ما هكذا تورد الابل ايها المطاوعه
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والشكر له تبارك في علاه
وصلِ اللهم على نبينا ومن والاه أما بعد
قد يستغرب البعض العنوان عندما نرى حال بعض الدعاه ( الجدد ) اصلحنا الله واياهم وطريقة دعوتهم الى الله او امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فأننا نرثي حال دعاتنا ولكن ما يثلج صدورنا ويبعث الامل في نفوسنا هو انه لا يزال هناك من سلكوا طريق الدعوة التي عرف بها رسولنا عليه افض الصلاة والتسليم .
قال تعالى *( وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )* وهكذا كان نهجه صلى الله عليه وسلم ولكن ما يحزننا هو وجود اناس يريدون الخير للناس والله اعلم بنياتهم ولكنهم لم يجيدوا اختيار الطريقة المناسبة للدعوة فالدعوة فن لا يجيدة الا من قرأو سيرة السول صلى الله عليه وسلم
فهل كان عليه افضل الصلاة والتسليم يدعوا الى الله برفع الصوت ؟
فهل كان عابس الوجه في دعوته لا يتكلم الا من رأس انفه ؟
وهل كان صلى الله عليه وسلم في دعوته اليه يستخدم اقسى الكلمات وما يكرهه الشخص ؟
ما عاذ الله ولو كان هذا نهجه لما بلغ دينه اقاصي الارض ولما رأينا جموع الكافرين يدخلون الاسلام وهم من عرف عنهم شدتهم وهيبتهم وقوتهم بين قبائل الجزيرة وانما خَلقه عليه السلام احد اهم الاسباب التي ادت الى اقبال الناس الى هذا الدين وجميعنا يعرف ما جرى في فتح مكة عندما قال للكفرين وهم بين يديه صاغرين ماتظنوا اني فاعل بكم
قال اخ كريم ابن اخ كريم قال فأذهبوا فأنتم الطلقاء
ما نراه في بعض حديثي الالتزام ( التطوع ) هو الجفاء في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله فكيف تريد من الشخص المقابل الاستجابة لك لما تدعوه اليه وانت كأنك سيد له تأمره فيطيعك .
الناس لهم كرامتهم وعزة انفسهم التي تأبى الاذعان لمن لا يحترمهم سواء بالقول او بالفعل على العكس سيزيد كره الشخص الاخر للشيء الذي تدعوه اليه وسينتهي عنه عناداً ومكابرة ومن طبيعة النفس البشرية كرهها لما يستنقصها او يمس كبريائها فلماذا لا تقتدون بمن سبقكم بالدعوه اتظن بمجرد حفظك لكم ايه وحديث اصبحت داعية ؟
انا اجزم بأنه يوجد الكثير ممن يدعون الى الله بطرق افضل من الطرق التي يقوم بها هؤلاء الاشخاص ولو كانوا بعيدون كل البعد عن اداء الواجب الديني اولا بأول فكم سمعنا من قصص هداية كثير من الناس على ايدي مدخنون او حتى اناس لا يصلون وربما بعضهم لا يحفظ من القرآن الا ما تيسر ولكن اخلاقهم وسماحتهم وبشاشتهم في وجوه غيرهم هو ما جعل لدعوة تأثير في قلوب من دعوهم .
في اعتقادي ما يتوجب توفره في الداااعية واتمنى ان ان تصل الى اكبر قدر من هؤلاء الشباب الذين جانبهم الصواب في امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ونسأل الله لهم الهداية :
• الكلمة الطيبة .
• الابتسامة .
• معرفة طريقة تفكير الشخص المقابل .
• مخاطبته بما يعقل من القول أي محادثته بحسب طبيعة البيئة المكان الذي يعيش فيه .
• استخدامه لأيات واحاديث مناسبة لموضوع الدعوة .
• ان يكون على اطلاع كافي في امور ما يدعوا اليه حتى يتجنب الاحراج كما يحصل مع بعض هؤلاء الشباب .
• لا مانع من مداعبة الشخص فذلك يترك اثر طيبا في نفسه .
وهذا وان كان في ما اقول صواب فمن الله وان كان في خطأ فمني والشيطان ولكن ما يهمني هو ان نرى امثال
مشائخنا الذين عرف عنهم حلمهم وحسن خلقهم فالدعوة امانة في رقبة كل شخص كما جاء في الحديث ( بلغوا عني ولو ايه ) ولكن يجب ان نبحث عن الطريقة المناسبة للتبليغ .
هذا وصلى الله وسلم على رسولنا وحبيبنا محمد
وفي الختام اسأل الله العلي القدير ان يهدينا الى سواء السبيل
احساس انسان ..
