تخريج أذكار الصباح والمساء (( يا حي يا قيوم برحمتك أشتغيث...))

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ررر قَالَ : قال رَسُولُ اللهِ صصص لِفَاطِمَةَ ررر: (( مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَأَمْسَيْتِ: ((يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ))
________
هذا الحديث ضعيف:
رواه النسائي في الكبرى (10330) وفي عمل اليوم والليلة (575) ومن طريقه أخرجه الضياء المقدسي في المختارة (2320) من طريق عبدالرحمن بن محمد بن سلاَّم .
ورواه بن السني في عمل اليوم والليلة (49) من طريق هارون بن عبدالله .
ورواه بن السني أيضاً (49) والبزار في مسنده (6368) وانظر كشف الأستار (3107) والضياء المقدسي في المختارة (2319) ومن طريقه أخرجه بن حجر في نتائج الأفكار (2/407) من طريق سلمة بن شبيب .
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (761) والضياء المقدسي في المختارة (2321) والخرائطي في مكارم الأخلاق ( المنتقى -466) من طريق الحسن بن علي الحلواني .
ورواه بن أبي الدنيا في كتاب الذكر كما أشار إليه بن حجركما في نتائج الأفكار (2/407) ومن طريقه رواه الضياء المقدسي في المختارة (2322) والحاكم في المستدرك (2000) وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (213) من طريق الحسن بن الصباح .
جميعهم أعني (( عبدالرحمن ، وهارون ، وسلمة ، والحلواني ، وبن الصباح )) عن زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ  لِفَاطِمَةَ: (( مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَأَمْسَيْتِ: ((يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ )).
زاد هارون بن عبدالله كما عند بن السني :(( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ أبداً ))
فزاد لفظة :(( أبداً )) .
قلت : كل الذين رووا هذا الحديث بهذا السند وهم :(( سلمة بن شبيب ، وعبدالرحمن بن محمد بن سلام ، وهارون بن عبدالله ، والحسن بن علي الحلواني ))
رووه عن زيد بن الحباب عن عثمان بن موهب .ولم ينسبوه إلى غير ذلك ولم يضيفوا بين عثمان وموهب (( عبدالله ))
إلاَّ ما كان من طريق سلمة بن شبيب الذي رواه عنه أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي فعند الضياء المقدسي في المختارة ((عثمان بن موهب )) ووافق الجماعة .
أمَّا عند الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار من طريق الضياء المقدسي فسماه بـ(( عثمان بن عبدالله بن موهب ))
وأمَّا الحسن بن الصباح فالحاكم أخرجه عنه وسماه بـ (( عثمان بن عبدالله بن موهب )) وهكذا رواه عنه الضياء المقدسي في المختارة .
بينما رواه البيهقي في الأسماء والصفات عن الحاكم وعن أبي يعلى حمزة بن عبدالعزيز الصيدلاني فلم يذكره كما ذكره الحاكم ، فلعل البيهقي اقتصر على رواية أبي يعلى الصيدلاني .
وخلاصة الأمر أنَّ رواية الجمهور هي :(( عثمان بن موهب ))
وخالفهم الحسن بن الصباح - وهو صدوق يهم كما عبر ذلك الحافظ بن حجر في التقريب- وله طريقان :
(( الأولى )) يرويها الحاكم وقد نسبه بـ (( عثمان بن عبدالله بن موهب ))
((والثانية )) يرويها أبو يعلى حمزة بن عبدالعزيز الصيدلاني وقد نسبه بـ(( عثمان بن موهب )) وهي التي توافق الجماعة .
وبناءً على ذلك تترجح رواية الجمهور ولا سيما وهم أوثق وأضبط من الحسن بن الصباح – رحمهم الله تعالى –
وإذا كان الأمر كذلك وكان الراوي هو (( عثمان بن موهب )) فهل هو (( عثمان بن عبدالله بن موهب )) أي أنَّه ينسب أحياناً إلى جده ، أو أنهما مختلفان ؟
فالذي يظهر – والعلم عند الله – أنهما اثنان مختلفان وذلك لما يلي :
(( أولاً )) أنَّ البخاري في تاريخه الكبير فرق بينهما فقال (6/253) :((عثمان بن موهب سمع موسى بن طلحة
(يظهر أنَّ البخاري جعلهما اثنين وهما واحد فكلاهما روى عن موسى بن طلحة ، وعثمان بن موهب صاحبنا لم يرد أنَّه سمع من موسى بن طلحة . )))
وقال في موضع آخر (6/231):(( عثمان بن عبدالله بن موهب سمع أبا هريرة ...))
(( ثانياً )) كذلك فرق بينهما بن أبي حاتم في الجرح والتعديل فقال (6/169):((عثمان بن موهب كوفى .))
وقال في موضع آخر (6/155):(( عثمان بن عبد الله بن موهب مولى طلحة التيمى اصله مدينى وكان بالعراق روى عن ابن عمر ، وأبى هريرة))
((ثالثاً )) يقول الحافظ المزي في تهذيب الكمال (19/499) :(( عثمان بن موهب الكوفي مولى بني هاشم وليس بعثمان بن عبد الله بن موهب)) .أهـ
ووافقه الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب (7/156)
(( رابعاً )) أنَّ عثمان بن موهب مولى بني هاشم ، بخلاف عثمان بن عبدالله بن موهب فهو مولى لآل طلحة بن عبيدالله التيمي .
وعليه فهما اثنان مختلفان ، والذي يظهر أنَّ عثمان بن موهب مجهول حيث لم يرو إلاَّ عن أنس بن مالك  ، ولم يرو عنه إلاَّ زيد بن الحباب ،.
وقال فيه أبو حاتم:(( صالح الحديث ))
وقد قال ابنه في الحرح والتعديل (2/37) :(( وإذا قيل ((صالح الحديث)) فانه يكتب حديثه للاعتبار)) أي أنَّه ينفع في المتابعات ، ما لم يتفرد .
ولهذا يقول بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/376-377) :((سمعت أبى يقول: ((أبو عقيل الدورقى صالح الحديث))،
قلت لأبي:(( يحتج بحديثه ؟)) قال: ((صالح الحديث.)).أهـ.
ويقول أيضاً (2/432) :(( سمعت أبى يقول: ((أبو صالح باذان صالح الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به.))
فدل هذا على أنَّ مصطلح (( صالح الحديث )) عند أبي حاتم ليس توثيقاً على الإطلاق. ولهذا يقول الحافظ بن حجر في فتح الباري (11/197) :(( قال أبو حاتم الرازي :((عبد الملك بن الصباح صالح)) قلت : وهي من ألفاظ التوثيق لكنها من الرتبة الأخيرة عند بن أبي حاتم وقال :إنَّ من قيل فيه ذلك يكتب حديثه للاعتبار))
يعني أنَّه لا ينزل عن درجة القبول إذا توبع ، ولهذا قال فيه الحافظ بن حجر في التقريب :(( مقبول )) أي إذا توبع .
ولعل الاختلاف في نسبة عثمان بن موهب هو الذي جعل الحاكم يقول بعد إخراجه لهذا الحديث برقم (2000) :(( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه))
وليس الأمر كذلك فإنَّ عثمان بن موهب لم يخرجا له شيئاً .
وقد جاء ما يتابع عثمان بن موهب وهو عبيدالله بن عبدالرحمن بن موهب
فقد روى بن عدي في الكامل (5/530) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان برقم (760) قال بن عدي :(( حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَوْهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( يَا فَاطِمَةُ لا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ أَنْ تَقُولِي: (( يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ))
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بن عدي :(( قَالَ: لَنَا ابْنُ صَاعِدٍ: ( وَابْنُ مَوْهَبٍ هَذَا هُوَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ حَدَّثَ عَنْ أَنَسٍ غَيْرَ حَدِيثٍ هَكَذَا قَالَ: لِي ابْنُ صَاعِدٍ)) أهـ .
ولكن هذه المتابعة ضعيفة جداً فيها علتان :
(( الأولى )) فيها أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد العجلي الكوفي.
والجمهور على تضعيفه بل قال البخاري كما في تاريخ بغداد (4/598):(( رأيتهم مجتمعين على ضعفه )) وانظر تهذيب الكمال (27/24-30)
(( الثانية )) فيها عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ .
وهو ضعيف ، ضعفه يحي بن معين ،وقال النسائي ((ليس بذاك القوي ))
قلت : وقد ذكر بن حجر أنَّ: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ اثنان وميز بينهما في تهذيب التهذيب (7/28) و (7/29) وجعل الثاني هو المقصود براوي الحديث الذي معنا ، وذكر كلام بن عدي فيه ،ونقل تضعيف يحي بن معين والنسائي له ، وإذا كان الأمر كذلك فهو ضعيف
وأمَّا قول بن صاعد :(( وَابْنُ مَوْهَبٍ هَذَا هُوَ : عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ حَدَّثَ عَنْ أَنَسٍ غَيْرَ حَدِيثٍ ))
فهذا وهم منه رحمه الله تعالى ، إذ إنَّ الجمهور كما مرَّ معنا آنفاً نصوا على أنَّه عثمان بن موهب .
وقول الجمهور مقدم على تنصيص بن صاعد ولهذا حتى بن عدي لمَّا ذكر عبارة بن صاعد قال عقبها :(( هَكَذَا قَالَ: لِي ابْنُ صَاعِدٍ)) مما يوحي إلى أنَّه لم يرتضِ قوله .والله أعلم .
أضف إلى ذلك أنَّ الذي روى عنه بن صاعد هو أبو هشام الرفاعي وهو كما عرفت ضعيف لا تقوم به حجة ، ومع ذلك نص على أنَّه :(( بن موهب )) دون تحديد اسمه .
وعليه فالحديث بهذه المتابعة لا يرتقي إلى درجة الحسن .
وهناك متابعة أيضاً لكنها ضعيفة جداً أخرجها الطبراني في المعجم الأوسط (3565) والصغير (صـ159) وفي الدعاء (1046) وأشار إليها بن حبان في ثقاته (6/398)
قال الطبراني :(( حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ الْقُرَشِي الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا نصر بن علي ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ حَرْبِ بْنِ زِيَادٍ الْكِلابِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو مُدْرِكٍ ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : ((كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ  فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ ، خَرَجَ رَسُولُ اللهِ  وَاتَّبَعْتُهُ ، فَقَالَ : ((انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نَدْخُلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا ، فَإِذَا هِيَ نَائِمَةٌ مُضْطَجِعَةٌ ، فَقَالَ : يَا فَاطِمَةُ ، مَا يُنِيمُكِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ؟ قَالَتْ : مَا زِلْتُ منذ الْبَارِحَةِ مَحْمُومَةً قَالَ : فَأَيْنَ الدُّعَاءُ الَّذِي عَلَّمْتُكِ ؟ قَالَتْ : نَسِيتُهُ فَقَالَ : قُولِي :(( يَا حَيُّ ، يَا قَيُّومُ ، بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَلاَ إِلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ))
قال الطبراني عقبه :((لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الاسناد تفرد به نصر بن علي))
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً فيه العلل التالية :
(( أولاً )) فيه سلمة بن حرب قال فيه أبو حاتم:(( مجهول )) وقال الأزدي :(( ضعيف مجهول ))انظر الجرح والتعديل (4/159) و الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/10).
(( ثانياً )) وفيه أيضاً أبو مدرك قال عنه أبو حاتم :(( مجهول ))وقال الدارقطني:((متروك )).
انظر الجرح والتعديل (4/159) وسؤالات البرقاني للدارقطني برقم (594)
(( ثالثاً )) تفرد به نصر بن علي كما قال الطبراني , وقول الطبراني :(( لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الاسناد )) لعله يقصد مما تفرد به نصر بن علي ، وإلاَّ فالحديث روى عن أنس بغير هذا الإسناد ولهذا قال :(( تفرد به نصر بن علي ))
ومثله قول البزار عقب هذا الحديث :(( وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلاَّ من هذا الوجه بهذا الإسناد .)) فكذلك .
ولهذا قال الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار :(( هذا حديث حسن غريب ))
وعليه فالحديث ضعيف جداً لكونه يدور على المجاهيل .
وبناءً على ما سبق فالحديث ضعيف لا يثبت وليس هو من أذكار الصباح والمساء .
والله تعالى أعلم وأحكم .
وقد جاء لهذا الحديث شاهد من حديث أبي هريرة  عند الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/583) حيث قال :(( أخبرنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن الطيب وأبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني قالا: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري : حدثنا الحسين بن سعيد بن سابور النجاد أبو موسى : حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي : حدثنا روح بن عبادة عن شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله  لابنته فاطمة :(( يا فاطمة مالي لا أسمعك بالغداة والعشي تقولين ((يا حي يا قيوم برحمتك استغيثك أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي))
وهذا الحديث فيه الحسين بن سعيد بن سابور ذكره الخطيب في تاريخه وروى له هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً ، ولم أجد من ترجم له .
وقد عزاه علاء الدين الهندي في كنز العمال إلى الخطيب في تاريخ بغداد ، ولم يعزه إلى غيره
كما رواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (16/44)
وفيه قال :(( أخبرني الأزهري والتنوخى قالا : حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثنا هارون بن الحسين بن سعيد بن موسى النجاد إملاء من حفظه في جوار أبى العباس بن سابور الدقاق : حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا روح بن عبادة :حدثنا شعبة عن محمد بن جحادة عن أبى حازم عن أبى هريرة قال :( قال رسول الله  لابنته فاطمة :(( مالي لا أسمعك بالغداة والعشى تقولين يا حي يا قيوم اصلح لي شانى كله ولا تكلنى إلى نفسي)) تفرد برواية هذا الحديث هارون بن الحسين النجاد بإسناده.
وقد قال الذهبي في تاريخ الإسلام (23/339) :(( هارون بن الحسين، أو ابن الحسن. أبو موسى النجاد. بغدادي مستور. روى عن: زيد بن أخزم، وطبقته. وعنه: أحمد بن جعفر الخلال، وأبو الفضل الزهري، وغيرهما.))
إذن مدار حديث أبي هريرة  على :
1- الحسين بن سعيد بن سابور أبو موسى النجاد وهو مجهول
2- وهارون بن الحسين بن سعيد بن سابور أبو موسى النجاد وهو مجهول
وبالنظر إلى الاسمين والتشابه الكبير بينهما في الاسم والشيوخ والتلاميذ ، و لاسيما والكنية واحدة فقد يكونان شخصاً واحداً أو لعل الثاني ابنٌ للأول . والله أعلم .
وبهذا يتبين ضعف هذا الحديث فلا يصح أن يكون شاهداً لحديث أنس السابق ، ولا سيما وحديث أبي هريرة  أعرضت عنه كتب السنة المعتمدة كالكتب الستة والمسانيد المعتبرة والمصنفات المشهورة ، ثم يروى في كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي وهو من المتأخرين ، ويحتوي على الصحيح والضعيف بل والموضوعات ،كل ذلك يبعث في النفس عدم الطمأنينة لصحته ، وإن كان ذلك ليس على الإطلاق .والله تعالى أعلم .
وقد حسن الحافظ بن حجر حديث أنس بن مالك  السابق ، في نتائج الأفكار ، فلعله اعتمد على المتابعات والشواهد السابقة ، وقد تبين أنها لا تغني شيئاً ، والعلم عند الله .