تصدع جبال تهامة بقولهم في الرجل السفيه فلان حافظ علامة.

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كثيرا ما يصادف نظري، أو تلتقط أذني قول أحدهم برنة مفخمة، وعبارة مضخمة،، فلان الحافظ العلامة.. فأهتز لجلالة ما يقال حولي فأفر خشية أن يصعق فألحق به، أو يخسف به فيخسف بي معه.. أو يمسخ فأمسخ بمسخه.. أيا عباد الله اتقوا الله فيما تبقى من آثار الحياء في هذه الأمة.. يطلع علينا طفل سفيه حفظ القرآن وبعض الأحاديث وبعض أبيات الشعر يلوكها متغنجا، ثم يجمع عليه عصابة من السفهاء لا يتورعون في وصفه بهذه الأوصاف التي تتصدع لها الجبال،،
ثم إني أعجب في هذا الزمن الذي كثر فيه كل شئ إلا العلم،، وتوفر فيه كل شئ إلا الفهم،، وحصل فيه كل شئ إلا سلامة الدين،، أعجب فيه من تناثر هذه الأوصاف على الأحياء وهم راضون بها، لسان حالهم يقضي أنهم يطربون لها أشد الطرب.
ثم ماذا قدم لنا هؤلاء حتى يوصفوا بمثل هذه الأوصاف، وحتى وإن قدموا -ولم يقدموا- فما الداعي لوصفهم بهذه الأوصاف.. إلا التفاخر المذموم.. بل حق هؤلاء أن تقرع آذانهم بأوصاف التنكيل والتوبيخ، لأنه ما ذلت الأمة إلا بأغراضهم الدنية.
يا إخوان نحتاج اليوم وقفة صادقة مع النفس، نحتاج أن ننفض عن أنفسنا ما علق بنا مما هو ليس من دين الله.. من تعلم شيئا فإنما تعلمه لنفسه، ومن علم الناس فإنما صنع ذلك لنفسه،، وما كان هذا دأب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- بل كان الرجل منهم يبيع نفسه لله، فلا يقال فيه شئ من هذه الأوصاف،، وما حدثت هذه الأمور إلا مع تأخر الزمن والله المستعان.
ثم إنه ما طلب كثير من الناس العلم، إلا بعد سماعهم تبجيل حملته فأحبوا نيل مثل ما نالوا،، لا حبا في نيل ما عند الله.. فرفقا بأنفسكم وبالناس وبالأمة يا طلبة العلم..
.
.
ويشهد الله أني ما قلت ما قلت إلا بعدما بلغ بي هذا الأمر الغاية..
فاللهم من طلب العلم لغير نصر دينك فافضحه على رؤوس الأشهاد في الدنيا وفي الآخرة يا رب العالمين..

وحسبنا الله ونعم الوكيل..
.
.