.؛. كَيَانُ غَائِب ومَوُت .؛.
[align=justify]
.؛.
.
كَانَ الكيان غائِب، وكَمَنْ جُنّ وباتَ
ُيُرددّ إلى متى..!
إلى متى..!
خرجتُ مِنْ بيت إحداهن فِي الصباح..
رغم سوء مِزاجِي وجِدّا إلا أننِي ذهبت كنتُ أقنع نفسِي بِضرورة هذهِ الزيارة ذاتَ الوقت الغير مُناسب ، كنتُ أحادثنِي وأقول ( قد يختلف الوضع ويرّوق المزاج هِناك)، فقط قليلاً وخرجت
شعرتُ أننِي أختنق هُناك ولا اعلم لِماذا..!
هممت بِالخُرُوج واعطيتها تلكَ صغيرتِي فيما يُقارب العشرة اعذار ( بِنام ياقلبِي ، لازم أصحى ، حَتَّى يتعدّل نومِي ، وراي دوام ، أمِي لازم أصحى لها ، تعبانة شوي ، مزاجِي زفت ....)
لم اشعر بِي وأنا أهبط الدرج الذي أخذنِي لِبيتها أو فَلنقل جناحها الذي أعتبرهُ قصرًا
نعم قصر بِلمساتها وهدوء المكان وجماله
كيف لا .. وهِي صغيرتِي ، أنا من ربيتها وعلمتها وكبرت عَلَى يديّ
بدأتُ أنسج وساوس لأغطِي بِها سوء خطوي الآن وأنا فِي الشارع
كَطفلة تضع يدها خلف كتفها وتحمل حقيبتها بِعبث
وتمشِي بِهوان والذُل يكسوها ولا زلتُ أُردد : إلى متى..!
إلى متى..!
تذكرتُ ذاكَ الرجل الحانِي الذي كثيرًا ما أبكانِي وعاد بِمنتصف الليل وبِسرعة أُغطينِي لِيتوهم نومِي ويبدأ ( حبيبتِي ، أنا آسف ، لن أُغضبكِ بعد الآن ) ويُتابع حديثه ولاينتهِي إلا بِدمعة تتدحرج من عينِي اليمنى تمرُّ بأنفِي وتصل فمِي ياااه مالِحة
يشهق ، أتبكين وأنتِ نائِمة..!
كان يشعر بِحجم ما يُخلّفه سوء اسلوبه ومُعاملته ، وكان يُعاقب ذاته بِالبكاء طوال الليل ويرجو الرّب أن يُبقى امرأته أعنِي تُحفته
كنتُ أُسامحه دومًا ، ليسَ لأنه يستحق ولا لاأننِي أُحبُّه
بل لأننِي لا أستطيع رؤيته يبكِي
لا ادري مالذي جلبَ ذكرى هذا الرجل الآن
رُبّما لأننِي رأيتُ فِيه أسوأ رجل رغم كثير حنّوه
رُبّما لأن الدنيا صفعتنِي الآن كثيرًا وشعرتُ بِنقائه وأشتقتُ عفويته
أتذكرُ الآن حينَ كانت تمرُّ سيارة الآيس كريم ونحن مُتخاصِمان وهِي تُغنِي ( ووه وووو ووه ووون )
يعلم بِحُبّي له ( الآيس كريم ) يضطر لأن يعضَّ داخل شفتيه حَتَّى لايبتسم وهو يُناظرنِي بِنصف عين
كنتُ صامتة وكان ينتظر أن أقول له كما كُل مرّة ( أبِي آيس كريم )
وحينَ أسمع صوتها تبتعد أنظر له بِحنق ويهزّ كتفيه وكأنه يقول ( محد قل لك تخاصمينِي )
لم أنتبه إلى أننِي قاربتُ عَلَى الوصول إلاّ بعد أن صرخ فِيّ أحمد الصغير
( خُلُودْ أنتبهِي السيّارة ) بَصوت عالِي أختلطَ وصوت أبواق السيّارات وأنا وسط أربع منهن
جاءت سيارة خلف واحدة منهن وكانت مُسرعة حاولت كبحَّ جِماحها إلا أنها دفعت بِالسيارة التِي أمامها لِيصرخ أحمد وأصرخ أنا وصوت الأبواق يعلو وكأنُّه يصرخ ( ماتت خُلُودْ )
سقطتُ وتناثرت الأوراق التِي فِي الحقيبة..
أنها أوراقُِي ، خواطري
شعرتُ بِشئ يتفصد ورأسِي صرخ أحمد ( دانيال بسرعة خُلُودْ يطلع منها دم رح نادي عَلَى أحد من البيت)
أسمعه الآن وأبتسم ياحبنِي لك يا أحمد ( ويلومونِي فيك )
[/align]