مسألة رفع اليدين عند الدعاء

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مقدمة وسؤال..

في مسألة رفع اليدين عند الدعاء
[مقارنة بين وقتين: 1. بعد الصلوات المفروضة 2. بين الأذان والإقامة]

(على القول بأن الدعاء مستحب دبر الصلاة يعني عقب الصلاة، وهو قول معتبر، وأرجو عدم مناقشة هذه النقطة ﻷنها خارج السؤال)

يقول أهل العلم أنه لا يشرع رفع اليدين عند الدعاء دبر (بعد) الصلاة:

"ليس الدعاء بعد الفرائض بسنة إذا كان ذلك برفع الأيدي ...
... بل ذلك بدعة؛ لأنه لم ينقل عن النبي ﷺ ولا عن أصحابه رضي الله عنهم، أما الدعاء بدون ذلك (يعني بدون رفع اليدين) فلا بأس به لورود بعض الأحاديث في ذلك" انتهى.
[فتاوى اللجنة الدائمة (7/103)]


"... فلا نرفع أيدينا في هذه المواطن التي لم يرفع فيها ﷺ؛ لأن فعله حجة، وتركه حجة ..."
[مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله (6/158)]


العلة هي عدم فعله ﷺ، أو تركه؛ بمعنى أنه وجد الداعي لكنه لم يثبت فعله،
أي أنه لو كان رفع اليدين بعد الصلاة مستحباً لنقل إلينا فعله ﷺ ذلك، ولكنه لما لم ينقل دل على عدم المشروعية.


السؤال:
أﻻ تنطبق هذه العلة على مسألة رفع اليدين عند الدعاء بين الأذان والإقامة؟

هل ثبت فعله ﷺ في ذلك؟

قد يقال أنه ربما كان ﷺ يرفع يديه لكنه لم ينقل إلينا لأنه لم يكن أمام الصحابة في المسجد مثل ما كان عقب الصلوات.
وقد يجاب عنه بأنه ﷺ لا بد وأنه في حياته كان مع الناس بين الأذان والإقامة، سواء في بيته مع أهله أو في أي مكان مع الصحابة، وهناك خمس صلوات في اليوم والليلة يعني ألف وسبعمائة صلاة في السنة أي ما يقارب 20 ألف صلاة في حياته، فهنا أيضاً وجد الداعي أن ينقل إلينا فعله ﷺ في رفع اليدين بين الأذان والإقامة ولكنه لم ينقل ولا حتى عن الصحابة رضي الله عنهم ولا عن التابعين رحمهم الله.

مع ذلك اتفق أهل العلم على مشروعية ذلك مطلقاً ونكاد نرى ذلك في المساجد قبل كل صلاة.

كيف يزال الإشكال من تشارك المسألتين في العلة واختلاف حكميهما؟