أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
المبحث الثالث :الاستعلاء و الاستفال:
أولا:الاستعلاء :
والاستعلاء :هو ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى بالحرف عند النطق به .
وحروفه سبعة مجموعة في قوله ( خص ضغط قظ ) وهي الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء ، ويترتب على تلك الصفة تفخيم حروف الاستعلاء ، والتفخيم سمن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه.
أمثلة على التفخيم :
انظر الحروف المفخمة في المبحث الثالث من الفصل الأول من الباب السادس الخاص بالتدريب على مخارج الحروف.
مراتب التفخيم :
المرتبة الأولى: المفتوح وبعده ألف (ابْتِغَاء - بَلِيغَا - مَغَانم-غَالب - قَانِتات- خالدين.).
المرتبة الثانية: المفتوح و الساكن بعد فتح (غَف
َر، يَـغْـفر - المَغْرِب - الغَني- قَد).
المرتبة الثالثة: المضموم والساكن بعد ضم (
الغُيوب - قُتلوا ، يُـقْتلُ).
المرتبة الرابعة: الساكن بعد كسر( اِغْـف
ر - تزِغ- أفرِغ - إلا منِ اغْترف، اِضْرِب،إِطْعام).
المرتبة الخامسة: المكسور( غِشاوة، - غِل-
صَغِيرا- مستقِيم- طِباقا - خِفَافا- لَقِينا- القِيامة- مُقِيم- بَقِي- بقنطار- اقِيموا- يشاقِقِ - فَقِيرا).
لاحظ :في الأمثلة السابقة الفرق في النطق بين الغين المفتوحة والتي بعدها ألف وبين المفتوحة فقط وبين المضمومة والساكنة بعد كسر والمكسورة حتى تدرك درجات التفخيم في الحرف الواحد.
إستثناء : إذا كان الحرف المفخم مكسور يكون في أقل درجات التفخيم(يسمى التفخيم النسبي) خاصة إذا كان منفتحا( ق- غ-خ) وهذه هي القاعدة ويستثنى من ذلك لفظ (اخرج ومشتقاتها) حيث أن الخاء مفخمه حتى ولو كانت مكسورة.
فالخاء الساكنة الواقعة بعد كسر المجاورة للراء المفخمة تفخم تفخيما قويا ليحصل التناسب بينهما ومثالها كلمة ( إخْراجا) في ( ويخرجكم إخراجا) ويلحق بها الخاء من ( اخرُج) في ( وقالتِ اخرج عليهن).
ملحوظة : إذا كان الحرف المفخم مطبق يكون مفخم تفخيم إضافي ويكون في أعلى درجات التفخيم حتى ولو كان مكسورا وحروف الإطباق هي(ص ، ض ، ط، ظ).
ثانيا : الاستفال:
والاستفال:هوانخفاض اللسان بالحرف عند النطق به .
وحروفه هي الحروف الباقية بعد حروف الاستعلاء والحروف التي تفخم أحيانا وترقق أحيانا (الألف- لام لفظ الجلالة - الراء) ، ويترتب على تلك الصفة ترقيق حروف الاستفال، والترقيق نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه .
أمثلة على الاستفال:
انظر الحروف المرققة في المبحث الثالث من الفصل الأول من الباب السادس الخاص بالتدريب على مخارج الحروف.
* والفرق بين الاستعلاء والاستفال قائم على ارتفاع اللسان وانخفاضه عند نطق الحرف ، ويترتب على الاستعلاء التفخيم ويترتب على الاستفال الترقيق .
* ومن ثم فإن الحروق تنقسم من حيث التفخيم والترقيق إلى ما يلي :
1) حروف مفخمة دائما هي: ( خص ضغط قظ )
2) و حروف مرققة دائما:وهي الحروف الباقية باستثناء الراء والألف ولام لفظ الجلالة.
3) وهناك حروف تفخم أحيانا وترقق أحيانا وهي :الألف والراء ولام لفظ الجلالة ، ويلحق بها غنة الإخفاء ، وسوف نتناولها فيما يلي:
1- الألف :يتبع ما قبله تفخيما وترقيقا.
فإن كان الحرف الذي قبله مفخما فُخم نحو:
* ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾(القارعة 3) .
* ﴿وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ﴾ (البروج 20) .
* ﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (الفاتحة 7) .
وإن كان الحرف الذي قبله مرققا رُقق مثل:
* ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (التكاثر 1) .
* ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ (النبأ 7) .
* (والسماء والطارق ) الطارق1.
* ﴿وَلَا أَنَاعَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾ (الكافرون 4) .
2- غنة الإخفاء :تتبع ما بعدها تفخيما وترقيقا.
فإذا أخفي النون أو التنوين عند أحد أحرف الإخفاء المستعلية (ص ض ط ظ ق)، فخمت الغنة:
* ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ﴾ (الشرح 7) .
* ﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ﴾ (المرسلات 35) .
* ﴿وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴾ (المطففين 31) .
* ﴿ومن أهل الكتاب من إن تامنه بقِنطار يؤده إليك﴾ (آل عمران 75) .
ملحوظة : تتناسب درجة تفخيم الغنة مع درجة تفخيم الحرف الذي يليها بمعنى أنه إذا كان الحرف الذي يلي الغنة في أعلى درجات التفخيم تكون الغنة كذلك وهكذا.
وإن كان حرف الإخفاء من حروف الاستفال، رققت الغنة:
* ﴿وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ﴾ (الشرح 2) .
* ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا﴾ (النازعات 45) .
* ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ (العصر 2) .
* ( والله عزيزُ ذوانتقام)آل عمران4.
* (ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون)البقرة 87.
* (عذابُشديد)آل عمران4.
* (من دون الموؤمين)آل عمران28.
* ﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون﴾ (آل عمران92) .
* ﴿الأنثيين﴾ (النساء176) .
3- الراء :تفخم أحيانا وترقق أحيانا.
* أولا : حالات تفخيم الراء:
1- إذا كانت الراء مفتوحة أو مضمومة:
أمثله :
* (تَرَ) و(رَبُّكَ) في قوله تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ (الفيل 1) .
* (رُزِقُواْ) و(رُزِقْنَا) في قوله تعالى ﴿ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً﴾(البقرة 25) .
2- إذا كانت الراء ساكنة بعد فتح أو ضم نحو:
* (وَالْمُرْسَلَاتِ) و (عُرْفاً) و (فَرْقاً) في قوله تعالى ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً﴾ (المرسلات 1-4) .
* (مَّرْفُوعَةٌ) في قوله تعالى ﴿فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ﴾ (الغاشية 13).
3- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء غير مكسور في نفس الكلمة:
(والسبب أن الكسر الذي يسبق الراء يأخذها إلى أسفل وحرف الاستعلاء يأخذها إلى أعلى والاستعلاء أقوى فتفخم ) نحو:
* (لَبِالْمِرْصَادِ) في قوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ (الفجر 14).
* (قِرْطَاسٍ) في قوله تعالى ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴾ (الأنعام 7) .
4- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر عارض( همزة وصل) نحو:
* (لِمَنِ ارْتَضَى) في قوله تعالى ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ (الأنبياء )28.
* (أَمِ ارْتَابُوا) في قوله تعالى ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا﴾ (النور 50).
* (ارْجِعِي) في قوله تعالى ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ (الفجر 28).
5- إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت حال الوقف عليها وكان قبلها حرف ساكن غير الياء، وقبل الساكن فتح أو ضم، ومثال ذلك:
* (وَالْفَجْرِ) و(عَشْرٍ) و(وَالْوَتْرِ) في قوله تعالى ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ (الفجر 1-4) .
ثانيا : حالات ترقيق الراء:
1- إذا كانت الراء مكسورة مثل:
* (رِحْلَةَ) في قوله تعالى ﴿إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ﴾ (قريش 2) .
* ﴿ الْقَارِعَةُ﴾ (القارعة 1) .
2- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي في كلمة واحدة وليس بعدها حرف استعلاء نحو:
* (فِرْعَوْنَ) في قوله تعالى ﴿فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ﴾ (البروج 18) .
* (شِرْعَةً) في قوله تعالى ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً﴾ (المائدة 48) .
* (مِرْيَةٍ) في قوله تعالى ﴿أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ﴾ (فصلت 54) .
3- إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً وكان قبلها ياء ساكنة :
* (بَصِيرٌ) في قوله تعالى ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (التغابن 2).
* (لَّخَبِـيـرٌ) في قوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِـيـرٌ﴾ (العاديات 11) - (السَّـيْرَ) في قوله تعالى ﴿وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّـيْرَ﴾ (سبأ 18) .
* (الْخَـيْرِ) في قوله تعالى ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَـيْرِ﴾ (الأحزاب 19)
4- إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً، وكان قبلها حرف ساكن من أحرف الاستفال وقبل الساكن كسر في نفس الكلمة نحو:
* (السِّحْرِ) في قوله تعالى ﴿إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ﴾(طه 73)
* (الذِّكْرِ) في قوله تعالى ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ (ص 1) .
5- إذا كان بعد الراء حرف ممال: ووردت في موضع واحد من القرآن:
* (مَجْرَاهَا) في قوله تعالى ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ (هود 41).
ثالثا :الحالات التي يجوز فيها ترقيق الراء وتفخيمها:
1- إذا كانت الراء ساكنة وكان قبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور:
نحو: (فِرْقٍ) في قوله تعالى ﴿فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ (الشعراء 63) ويجوز في هذه الكلمة التفخيم والترقيق في حالتي الوصل والوقف والترقيق أرجح ، وقيل الترقيق أولى حال الوصل والتفخيم أولى حال الوقف.
2- إذا سكنت الراء في حالة الوقف عليها وكان قبلها حرف استعلاء ساكن قبله كسر نحو:
* (مِصْرَ) في قوله تعالى ﴿ادْخُلُواْ مِصْرَ﴾ (يوسف 99) يجوز التفخيم في راء (مصر) عند الوقف عليها لوجود حرف استعلاء قبله ويجوز الترقيق لوجود كسر قبل حرف الاستعلاء الساكن ، وتفخيمها أولى لأنها في حالة الوصل مفخمة (مفتوحة).
* (الْقِطْرِ) في قوله تعالى ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ (سبأ 12) من اعتد بحرف الاستعلاء (الطاء) فخم راء (القطر) ومن أخذ بكسر القاف رققها، والترقيق هنا أولى لأنها في حالة الوصل مرققة.
* (وَنُذُرِ) في عدة مواضع من سورة القمر منها قوله تعالى ﴿ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ (القمر 16) يجوز ترقيق راء (ونذر) نظرا للياء المحذوفة في آخر الكلمة وذلك لأن الأصل (ونذري) ويجوز تفخيمها نظرا للضمة التي تسبق الراء، والترقيق هنا أولى لأن الراء مكسورة، وبالتالي مرققة عند الوصل.
* تطبيقات : استخرج الراء المفخمة والمرققة في سورة القمر- الفجر .
4- اللام :
الأصل :أن حرف اللام مرقق في عموم القرآن باستثناء لام لفظ الجلالة ربما
تكون مفخمه وربما تكون مرققة:
لحرف اللام حكمان: التفخيم والترقيق.
أولا : حالات تفخيم اللام :
1- لام لفظ الجلالة إذا تقدمها فتح أو كان مبدوء بها مثل:
* ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص 1).
* ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ (الإخلاص 2). انتبه إلى ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (اللَّهُ) عند البدء بها
2- لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ضم مثل:
* ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ﴾ (الهمزة 6) .
3- لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله فتح مثل:
* ﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً﴾ (الجن 4) .
4- لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله ضم مثل:
* ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ﴾ (نوح 3).
ثانيا : حالات ترقيق اللام :
1- لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر أصلي مثل:
* ﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (الزمر 46) .
* ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ﴾ (الأنفال 10) .
2- لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر عارض مثل:
* ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ﴾(الأعراف 164) وتقرأ (قَوْماً اللّهُ) : (قَوْمَنِ الله).
3- لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله كسر مثل:
* ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ (الزمر 61) .
4- سائر الكلام (إذ أن حرف اللام حرف استفال) مثل:
* ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾(العنكبوت 46) .
* ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك 15) .
ملخص أحكام التفخيم والترقيق في الصورة التالية
