الجَنَّـــــــة

يقول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُم جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا* خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا)107, 108,الكهف . نَعَم إنها جنة الله الغالية , التي أعدّها الله تعالى لعباده وجعل لها شروطًا يسيرة و هي الإيمان و العمل الصالح و الخالص من المؤمن ابتغاء وجه الله تعالى كي يتقبله الله منه , أما الكافر فعملُه مردود عليه , قال تعالى : (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً ) الفرقان , 23 .و قد جعل الله أسبابًا كثيرة لدخول الجنة كالإيمان والعمل الصالح قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ) لقمان ,8 و التقوى و هو : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ترجو ثواب الله و تخاف عقابه, و طاعة الله تبارك و تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . قال تبارك وتعالى : (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) النساء , 13 و قال صلى الله عليه وسلم قال : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري , أو الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال أو مجاهدة النفس على طاعة الله و إبعادها عن الشهوات و الشبهات و المبادرة إلى التوبة و الإكثار من الاستغفار و الاستقامة على دين الله , قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) الأحقاف , 13, و الحرص على طلب العلم النافع و نشْره لوجه الله قال صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ) رواه مسلم . و المحافظة على السنن الرواتب قال صلى الله عليه وسلم : ( من صلى ثِنتَي عشرة ركعة تطوعًا في اليوم والليلة ، بنِي له بهن بيت في الجنة ) رواه مسلم , و الحج المبرور قال صلى الله عليه وسلم : (العمرة إلى العمرة كفارة لِما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه , و كفالة اليتيم قال صلى الله عليه وسلم : ( أَنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأَشار بالسبابة والوُسطى، و فرَّج بينهما شيئًا ) رواه البخاري , والإكثار من السجود لله عزّ وجلّ، فقدْ سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه و سلم مرافقته في الجنة قال : ( أوَ غير ذلك؟ ) قال هو ذاك، قال صلى الله عليه وسلم : ( فأعنّي على نفسك بكثرة السجود ) رواه مسلم . و الصبر والاحتساب عند فقْد الأحباب قال صلى الله عليه وسلم : ( يقول اللَّه تعالى: ما لِعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيَّه من أَهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) رواه البخاري .
عبد العزيز السلامة ـ أوثال