المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استاذ الأحياء
أستاذي الفاضل السفير
تحية عطرة
ومسائك جوري بحول الله
سؤال طرحته
قد أجد نوعا من التعجب في طريقة طرحك الرائعة
تجعلني
أقف مشدوها لها
أستاذي الفاضل
في كلامي الذي سأكتبه
حالة موجودة في بلادنا الحبيبة
وليست في المدينة الفاضلة
التي سعى لها أفلاطون
أستاذي الفاضل
أخواني العقلاء
نحن نطبق حد الشريعة الاسلامية
ويكفي المملكة العربية السعودية فخرا أنها تحكم بنصوص من الكتاب والسنه
ولكن يا أستاذي الفاضل
أنت ... وأنا ..... والكل يعلم أن الدين يسر وليس بعسر .....
قرأت قصتك ..... ورحلت بي بعيدا ......
أستاذي .....
ذكرت أنفا أن ديننا يسعى الي اليسر واللين
أستاذي السفير
الأخوة الأعضاء
لو كنت أذكى الأذكياء
وأحذر الناس فلن تسلم اليوم من احتيال محتال
أو نشال أو لص أو خائن
سواء في بيتك أو عملك أو سيارتك أو متجرك وحتى مكتبك ومزرعتك
بل سُرق المصلون على أبواب المساجد
والمصابون في المقابر على شفير القبر
والراكعون الساجدون الطائفون في المسجد الحرام وفي المشاعر المقدسة
فهؤلاء اللصوص لا يقيمون حرمة لزمان أو مكان فالكل عندهم حمى مباح
وكسب مشروع في شريعتهم الحمرابية
وكانوا فيما مضى يفضلون ما خف وزنه وغلا ثمنه
أما اليوم فيسرقون ويأخذون كل شيء ولو ثقل وزنه
فالمهم أن يجدوا من يبتاعه منهم
وإنهم كثيرون بل وصل الحال إلى ما هو أعظم وأنكى
إنها سرقة بيوت الله لما تحويه من أجهزة صوت وتكييف
بل عظم الخطب واستفحل الأمر إلى سرقة الناس
الناس يُسرقون!! نعم، خُطف الأطفال عند أبواب بيوتهم وهم يلهون ويلعبون
أستاذي وعزيزي
فيا ترى هل القصور من الأنظمة والتشريعات؟
أجاوب وهنا استدرك وأقول: معاذ الله! فالتشريع المحكوم به سماوي من رب
البشر الذي هو أعلم بما يصلحهم ويصلح شأنهم
يقول الباري جل وعلا في محكم التنزيل {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بماكسبا نكالاً من الله والله عزيز عليم}
وقد أمر الرسول الكريم «عليه الصلاة والسلام» بقطع يد المرأة المخزومية التي سرقت
مع أن قريشاً قد أهمهم أمرها كونها منهم ومن أشرافهم فقام فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم خطيباً
فقال: «أيها الناس إنما أهلك الذين من قبلكم انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»
أستاذي الفاضل
وأنظر إلى النتيجة مع كونها مرة وقاسية: تتمة الحديث «فحسنت توبتها بعد، وتزوجت، وكانت تأتينا بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»
وكما هو معلوم فإن قطع اليد لا يكون إلا في السرقة
لأنه يندر إقامة البينة عليها
فاشتدت عقوبتها
ليكون أبلغ في الزجر عنها
وأما الاختلاس والانتهاب والغصب ففيه التعزير بما يراه الإمام رادعاً لهم ولغيرهم
حتى نفهم الأمر بشكل جيد
يمكن لهذا اللص الذي أشرت له في قصتك
أنه اختلس أو نهب أو غصب أحدهم
فهذا للقاضي الحق في اتخاذ مايلزم معه
تلك هي التشريعات المنصوص على الحكم بها في المملكة
وقد جاءت فيها العقوبة مغلظة ومنكلة لمن يعتدي على أموال غيره
أستاذي الفاضل
أطلت في التحليل لهذا القضية ولكن......
للأمانة فإن ما اعتقده ولا أعلم غيره أن الحدود في بلادنا قائمة
ولله الحمد
لكن ربما أن هناك خللاً في آلية التطبيق وطريقة التنفيذ
وذلك كعدم الإعلان
وأعني بذلك أن الحدود إذا أقيمت فينبغي إعلانها وإظهارها للعامة
فكما نسمع عن تنفيذ القصاص وإشهاره
فلماذا لا يشهر تطبيق الحدود؟ خاصة وأن لذلك مسنداً شرعياً في قوله تعالى: {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}
أستاذي الفاضل السفير
بحق أنها قضية شائكة
ولكن.....أحب أن أذكر .....أن الواقع يشهد أن عقوبة القطع لم تطبق في خلال نحو قرن من الزمان
في صدر الإسلام إلا في نزر قليل
لأن المجتمع بتشريعه والعقوبة بشدتها والضمانات بكفايتها لم تنتج إلا هذا العدد البسيط
إذاً أين تكمن المشكلة؟
وأين منبع الخلل؟
هل يا ترى هناك تقصير في الجانب الأمني؟
أنت وأنا والكل نحاول أن نفهم
هل يوجد تراخ في تتبع عصابات الإجرام والكشف عنهم أو أي خطأ في توعيتهم؟
رجال الأمن شغلوا إبان الفترة السابقة بتتبع جذور الإرهاب وملاحقة فلول الإرهابيين
وهذا بدوره انعكس سلباً ليس على فشو السرقة فحسب
بل على انتشار المخدرات والجرائم الأخلاقية بأنواعها
وكما في المثل: مصائب قوم عند قوم فوائد..
والحقيقة انه ما كان ينبغي بأي حال من الأحوال أن يجد أولئك المجرمون
أدنى فرصة للعبث بأموال المواطنين وممتلكاتهم
وأخشى ما أخشاه ويخشاه كل غيور أن تنمو عصابات المخدرات والسرقات على حين غفلة منا
فيعيثوا في الأرض فساداً كما نمت وعاثت فلول الإرهاب في بلادنا
أو تتكون عصابات إجرامية ذات أعمال منظمة ومخططة على غرار عصابات المافيا ونحوها
وهنا تتأكد أهمية وأد الجريمة في مهدها ومحاصرتها في دائرتها الضيقة
ليس من الناحية الأمنية فقط
بل يتحتم معالجة الظاهرة من جميع النواحي الاجتماعية والتربوية والثقافية والمسلكية
ولا يخفى على متابع للأحداث ان مما ساعد على فشو وتنامي السرقات
في المجتمع ظاهرة البطالة خاصة بين فئة الشباب
يساعدها استمرار فتح المحلات التجارية الخدمية لساعات متأخرة من الليل
مع ضعف دور رعاية الشباب في اجتذاب الشباب
أستاذي الفاضل السفير
أخواني الأعضاء
أطلت على حضراتكم
أشد على يدك أخي في انتقائك للمواضيع الرائعة
التي تخدم بشكل رائع
واقع الأمة
وتحثهم على تجنب المخاطر
وثق وليثق الكل
أننا في بلد
يطبق النصوص
ولكن بمعزل عن الشواهد
أنا لا أقول أنه لايوجد واسطة أو غيرة
ولكن........
أقول أننا نطبق الدين الذي يدعو الى اليسر وليس الى العسر
قال تعالى { ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }
وقفة أمام هذه الآية
لندرك
أن دولتنا
تتعامل مع الأمور
على أساس الاتعاظ
وكما في الهمسة التي أدرجتها
لنا وقفة أخرى
أستاذي
لك كل الود
ولك تحياتي
أخوك
أ0 الأحيـــــــــــــــاء
همسة
السعيد من اتعظ بغيره والشقي ما اتعظ بنفسه