خلي روحك رياضية

خلي روحك رياضية

عادة ما ننصح الغاضب أو المتعصب فنقول له (خلّ روحك رياضية)، لذلك نشعر بالصدمة عندما يأتي التعصب من بعض أهل الرياضة وفي صور بشعة، ولعل الصدمة الأكبر تتجلى عندما يصبح التعصب الرياضي ظاهرة لا مبرر لها وتعكس جهلًا وضيق أفق أكثر مما تعكس انتماءً وتشجيعًا لناد أو كيان رياضي معين..
التعصب بشكل عام وفي أي مجال يغتال أجمل ما في الإنسان وهو التوازن النفسي، حيث يحتل الجهل والضيق بالآخر مكان العقل ورحابة الصدر..
ومعروف أن الرياضة تهدف للتعارف وتكوين ساحة جميلة لغرس التنافس الشريف، غير أن التعصب الرياضي يختطف هذه المتعة ويشوهها، والأخطر هو أن تصبح روح هذا التعصب قابلة للاستنساخ في مجالات مختلفة فتخلق تربة للفتن ودوائر أوسع للانقسام الاجتماعي، وما يرتبط بذلك من سوء أخلاق وانحطاط ألفاظ، وبالأخص عبر وسائل الإعلام الإلكتروني وكأننا نعيش حرب داحس والغبراء..
لذلك أحسن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بإطلاق عدد من المبادرات الجديدة لمواجهة موضوع التعصب الرياضي في مجتمعنا السعودي من خلال عدة برامج ومشاريع، منها مذكرات تفاهم وشراكات مع بعض الجهات ذات الصلة بالرياضة، بما يسهم في تعزيز قيم الحوار الإيجابي وثقافته الهادفة في المجتمع..
التعصب يا سادة شرر يصيب قيمًا أصيلة بالعطب، ويشيع ثقافة سلبية ينشأ عليها ناشئة، ولو أدرك المتعصبون الرياضيون جرمهم بحق الأجيال لراجعوا أنفسهم كثيرًا قبل أن يتمادوا في ذلك..
وما أتمناه حقًا ألا تقتصر جهود مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على فعاليات البرامج الحالية، فالقضية تستحق آليات للاستمرارية والاستغلال الأمثل للإعلام حتى يتغلغل الوعي إلى مفاصل المجتمع، فالمشكلة المزمنة عندنا أن التوعية في أي مجال تنتهي بانتهاء برامجها، والنتيجة كأن شيئًا لم يكن..

علي عثمان مليباري