( 3 ) اعترافات مهمة في كتاب الشيخ الغرسي عن ( الأشعري )
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
اشتهر الشيخ محمد صالح الغرسي - وفقه الله لما يُحب - بكتابه القيّم " فصل الخطاب في مواقف الأصحاب " الذي ألفه لبيان فضائل الصحابة رضي الله عنهم ، والذب عنهم ، وقد طبعته جامعة الإمام ، وأخبرني أحد الإخوة أنه تُرجم إلى اللغة التركية ، وكان من الأسباب - بعد الله - في تحصين أهل السنة هناك أمام شبهات الرافضة . وكان الشيخ الغرسي – كما هو معلوم - أحد الذين ناقشوا الشيخ سفر في كتابه الشهير " منهج الأشاعرة " .
ولكني رأيته – أي الشيخ الغرسي – في آخر كتابٍ له : " عقيدة الإمام الأشعري أين هي من عقائد السلف ؟ " عام 1431هـ ، قد اعترف بثلاثة اعترافات مهمة ، تدل - في نظري – على تجرد الرجل ، وعدم تعصبه للأشعرية إذا ما تبين له الحق بدليله ، وهذه صفة لا يستطيعها إلا كُمّل الرجال .
الاعتراف الأول : رده على تشكيكات الكوثري ومَن تابعه في ثبوت كتاب " الإبانة " للأشعري ( ص 79 - 80 ) ثم قوله : ( إن معظم متأخري الأشاعرة قد خالفوا الإمام في إثبات هذه الأمور لله تعالى - الصفات الخبرية -، فلا يصح اتخاذ عدم إثباتهم هذه الأمور لله تعالى دليلاً على عدم إثبات الإمام أيضًا لها ) .
الاعتراف الثاني : قوله ( ص 177 ) : ( إن معظم متأخري الأشاعرة قد غلوا في التأويل ، وساروا فيه على طريقة المعتزلة ، وقد صارت هذه التأويلات هي السمة البارزة لهم ) .
الاعتراف الثالث : إثباته صفة العلو لله تعالى ، وقوله ( ص 178 ) : ( إثبات صفة الفوقية والعلو لله تعالى هو ماورد به نصوص الكتاب والسنة ، وهو مذهب السلف ، ومذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري ، ومتقدمي أصحابه ) - ثم ساق النصوص الشرعية الدالة على صفة العلو - إلى أن قال : ( ثم إن الفوقية بهذا المعنى مركوزة في فطرة بني آدم ، لا يستطيع أحد منهم أن يتخلص من الشعور بها مهما حاول التخلص ، ومهما اعتقد خلافه ) .
بقيت مسائل تحتاج من الشيخ – وفقه الله - مزيدَ بحث ، من أهمها : مسألة قيام الحوادث ، ومذهب أهل السنة في القضاء والقدر . وفق الله الشيخ الغرسي إلى كل خير ، وجعله من أنصار دينه .
