الدرسات الرياضية بين احادية الجانب وتعدد الجوانب
اذا اجرينا مقارنة بسيطة بين المستويات الرقمية لمختلف الفعاليات سابقاً وفي الوقت الحاضر وجدنا حدوث تقدم ملموس في ارقام هذه الفعاليات او مستويات اللاعبين ، ان هذا التطور لا يمكن ان يعزى الى التقدم الحاصل بالقوة المستخدمة او السرعة في هذه الفعالية او تلك وانما جاء نتيجة لدراسة الحالة التدريبية (البدنية والمهارية والخططية والوظيفية والنفسية) دراسة علمية وافية اضافة الى دراسة مناهج التدريب الموضوعة بحيث لا تجعل عملية التدريب عبارة عن عملية عشوائية خاضعة للتجربة او الخطأ او محض الصدفة لان هذا سوف يكلف كلاً من اللاعب والمدرب والمؤسسات الرياضية للكثير من الوقت والجهد والامكانات المادية .
لذا فالدراسات الرياضية المتخصصة تسهم بحدوث تقدم ملموس في المستوى الرياضي على صعيد التخطيط قصير المدى ليكون قاعدة اساسية للتخطيط طويل المدى بحيث لا يسعى الباحثون الى التميز والنجاح الفسفوري السريع والشديد التوهج وبنفس القوة والسرعة تنطفىء زهرة ما تحقق ، لذا فهم يسعون من خلال دراساتهم العلمية المتنوعة الى ان تكون نتائج الفعاليات الرياضية راسخة ثابتة مستمرة وفي الاونة الاخيرة بدأ الباحثون من اجراء دراسات ذات اتجاهات متنوعة غير مقتصر على حالة محددة من حالات التدريب وانما تتم دراسة حالاتين او اكثر بنفس الوقت وهذه الناحية تخدم الجانب العلمي والرياضي اكثر من غيره.
وهي بذلك تعمل الى ابداء المساعدة لكل العاملين في الميدان الرياضية سواء للاعب او المدرب وغيرهم ، فعن طريق دراساتهم يتم تشخيص الخلل والنواقص في الاداء الحركي لكل لاعب وفي كل فعالية ، والعمل على تقييم الحالة البدنية والمهارية والفسيولوجية والنفسية للاعب والتعرف على مدى ملائمة الوحدة التدريبة والاحمال التدريبة التي يتعرض لها اللاعبون وذلك باستخدام اجهزة ووسائل دقيقة وموضوعية في استخلاص النتائج .
ومن خلال ذلك يمكننا التعرف على الايجابيات والسلبيات لكل حالة من حالات التدريب والعمل على تعميق الجانب الايجابي وترسيخه وتعزيزه ، والعمل على تحليل اسباب هذه السلبيات التي يتم تشخيصها بشكل موضوعي وعلمي بعيداً عن التنظير الغير هادف وانما يتم هذا بشكل علمي وبلغة الارقام ومقارنتها مع مستويات ومحكات تتناسب والقابليات اللاعبين والفئة العمرية لهم وبالتالي العمل على وضع حلول مناسبة وفعالة لمعالجة هذه السلبيات وتزويدها للمدربين العاملين بحيث لا يكون عملهم هو بديلا عن المدرب وانما هو معزز ومكملا له بحيث تكون هذه الحلول مفهومة وواضحة وبعيدة عن التعقيد وسهلة التطبيق .
نسأل الله العلي القدير ان يوفق الدارسين والباحثين خدمة للرياضة والرياضيين .
