حالهم.
* في البداية نود أن تعطينا نبذة عن المعهد؟
البدايات كانت عن طريق برنامج دمج في المدرسة المحمدية عام 1401/1402هـ، وكان البرنامج عبارة عن فصلين يضمان 11 طالبا ومع مرور الوقت انتقل البرنامج مع زيادة عدد الطلاب إلى معهد الأمل بالمشاركة في مبنى واحد عام 1412هـ ثم تم فصلهما وانتقل المعهد الفكري إلى مبناه الحالي في شارع الحزام عام 1413هـ في مبنى مستقل.
* ما هي الفئة المستهدفة بخدمات المعهد.. وما أهم هذه الخدمات؟
المعهد يخدم الطلاب ذوي الإعاقات العقلية ولكن مع مرور الوقت وزيادة أعداد الإعاقات وتنوعها أصبح يخدمها جميعا والإعاقة الرئيسة لدينا هي الإعاقة العقلية، ثم في عام 1421هـ تم فتح برنامج للتوحد وهو أول برنامج يطبق في المدينة ولا يزال ويخدم في العام الحالي 20 طالبا وهو من أصعب الإعاقات الموجودة، ولدينا معمل لتدريبات النطق أنشئ على نفقة الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية ويوجد فيه 3 معلمين للتدريبات يخدمون طلاب المعهد وبعض برامج الدمج ويمكن الاستفادة منهم في المساء بتعديل مشكلات النطق لأي شخص كان سواء كان طالب عادي أو طالب تخلّف عقلي وتجاربنا كانت ناجحة وعالجنا مشكلات النطق للكثيرين. ولدينا الفحص النفسي والتشخيص بوجود عدد من الأخصائيين النفسيين لفحص جميع الطلاب المحولين من التعليم العام وحتى بعض الطالبات اللاتي يتم تحويلهن من تعليم البنات، وأيضا برامج تعديل السلوك ومعمل حاسب آلي بحسب قدرات الطلاب وصالات ألعاب، ونقدم الخدمات الكثيرة لطلاب التهيئة للمرحلة ما قبل الابتدائية.
البعض يرفض الدمج
* مرض التوحد انتشر في الآونة الأخيرة، ما طبيعة هذا المرض وأسبابه وأعراضه؟
التوحد هو إعاقة نمائية متداخلة ومعقدة تظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ ويقدر عدد الطلاب الذين يصابون بالتوحد والاضطرابات السلوكية المرتبطة به بحوالى 20 طفلا من كل 10 آلاف تقريبا وتزداد نسبة الإصابة بين الذكور عن الإناث بنسبة 4،1% وحتى الآن لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت حول التوحد إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للتوحد، أما أعراضه في كثيرة منها الصعوبة في الاختلاط مع غيره من الأطفال الضحك بصورة غير ملائمة، انعدام الخوف الحقيقي من الأخطار وعدم الاستجابة لطرق التدريس التقليدية اللعب المستمر بطريقة غريبة وانعدام الإحساس بالالآم وتفضيل العزلة وتدوير الأشياء وانفعالات مفاجئة، هذه بعض الأعراض العامة لمرض التوحد.
* كيف تعاملتم مع برامج الدمج ومدى تقبل المجتمع لها؟
برامج الدمج بدأت في عام 1421هـ بفصلين في مدرسة سعد بن عبادة وكانت عبارة عن مجموعة من طلابنا يدرسون مناهجنا بمعلم من المعهد ويدمجوا فقط في حصص التربية البدنية والفنية والفسح والحمد لله وصل عدد البرامج الآن إلى 16 برنامجا 9 للابتدائية 4 للمتوسطة و3 للثانوية، وبرنامج الدمج نقل الطالب من بيئة المعهد للبيئة العادية لكي يكتسب الطالب المهارات العمرية لأقرانه العاديين يعني الطالب بالصف الأول فكري بعمر 8 سنوات سيجد طلابا يكتسب منهم العادات الحسنة بالسلوك والتعامل لكي يصبح مثلهم، وفيما يتعلق بتقبل المجتمع لذلك فإن أي برنامج في البداية معرض للمشكلات ولكن يعتمد هذا الشيء بالأساس على البيئة الموجودة وبعض البرامج وجدنا بتطبيقها صعوبة كبيرة لأن البيئة لم تتقبل ومستواها الثقافي أقل حتى أن بعض أولياء الأمور أصبحوا يسألون إدارة المدرسة كيف يدرس أبنائهم مع الطلاب المتخلفين عقليا وهذه تعتمد على المستوى الثقافي لأهل الحي ولكن تغلبنا على جميع الصعوبات التي واجهتنا بعقد ندوات لأولياء الأمور وللطلاب بشرح موضوعي عن برامج الدمج وأنهم طلاب عاديين ولكن يختلف مستواهم العقلي عنهم.
نقص الإمكانيات
* ما هي الصعوبات التي تواجهكم في معهد التربية الفكرية؟
تنقصنا إمكانات كثيرة وأنشأنا حاليا مركزا للتوحد في فناء المدرسة عن طريق أهل الخير، حيث إن مراكز التوحد لابد أن تنشئ في مباني مستقلة لها خدماتها المتعددة، والأمل الذي ينتظره أولياء الأمور أن يتم إنشاء مركز خاص للتوحد مستقل بجميع خدماته وللأسف أن برامج التوحد مدمجة مع معاهد التربية الفكرية ويعتبر هذا خطأ كبيرا ويضع المجهود الذي يبذل في غير مكانه الصحيح خصوصا وأن الأعداد قد زادت والعدد لدينا الآن 20 طالب على أربعة فصول بواقع 5 طلاب في الفصل ومعلم واحد وبدون معلمين مساعدين يعتبر هذا الأمر صعب علينا والمبنى الذي فيه الطلاب يتكون من 3 أدوار يجب الاهتمام بإنشاء معهد تربية فكرية مصمم كالمعاهد الفخمة الموجودة في جدة والرياض والشرقية والآن في الباحة والطالب الذي يدرس في مبنى من 3 أدوار يجب أن نضع بدل الرقيب رقيبين حيث إن الطالب من الممكن أن يعتدي على زميله ويرميه من الأعلى، وأيضا بالنسبة لمعاهد التربية الخاصة لا يوجد لها دخل ثابت كالمدارس العادية حيث يوجد بها مقصف يصرف على المدرسة، ونحتاج لوسائل تعليمية مساعدة للمعلم في أداء مهمته وخدمات للفصول، والمعلم يحتاج يوميا إلى وسيلة جديدة لإيصال المعلومة للطلاب ونحتاج إلى دعم من إدارة التربية والتعليم ومن أهل الخير وبحسب إمكانات المعهد نحاول تقديم كل ما بوسعنا لأبنائنا الطلاب.
جهة لتبني التوظيفهم
* أين يتجه الطالب المتخلف عقليا بعد التخرج من الثانوية؟
أولا لابد أن نوجه الشكر للمسؤولين في الدولة لأنه قبل سنوات كانت الدراسة في التخلف العقلي للمرحلة الابتدائية فقط حيث ينتهي الطالب من الصف السادس ويبقى في منزله أما الآن والحمد لله وافق أولياء الأمر في الدولة حفظهم الله بإنشاء مرحلة متوسطة وثانوية وبمناهج خاصة لكل مرحلة، وهذا العام سوف يتم تخريج أول دفعة من الثانوية أما إلى أين يتجه الطالب المعاق بعد التخرج للأسف هذه النقطة نقف كثيرا عندها قبل أن نفكر بالطلاب الخريجين هذا العام والطلاب الذين تخرجوا من المرحلة الابتدائية قبل سنوات لازالوا في منزلهم يبحثون عن عمل أو جهة ترعاهم وتوظفهم وهذه من أكثر المشكلات الحالية التي تواجههم، أما الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والمكفوفين توجد لهم وظائف ويتم بحث حلول لتوظيفهم لكن طلاب التربية الفكرية لم يتطرق إليهم أحد لا من قريب ولا من بعيد في موضوع توظيفهم ممكن أن يتساءل الكثير من الناس كيف يوظفون وهم متخلفون عقليا؟ أقول توجد لدينا حالات كثيرة تستطيع العمل كمراسلين في المكاتب أو كعامل زراعة أو عامل مساعد في البقالات أو مراقب أو يعمل في ترتيب الأغراض في المحل وأحد طلابنا يعمل الآن في سوبر ماركت كبيرة ومعروفة في المدينة ويتمثل عمله في تجميع العربات من الخارج وترتيبها لا أقول ضعه كاشير أو محاسب أستطيع أن أستفيد منه حسب قدراته ولدينا حوالى 500 طالب هذا العدد كيف سيكون مصيرهم بعد التخرج؟ لابد من توفر حلول ونتمنى من مؤسسات المجتمع المدني النظر في حالهم وكسب الأجر حيث إن الطالب يرضى بالقليل بوجود شيء نافع له.
* ما الحلول التي تراها لتوظيفهم؟
يجب تبني موضوع التوظيف من جهة معينة هذه الجهة تعمل مجلس لتوظيفهم والعمل لا يأتي بحلول فردية ونحن في المعهد إذا وجدنا بعض الحالات لا نستطيع الاستمرار في المرحلة المتوسطة استطعنا توظيفهم كحراس أمن في منشأة بسيطة أو محلات صغيرة والحمد لله وجدنا منهم كل حب للعمل، وتوظيفهم ممكن بحيث لا يستغلوا استغلالا سيئا وممكن أن يتجهوا لأي شيء يضر بصحتهم خاصة إذا لم يجدوا رعاية عائلية لهم لذلك يجب الاهتمام بهم والعدد في ازدياد والكثير منهم أصبح في سن فوق العشرين يجب السيطرة على هذا الموضوع حتى نستقطبهم ونجعلهم أعضاءً منتجين في المجتمع.
* كلمة أخيرة تود إضافتها.
من خلال «المدينة» أوجه الدعوة لمجتمع المدينة المنورة لزيارة جميع معاهد التربية الخاصة بالمدينة ومن يوجد في هذه المعاهد هم أبناؤنا يجب الاهتمام بهم ونرى ماذا يفعلون وماذا يحتاجون ونقدم لهم العون كل في المجال الذي يستطيعه ممكن توظيف طالب معاق أو مساعدة مالية له.. أين مجتمع المدينة الخير جيران المصطفى صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الطلاب؟ أبوابنا مفتوحة للجميع في أي وقت لمساعدة الطلاب.
http://www.almadinapress.com/index.a...icleid=1022684
