المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دفا المشاعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* هنا عدة فقرات سأذكرها من نبع معرفتي المتواضعة ، فقد طُلِب مني ذات يوم أن أخطها لأهميتها رغم ترددي وتفكيري العميق في طرحها ولكن الآن وجدتُ طرحها هنا أفضل وأجمل وأتمنى أن تنال قبول ورضا الجميع من شرايين قلبي ..
* عند النقد الأدبي اتبعوا الخطوات التالية :
- الدخول إلى المكان المراد به نقد القصيدة بنية طيبة ، وصفاء السريرة ، وحسن ظن بالشاعرة أو الشاعر ، وقرارة في النفس بأنه سيحلق عالياً في مجال الشعر ، والتفاؤل اتجاهه لا التشاؤوم نحوهـ ..
- في أول الرد كتابة ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فالبدء بالسلام بداية ومصافحة مودة يقطنها السلم والخير ، ثم كتابة والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أو أي دعاء جميل يشعر النفس بأن هذا الناقد آتي بما يكنه ويبطنه من خير يهدف به تقدم هذا الشاعر و تطورهـ وعلوه في سلم الإتقان و الحرفنة الشعرية ، وبالتالي سيأخذ فكرة مبدئية جميلة عنه بأنه ناقد منصف واعي مدرك فيكون للشاعر لهفة قراءته من بداية هذه الخطوة سطراً تلو آخر ، بل يسترسل في القراءة بسعادة وتطبيق وتأمل كل خطأ وقع عليه من قبل هذا الناقد بل و يقبل الشاعر نقده بعين مطمئنة ، وقلب مستبشر ، ويطبق حذافير توجيهه لأن النقد قام على أسس متينة واعية نبيلة صافية نقية منصفة ..
- ثم بعد ذلك كتابة النقد بمقدمة بسيطة موجزة يعبر فيها الناقد بشكل عام اتجاه القصيدة بأنها تتجه إلى الغزل الجميل أو الغموض أو المدح و غير ذلك ، وذكر مواضع الجمال العام بصورة عامة وبسيطة جداً ..
- يأتي بعدها للنقد البناء مع مراعاة وملاحظة أمر مهم نفسية الكاتب والحالة التي كتب عليها ويستخرج بقدر اجتهادهـ مواطن الجمال أولاً ويثني عليها بصدق وما رأته عينه النقدية البناءة ، ثم يستخرج مواطن الخطأ ولا يذم بتنفير بل يذكر كذا وكذا وكذا وأن هذا الشيء أخطأت فيه وجميعنا نخطئ ونصيب لأننا بشر ..
- الخاتمة يختم بأن القصيدة جميلة ، حسب تعبيرهـ في مدى إعجابه بها ، ولو يريد كتابة كلمتين يكفي كونه لم يتجاوز حدود الأدب في النقد وكان بناء وقيم ، ثم يختم النقد بدعاء وأمنيات صادقة بالإزدهار والتطلع إلى الأفضل وتقديم الأجمل ..
*********
همسات مهمة جداً جداً /
*الإنسان أناني بطبعه يحب من يمدحه و يثني عليه فتخيلوا طيل حياته الشعرية ينتقد انتقاد مسحوب من الدعم لمواصلة المشوار ، ومُضاف إليه نقد لاذع ويقول تقبلت ، فهذا غير طبيعي أبداً ، ويخالف الفطرة ، ومن يقول غير ذلك فإنه يناقض ذاته تمام التناقض التام المشبع بقناعات مفرغة ليس لها قيمة و ثمرة حقيقية ، ويجب مدح القصيدة فليس من المعقول ذمها كاملة و مستحيل أي شاعر بالوجود تكون قصيدته من إلى غير جميلة في مواطن معينة ولو في موطن واحد فقط لأنها احساس وشعور ويكفي ذلك ، ألا تتفقوا في هذه النقطة ؟ ، ويكفي أنه يمدح مواطن الجمال والروعة وإن لم تكن وصلت لمطلب روعة الناقد إن كان لا يعجبه إلا الرائع جداً والمميز جداً ، ويذكر بعد ذلك مواطن الخطأ وانعدام الصواب من وجهة نظره الشخصية ويستطيع أن تكون لغته ومخاطبته شيقة في وضع ما رآه غير ملائماً مطلقاً أو غير ملائماً قليلاً ..
*زلة الغضب و ثورة العصبية هي ما تفقد روح النقد الناجح البناء بل يكون نقد كاسح لجميع أجواء القصيدة وشاعرها ، فالحرص على ثبات أسس ومنهجية النقد والكتابة مهمة والإخلال بهذا الحرص ينحي النقد إلى منحى آخر يحول النقد من بناء إلى هدام ، فكأنما يكسر عموداً ارتكزت عليه القصيدة وهذا العمود هو احساس الشاعر ، ما أشد وأمر كسر احساس شاعر ! من جربه وجدهـ أشد مرارة و نزفاً ممن قرأه وشاهدهـ ..
* ليضع كل انسان شاعر مكانه بمكان شاعر آخر تعرض لأعاصير لا ترحم ، ماذا يفعل ؟ ما شعورهـ فقط ؟ ، ليضع ذاته في نفس الموقف ، كيف يتصرف ؟ سيتصرف ولكن سيكون محاسب على كل دقيقة كتب بها وخط بها حبرهـ ، بل و إن شطح قليلاً جداً بقلمه سيحاسب بأنه زاد مقدار حبرهـ المكبوب ، وعليه أن يحاسب على كل قطرة حبر ، وكلا له حبره وخبرته وشخصيته وعقليته وقبل كل هذا له ضميره الذي يتبعه ومدى تمسكه بالله ومحاسبة نفسه على الدوام ، ومن درجة الإيمان بالله تظهر معنى الانسانية كونها معنى عميق تنبع منه و تتولد معاني الرحمة والرفق بين البشر ، وكلنا نواقص والكامل الله سبحانه و تعالى ..