المجــدّدون والمقــدّدون والمرقّعــون !!
[ALIGN=RIGHT]
عنوان المقالة : المجــدّدون والمقــدّدون والمرقّعــون !! التاريخ : 17-08-2003
الشيخ : حامد بن عبدالله العلي
المقدّدون جمع مقدّد ، وأصل اشتقاق هذه الكلمة من القدّ ، وهو القطع ، وقدّده أي قطّعه ، والقدّ : قطع الجلد وشق الثوب ، وفي التنزيل : (كنّا طرائق قددا) ، وتقدّد القوم تفرّقوا قددا وتقطّعوا .
وأما المجدّدون فلا تحتاج إلى إيضاح ، ومع أن مخرجيْ الجيم والقاف متباعدان أشد التباعد ، غير أن هذين المفهومين أحيانا يشتبهان حقا ، فمن الناس من يزعم أنه يجدّد الدين ، بينما هو في الحقيقة يشقّه شقّــا ، ويقطّعه إرباً إربــاً .
ذلك أنه قد ورد في الحديث الصحيح ( إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدّد لهذه الأمّة دينها ) رواه أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ثم إن التجديد يطلق تارة ويراد به التجديد الشرعي ، وهو معناه الحق .
ويطلق تارة ويكون معناه إفساد الدين ، وتغيير معالمه ، وإدخال البدع فيه ، وإخضاعه لضغوط الواقع الجاهلي ، لإرضاء من لا يرضى بالدين المنزّل ، بل يطلب دينا مبدّلا يوافق هواه ، وهذا هو التقديــد ، وليس من التجديد في شيء .
ذلك كما قال العلماء : الدين دينان ، دين منزّل ، ودين مبدّل ، فالدين المنزّل هو الذي أنزله الله تعالى ، وأما الدين المبدّل فهو الذي بدّله المبدّلون ، وقد مدح الله تعالى المؤمنين الذين لا يبدلون تبديلا قال تعالى ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ) .
والتجديد الشرعي هو إحياء الدين المنزّل في الأمّة ، وجعل الأمّة أقرب إليه بتغيير واقع الناس ، بإدخال الدين في قلوبهم وحياتهم ، وليس من التجديد في شيء تغيير الدين نفسه ليصبح الدين المبدّل مكان الدين المنزّل !
غير أن المجددين لا ينجحون في إحياء الدين في الناس إلا بتجديدٍ في ثلاثة أمور:
في الوسائل .
وفي الخطاب .
وفي الأولويات .
أما الوسائل فقد تركت الشريعة بابها واسعا من أجل تحقيق هدف تجديد الدين ، لأنّ كلّ عصر له وسائله ، فكل وسيلة مباحة ، يجوز استعمالها في عمليّة التجديد ، ولهذا فالذين يقولون الوسائل توقيفيّة ، يعطّلون عملية التجديد الشرعي من حيث لا يشعرون ، مع أنهم أيضـا لا يعون حقيقة ما يقولون ، ذلك أنـه لابد لكلّ من يقوم بالدعوة الإسلامية في هذا العصر من استعمال وسائله ، لا يمكنه أن ينفك عن ذلك ، والعجب أن بعض هؤلاء له موقع في الإنترنت يقول فيه إن الوسائل توقيفية !!
وأما الخطاب ، فكذلك خطاب كلِّ عصر يجب أن يتلاءم معه ، ومع البيئة التي يـُوجّه إليها خطاب الدعوة ، وعلى سبيل المثال : فالخطاب الموجه إلى المجتمع الغربي إن لم يكن نابعا من واقعه ، فإنه يبقى محدود التأثير فيه ، ولا نقصد اللغة ، بل طريقة تناول المفاهيم الإسلامية وكيفيّة ربطها بواقع الناس ، والزاوية التي ينطلق منها ، ومعايشتها لطريقة حياتهم ، فكل ذلك في غاية الأهمية .
وأما ترتيب الأولويّات بمنهجيّة صحيحة ، فهو بيت القصيد في عمليّة التجديد ، ولهذا فإن الخطأ في هذه الناحية خطأ قاتل .
فعلى سبيل المثال : إن أخطر ما يحول بين تمثّـل الإسلام في واقعنا ، هو جاهليّة الحياة الماديّة الغربيّة المعاصرة ، وهي تأتي اليوم عبر فرض أنظمة سياسيّة ، ونظم اقتصاديّة ، ومناهج ثقافية ، تغزو العالم كله ، وهي لاتعرض نفسها كحوار ، أو خيار : خذ أو دع ، بل تأتي تحت تهديد عسكري ، فتأجيل أو تهوين مواجهة هذه الجاهلية في مشروع تجديد الدين ، هو جريمة عظمى وليس خطأ أو خطيئــة فحسب .
والمقصود أن تجديد الدين لا ينجح إن لم يفقه المجدّدون ضرورة التغيير في الوسائل ، والخطاب ، والأولويات .
*** هذا هو التجديد الشرعي ، أما المقدّدون ، أي المبدّلون ، إن جاز هذا التعبير ، فهم درجات أو دركات ، ومن أغرب ما سمعت من أحد عمداء الكليّات الشرعيّة في الوطن العربي : أن أستاذا دكتورا في تلك الكليّة تبنّى رأيا لتجديد الدين يقول فيه : إن الزنا إنما حرم في الشريعة خشية اختلاط الأنساب ، فإذا استحدثت وسائل تجعل المجتمع في أمان من هذا ، فلماذا لا يكون الزنا مباحا ؟! قال : وقد بدا هـــذا الأستاذ ( المقدّد ) ، متحمّساً جداً لفكرته التجديديّة هذه ؟ قلت : لاريب أنه سيكون متحمّساً جداً لمثل هذه الأفكــار الساخنــة قاتلــه الله ؟!
ويجري في هذا المضمار أولئك الذين كلما اخترع الغربيّون بدعة سياسية ، أو فكرة شيطانيّة ، أو حملة استعمارية جديدة ، وكلما انقاد زعماء البلاد للأعداء ، بحثوا للأعداء عن تكييف شرعي ، وللزعماء عن تنزيل فقهي ، مع أنهم في كثير من الأحيان يتبرعون بذلك ولا يطلب أحد منهم هذا (التقديد) .
وقد لاحظ المفكرون الغربيّون الموجّهون للسياسة هناك في الآونة الأخيرة أن إسلاما مبدّلا قابلا لأن ينضبط إيقاعُه ، بأن يغيّر نمط ثوابته العقائدية ، والتشريعية ، والسلوكية ليتواكب مع النظام الدولي الجديد ، تحت شعار "التجديد" ، وله رموز بارعة في القدرة الخطابيّة على العكّ واللفّ ، والهفّ والسفّ ، والحيل الإبليسية على تحريف الإسلام .
أنه إسلام مرحبُ به في النادي ، ولمَ لا ، فهذا رئيس الهند العلمانيّة مسلم أيضا ، ولا ضير منــه ، بل في الجيش الأمريكي نفسه مسلمون ، تفتخر أمريكا بديمقراطيتها إذ تسمح بكونهم يصلون في ثكناتهم ، ثم يقاتلون إخوانهم المسلمين في أفغانستان والعراق !! ثم إنــه فيمـن يعدّهم الناس علماء مجددين لدين الإسلام من أفتاهم بجواز هذه الردة الصلعاء !!
*** وأما المرقعون ، فتعالوا نضرب أمثلة لما فعله هؤلاء المرقّعون في دين الله تعالى ، فمـن عجائب طرق تفكيرهم ، بذلهم عناءً منقطع النظير في تركيب الأمور المختلفة على بعضها ـ لترقيع الواقع المخالف للشرع ـ بينما تكون أسسها متباينة اشد التباين !
وسأضرب على هذا مثالين كليهما في النظام السياسي في الإسلام : في علاقة الحاكم بالمحكوم ، وفي علاقة الأمة بغيرها من الأمم .
ولا يخفى ما تنطوي عليه هاتان الناحيتان من خطورة بالغة ، إذ قوام الأمة ، وقيامها برسالتها العالمية ، متوقفان على صحة بناء هاتين الناحيتين على العقيدة الإسلامية .
***المثال الأول :
ــــــــــ
تركيبهــم النصوص الواردة في طاعة ولاة الأمر ، على ما أحدث في هذه العصر في نظام الدولة ، وهذا أوقعهم في تناقض من نواح عدة نذكر منها ثلاث :
الأولى :
ــــ
أنه لابد في القانون الدولي فيما يطلق عليه الدولة الحديثة ، أن تحدد حدودها السياسية ، وتحدد شروط المواطنة وتبعيّة المواطنين لها وفق تلك الحدود ، بما يخرج غيرهم من التبعية السياسية لها حتى لو كانوا مسلمين ، ولاريب لا يكون ذلك وفق أسس العقيدة الإسلامية . ( يستثنى هنا الكيان الصهيوني فلا حدود سياسية له ولادستور وكل يهودي في العالم تبع له بغض النظر عن جنسيته ، لأنه هذا الكيان يريد أن يتولى كل يهود العالم انطلاقا من التوراة !!)
ثم الدولة الحديثة لا تعترف بتبعيّة الذي لا تتوفر فيه شروطها الوضعية غير الإسلامية ، لا تعترف بتبعيتّه لها حتى لو كان أتقى أهل الإسلام وأصلحهم وأخشاهم لله تعالى ، وقد تُسلمه إلى دولة أخرى كافرة حتى لو كان مسلما .
ثم قد يأتي أولئك "المرقّعون " يطلبون منه أن ينصاع لولي الأمر الذي لا يعترف به أصلا ، ولا يريد أن يكون متوليـّا أمـره !!
ثم فاجأتهم مشكلة المسلم الذي يعيش في الدولة ، ولا يحمل جنسيتهـــا ، لأن الدولة بنظامها الحديث ، قد وضعت شروطا لا تنطبق عليه ، ثم هو قد لا يحمل جنسية أي دولة أخـــرى ( بدون جنسية ) ، فمن يكون ولي أمر هذا المسكين ؟!!
ولدينا في الكويت عشرات الألوف من هؤلاء ، لا ولي أمر لهـم !! .. وقد سألني أحدهم يوما ساخرا : هل نحن معاهدون أم مستأمنون ، أم هؤلاء الكفرة الذين يقتلون المسلمين في كل مكان أولى منا بالأمان ، فقلت له مازحا : أنت في منزلة بين المنزلتين !!
والحاصل أن سببَ وقوع هؤلاء "المرقّعين" في هذه الورطات ، هو جهلهم ، أو تجاهلهـم أن ولي الأمر المسلم ، لم يكــن ولـيّ أمـر أصلا ، إلا لأنه يتولّى أهل الإسلام أينما كانوا ، فهو كما قيل : سلطان الله في الأرض ، يأوي إليه كل ضعيف وملهوف ، ويجتمع تحت رايته أهل هــذا الأمر ، أمر الإسلام ، ولهذا أطلق عليه ، وليّ الأمر ، وأيُّ أمر للمسلمين غير أمر دينهم ، حتى يكون هو وليــّا لــــــه ؟!!
ولهذا لا لسواه البتة ، قــد وجبت له الطاعة ، فطاعته مقابل توليه لأهل الإسلام وليس هـي بلا مقابل ، إذ هذا هــو مقتضى عقـد البيعة ، وإلا لمّا سمّى عقداً أصلا ، فالعقد لـه طرفان ، كل منهما عليه واجب وله حق ، وهذا يقودنا إلى الناحية الثانية .
الناحية الثانية :
ــــــــ
وهي أن بعض الدول التي غالب أهلها مسلمون ، تكون دولة ديمقراطية دستورية لاتقر بالانقياد للشريعة الإسلامية ، وليس فيها بيعة شرعية ـ على الكتاب و السنة ـ أصلا ، وقد يكون فيها بيعة رمزيـّة صوريــّة ، غير أن نظامها قائم على أساس الحكم الدستوريّ الديمقراطيّ .
ثم إن هؤلاء المرقّعين يطلبون من رعايا هذه الدولة الديمقراطيّة الدستوريّة أن يبايعوا ولي الأمر !! فإن قيل لهم : نبايعه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ ـ إذ البيعة كما ذكرنا إنما هي عقد ، والعقد لابد فيه من تبادل بين حقّين : حكم بالشريعة من جهة الإمام ، وطاعة وولاء من جهة الرعيـّة ـ إن قيل : نبايعه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم : حاروا ، فأعيــوا جوابــا !! .
أيقولون لهم : نعــــم .. فيكذبـون على الله تعالى ، أم يقولون : تبايعونه على النظام الديمقراطي الدستوري ، فليت شعــري أي بيعة هذه التي مبناها على الإشراك بالله في حكمه .. إنها صفقة الخاسرين الذين خسروا دينهم يوم القيامة ، ذلك هو الخسران المبين !
الناحية الثالثة :
ــــــــ
يستدل بعض هؤلاء المرقّعين ، بالنصوص النبويّة التي أمرت بتحمّل التجاوزات الجزئيّة للنظام ـ الظلم الخاص ـ في سبيل درء تمزّق وحدة الأمة ، لأن هذا يحصل به فساد عام ، وذلك كالأحاديث التي أمرت بالصبر على جور الإمام (وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ..).
ولاريب أن تحمل الضرر الجزئي ، مغتفر لدرء الضرر الكلي العام ، كما أن تفويت المصلحة الجزئية أمر مغتفر ، في سبيل تحصيل المصلحة العامة .
غير أننا يجب أن لا نُغفل هنا أيضــا ، أنه في هذا العصر ، قد يكون الظلـمُ في المال ، ضررا عاما ماحقا ، ليس ضررا جزئيا .
ذلك أن نظام الدولة وقوتها ، واستقلالها السيادي ، وقوة قرارها السياسي ، ومصير عشرات الملايين من المسلمين ، وهيبة الدولة العسكرية ، قد يكون كل ذلك متوقفا على قوة مؤسساتها الاقتصادية ، وأسلوب إدراته ، فلا يصح بحال السكوت على استئثار السلطة بثروات الأمة ، على حساب كيانها نفسه ، فهذا حكم على الأمّة بالدمار الشامل .
ولا يصح الاستدلال بالنصوص التي وردت في سياق الصبر على الظلم الجزئي في أخذ المال ، كلا ، فهذا استدلال في غير موضعه قطعا .
والحاصل أن النصوص الواردة في الصبر على ما يقع من السلطة من الظُلـم والأثرة ، يجب أن تتنزّل على مواضعها الصحيحة ، ولا يجوز تركيبها على واقع عصري قائم على أسس مباينة تماما لمنازل تلك النصوص الشرعيّة .
المثال الثاني :
ـــــــ
تركيبهم العجيب للمعاهدات الدولية المعاصرة ، على ما في الشريعة الإسلامية من أحكام المعاهدين والمستأمنين .
ذلك أن المعاهدات الدوليّة المعاصرة ، تُؤسس في اكثر الدول على قوانين النظام الدولي المعاصر، وهو لا علاقة له بأي شريعة دينية، فضلا عن الشريعة الإسلامية، ولا تلتزم تلك القوانين نظاما دينيا أصلا ، ولا تبنى أحكامها على أساس ذلك .
فالشريعة الإسلاميّة تبني القوانين الدوليّة على أساس عقـدي يقسم الناس إلى : مسلمين وكفار ، وعلى إقامة الولاء والبراء على أساس هذا التقسيــم ، ولا يعترف بأي تقسيم سوى ذلك .
ثم يبني على هذه العقيدة ، عقيدة وجوب الجهاد لنقل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالم ، فهذا واجب الأمّة إن فرطت فيه ، أثمت كلها ، إذ هو من فروض الكفاية ، وإذا تركته عوقبت بالذل ، وهذا كلـّه مجمع عليه ، ودلالاته قطعية في الكتاب والسنة .
وأن واجب الدولة في حمل الإسلام إلى الخارج ، لايقل أهمية عن واجبها في تطبيقه في الداخل .
وتفرّع على هذا الأساس العقـدي : تقسيم العالم إلى : دار إسلام ، ودار كفــر .
والعلاقة مع غير المسلمين على أنّهم: إما أهــل حرب ، أو عهد ، ثم العهد: إما هدنة أو أمان أو ذمة .
وهـذا كلّه مبني على عقيدة الجهاد رسالة الأمة ، التي هي مبنية على عقيدة الولاء والبراء ، التي هي مبنيّة على تقسيم الناس إلى مؤمن وكافر بما جاء به الإسلام .
ثم إن بين تفاصيل ما يتفرّع من هذه الأنواع الثلاثة ـ أهل العهد والذمة والأمان ـ من أحكام ، وشروط عقودها في الشريعة الإسلامية ، بينها وبين القانون الدولي اختلافات كثيرة في الأصل العقدي الذي تبنى عليه ، وفي الوعاء الذي توضع فيه، وفي النظام الذي تصاغ منه.
فهي بلا ريب لا يصح تركيبها على المعاهدات الدولية بمفهومها المعاصــر ، التي تقوم على عقيدة ميثاق الأمم المتحدة الذي يرفض تقسيم الإنسانية على أساس الموقف من الإيمان بالله واتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، بل على أساس الموقف من الإيمان بميثاق الأمم المتحدة نفسه .
وهذا الميثاق لا يجعل جحد الخالق جريمة أصلا ، إذ هو ـ هذا الميثاق ـ عقيدة لا تعترف بدين المرسلين ، بل تجعل الإنسانية شيئا واحدا ، وتزعم أنها تربط الشعوب مسلمهم وكافرهم بعقيدة الأخوة الإنسانية ، وبالتالي فمن البدهي أن تحرم هذه العقيدة الحرب الهجومية ، وتدعو إلى التعايش بين شعوب الأرض على هذه الأسس العقدية .
وحينئذ فالمعاهدات الدولية التي تقيمها الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة ، مبنية على عقيدة أخرى ، مصوغة على أساس تلك العقيدة ، فلا يمكن أن تركب شروطها ونظامها على الشريعة الإسلامية، إذ هي تتناقض مع العقيدة الإسلامية تناقضا موضوعيــّا واضحا .
مع أننا نعلم أن الدول الغربية المستكبرة ـ لاسيما أمريكا ـ لا تعترف أصلا بميثاق الأمم المتحدة المزعوم ، وأن جميع سفاراتها وملحقاتها وقواعدها العسكرية ، لاسيما في الدول العربية والإسلامية ، إنما هي أوكار تجسس ، ومعسكرات مستقلة بقوتها وقرارها وسلطتها عن الدول التي تكون فيها ، وهي تخدم أطماعا خبيثة على رأسها القضاء على رسالة الإسلام المنزّل .
والحاصل أن هذه المعاهدات الدولية الإسلامية مبينة على عقيدة ، والمعاهدات الدولية العلمانية المعاصرة مبنية على عقيدة مناقضة ، وتركيب هذه على هذه ، أقبح بكثير من زعم أهل الجاهلية أن البيع مثل الربا .
وأحل الله تعالى المعاهدات الإسلامية كما أحل البيع الحلال الطيب ، وحرم الربا كما حرم المعاهدات الدولية على أساس ميثاق الأمم المتحدة الملعون آكلها وموكلها وكتــّابها وشهودها ، كما لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، بل أولئك أولى باللعنة إذ كان في شهادتهم على إسلام الأمة إلى أعداءها ، وتمكينهم من ثرواتها ، وقوتها ، يسخرون ذلك كله لدين الطاغوت ، شهادتهم على ذلك بأنه حق موافق لدين الله تعالى ، ووضعهم توقيع الشريعة العليّــة ، على شرعة الجاهلية ، كذب على رب العالمين ، وافتراء على دين الرسول بل دين جميع المرسلين .
هذا ولا يخفى أن بين المقددّين والمرقّعين نسبا وأمرا مشتركا ، فكلا الطائفتين عندما جعلت هدفها إخضاع الدين لضغط الواقع ، لا تغيير الواقع ليكون موافقا للدين ، دخلتا في زمــرة المفسدين في الأرض ، وإن زعموا أنهم مصلحون ، كما قال تعالى( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ) .
كما أنهم هم السفهاء ، وإن زعموا أنهم عقلاء مستنيرون ، لأنهم لم يؤمنوا بما أمر الله تعالى أن يؤمن الناس به ، بدينه المنزّل لا الدين المبدّل ، كما قال تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ ).
www.h-alali.net
[/ALIGN]
إقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ ياأخي !؟
بسم الله أبدأ ....
أخي العزيز " عسيب " .. بدأتني بميمونك .. العظيم !!؟
ثم بدأت على عجل " تقديدك " ووتيرة خبط عشوائك مباشرة معي !؟
بدعاء بأن يمن بالعقل ويحفظ الباقي ؟!
إن كان باقياً منه .. قد بقي !؟
ولا أظنه قد بقي فيه شيء بعد خبط عشواءات استفزازاتك !؟
وتزعم زعماً ، وتدعي ادعاءً ليس مدعوماً ببينة ولا برهان قاطع ولا حجة داحضة !؟
وإنما هي تعديات منك متبوعة بأذيات !؟
فمن الذي يلت بربك ويخلط ويعجن بعد هذا !؟
لا أدري كيف تفكر أو كيف تحكم أو كيف تقرأ أو كيف تفهم !؟
" كيف " ثم " كيف " ثم " كيف " كيفات مني صادرة كثيرة إثر كيفات ( إن صح التعبير ) !؟
فأنت إن نظرت فشذر مذر ، وإن قرأت كأنك في سباق ضاحية وكأنك النذير العريان مصبحاً ممسياً !؟
نظرات خاطفة عابرة على المنقول !!!
ثم عبارات متهجمة قاسية معتدية خاطئة مؤذية !!؟
ماهذا أيها " العسيب " ماهذا !؟
هل " عسيبك " الأخضر قد جف وأصبح عصاة ً جافة ً تلوِّح بها على رؤوس الخلق مهدداً مزمجراً !؟
ووجهك غاضباً عبوساً قمطريراً !!!؟
" كيف تقرأ " .... ؟!
ثم " كيف تفهم " .....!؟
ثم " كيف ترد " ....!!؟
حقيقة ً اعتبرها .. من عجائب الدنيا قراءتك ، وفهمك ، وردودك !!؟
ولا تشك ولا تتعب نفسك أنني على سهر أو تحت ضوء قمر أتوجد !؟
واترك عنك تخريصاتك وظنونك وتصانيفك وتصافيف كلماتك المجحفة !؟
ولعلمك .. لم أكن أكثر اتزاناً مني إلا فيما نقلت !؟
كذلك .. لم أكن أكثر توفيقاً مني إلا فيما وفقت في هذا النقل المبارك !!؟
وإذا عرف السبب بطل العجب !!؟
والواضح أن كثرة الدسم فيما نقلت كان هو السبب في سوء هضم عقلك لجيد نقلي وحسنه !؟
وسوف أبدأ مرحلة جديدة معك !؟
نقولات قليلة الدسم مع مهضمات متبوعة ً بها .. لتسهل عليك !!؟
وتسهل معرفة مابين يديك وفهمها فتهضمها ولكي لا تتعسر بها ولا تتعصر وتتلبك !؟
ولتهضم من قبل عقلك المرتبك من كثير الدسم والمتلبك بقلة آلية الهضم لديه !؟
=================================================
وسوف أنقل لك الآن .. قليلاً قليلاً مما سبق وأن وفقت أنا بنقله ....
ولم توفق بقراءته ومابين سطوره وحسن فهمه ليحسن منك بالتالي ردك !؟
بسبب العجالة التي تركبها والتي تزل بسببها ( إن مع المستعجل الزلل ) !!؟
( الحكم على الشيء فرع من تصوره ) وقد تصورته خطأ وحكمت بالتالي بخطأ !؟
وجواب سؤالك : ما دخل الثبات أوقات الأزمات ومكافحة الجريمة .. في التجديد والتقديد ؟؟؟
خذ الثمرة الأولى التي أغفلتها لتشخيص الحالة والواقع ....
( 1 ) : ( من أين تأتي بذور الأزمات ) !؟
[ فعلى سبيل المثال : إن أخطر ما يحول بين تمثّـل الإسلام في واقعنا ، هو جاهليّة الحياة الماديّة الغربيّة المعاصرة ، وهي تأتي اليوم عبر فرض أنظمة سياسيّة ، ونظم اقتصاديّة ، ومناهج ثقافية ، تغزو العالم كله ، وهي لاتعرض نفسها كحوار ، أو خيار : خذ أو دع ، بل تأتي تحت تهديد عسكري ، فتأجيل أو تهوين مواجهة هذه الجاهلية في مشروع تجديد الدين ، هو جريمة عظمى وليس خطأ أو خطيئــة فحسب ] !؟
( 2 ) : ( اتباع الهوى لتبديل الدين ) !؟
ويطلق تارة ويكون معناه إفساد الدين ، وتغيير معالمه ، وإدخال البدع فيه ، وإخضاعه لضغوط الواقع الجاهلي ، لإرضاء من لا يرضى بالدين المنزّل ، بل يطلب دينا مبدّلا يوافق هواه ، وهذا هو التقديــد ، وليس من التجديد في شيء .
( 3 ) : ( المداهنة والتبرير والترقيع ) !؟
( أ ) [ ويجري في هذا المضمار أولئك الذين كلما اخترع الغربيّون بدعة سياسية ، أو فكرة شيطانيّة ، أو حملة استعمارية جديدة ، وكلما انقاد زعماء البلاد للأعداء ، بحثوا للأعداء عن تكييف شرعي ، وللزعماء عن تنزيل فقهي ، مع أنهم في كثير من الأحيان يتبرعون بذلك ولا يطلب أحد منهم هذا (التقديد) ] !!؟
( ب ) [ وأما المرقعون ، فتعالوا نضرب أمثلة لما فعله هؤلاء المرقّعون في دين الله تعالى ، فمـن عجائب طرق تفكيرهم ، بذلهم عناءً منقطع النظير في تركيب الأمور المختلفة على بعضها ـ لترقيع الواقع المخالف للشرع ـ بينما تكون أسسها متباينة اشد التباين ! ] ....!!!؟
( 4 ) : ( رموز التدلبيس من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ) !!؟
[ وله رموز بارعة في القدرة الخطابيّة على العكّ واللفّ ، والهفّ والسفّ ، والحيل الإبليسية على تحريف الإسلام ] !؟
وبحيث ينكرون الجهاد ، ويميعون الولاء والبراء ، ويقدسون على حسب الأهواء ، ويكفرون ويخرجون من يريدون ويدخلون من يريدون ، وكأن رسالة ً جديدة قد ظهرت عليهم غير رسالة الاسلام الخاتمة الخالدة !!!؟
ثم كيف يكون العلاج :
( * ) : ( الصواب والطريق الصحيح كيف يكون عند المعالجة والتعامل ) !؟
[ والتجديد الشرعي هو إحياء الدين المنزّل في الأمّة ، وجعل الأمّة أقرب إليه بتغيير واقع الناس ، بإدخال الدين في قلوبهم وحياتهم ، وليس من التجديد في شيء تغيير الدين نفسه ليصبح الدين المبدّل مكان الدين المنزّل !! غير أن المجددين لا ينجحون في إحياء الدين في الناس إلا بتجديدٍ في ثلاثة أمور:
في الوسائل ... وفي الخطاب ... وفي الأولويات ...] !؟
::
:::
أخي " عسيب " هذا غيض من فيض !؟
وإنني هنا أنصحك لتعود للقراءة مرة أخرى وثانية وثالثة حتى تفهم الإشارات الكثيرة التي فيه أيها اللبيب ....
فارجع واقرأ بتمعن منقولي الموفق المبارك وتفكر به جيداً .. يارعاك .. وتدبر !؟
فلا يكتب هذا الشيخ من فراغ ولا يخط على الماء أو رمال الصحراء !؟
إنه يكتب لمن قرأ وتفكر بعقله وتدبر !؟
لمن يصبر على " اقرا بسم ربك الذي خلق " !!؟
إلى أن يصل " علم الإنسان مالم يعلم " !!؟
فكيف تريد أن تعلم مالم تكن تعلم ، وأنت لا تصبر على " إقرأ " !!؟
واعجبي منك .. واعجبي !!!؟
والسلام الميمون خاتمة من أخيك [[[[[[[[ ((((( ميمون ))))) ]]]]]]]|1|:eek::D:o