التدوير..!
-------------------------------------------------------
عزيزي رئيس التحرير
فكرة رائدة انتهجتها وزارة التربية والتعليم منذ عدة سنوات واثمرت نتائجها عدة نجاحات صبت جميعها في صالح تربية وتنشئة ابنائنا الطلاب ومسيرتهم التربوية والتعليمية كما انها خلقت من ذلك تنافسا شريفا بين من عاصر وساير تلك الفكرة التي لازالت في استمراريتها وعطائها الى يومنا الحاضر.
هذه الفكرة والبادرة هي تدوير الاداريين وخاصة مديري المدارس ووكلاءها بعد مرور سنوات محددة مما جعل هؤلاء المعنيين خلال سنوات عملهم يبذلون ما في وسعهم من اجل اثبات انفسهم في احداث المزيد من المتغيرات في تلك المدارس، فتجدهم يتنافسون فيما بينهم من اصلاح الكثير من مواطن النقص والضعف في تلك المدارس ويسخرون امكاناتهم المختلفة في سبيل الرفع من مستوى ابنائهم الطلبة لاثبات ذاتهم بدلا مما كان عليه من سبقهم وقبل تطبيق هذا النظام والذين مضى البعض منهم سني حياته العملية بين جدران مدرسة واحدة وكأنه ورثها ابا عن جد واصبحت من ضمن ممتلكاته الخاصة.
اتمنى من بقية الوزارات الاخرى وخاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بالجمهور كالبلديات وفروعها المنتشرة في المدن والقرى والتي اصبح بعض الموظفين فيها يقضي معظم حياته العملية في واحد منها سواء كان ذلك موظفا في احد الاقسام او مديرا لفرع من هذه الفروع اتمنى ان تحذو مثل هذه الوزارة على نفس المنهج الذي سارت عليه وزارة التربية والتعليم ما دام يصب في صالح الجميع.
ان بعض من يقضون طوال هذه السنوات في مثل هذه المكاتب يصيبهم الملل والروتين اليومي وهو بين تلك الجدران الاربعة كما ان البعض منهم قد يستغل بعض الثغرات الموجودة في مثل هذه الادارات والتي غالبا ما تكون على حساب وقت المراجع وابسط الاعذار موجودة لدى المعني بأن عمله ميداني.
نعم انه عمل ميداني ولكن ما الادلة المبرهنة على صدق وصحة الاقوال؟ ولو افترضنا مصداقية هذه الاعذار فما الوقت المستغرق في انجازها؟ هل بغياب عن الدوام من الصباح حتى قبل صلاة الظهر او اكثر؟
انني لا ابالغ إذا ما قلت ان بعض المراجعين لبعض هذه الفروع يحتاج الى عدة ايام للحصول على توقيع مسئول واحد.
ان تطبيق تدوير الموظفين في مثل هذه الادارات فيه من الشيء الكثير الذي يخدم الجميع ولا ننسى ان هناك تفاوتا في قدرات وكفاءات الافراد وهذه الامور لا يجهلها الجميع وحتى المعنيين بالامر انفسهم، فبدلا من تكدس افراد بقدرات محدودة وكفاءات متواضعة في ادارة واحدة ولسنوات طويلة والذي فيه اجحاف بحق من خدماتهم تنتمي الى هذه الادارة بينما الاخرون في الادارات الاخرى ينعمون بخدمات جليلة وبالتالي تطبيق سياسة التدوير فيها ضمان لحفظ حقوق الجميع ومساواة في تطبيق النظام على الجميع دون استثناء.
طاهر محمد العيثان - الاحساء
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12174&P=10