الدروس الفقهية للمبتدئين !!

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد :
فطالب العلم المبتدئ الذي يدرس علمَ الفقه - غالباً - يتذبذب ويضطرب في طلبه لعلم الفقه ، وقد يترك طلبَ علم الفقه ؛ لأمرَين من وجهة نظري :
الأول : كثرة المتون العلمية في الفقه بالنسبة للمذهب الواحد ، وبما أنني أريد أن أتكلم عن كتب الحنابلة أقول بالنسبة لمذهب الحنابلة .
فهناك مختصر الخرقي ، والتسهيل في الفقه ، وأخصر المختصرات ، وعمدة الفقه ، ودليل الطالب ، وزاد المستقنع ، وعمدة الطالب ، وغيرها من المتون الفقهية .
وكلُّ متن له شروح وحواشٍ ، وكل عالِم من العلماء يوصي بِمتن من تلك المتون ، وآخَرون من العلماء يوصون بشروح مطبوعة لبعض تلك المتون دونَ البعض ، وبعض العلماء يختار متنينِ أو ثلاثة من تلكم المتون ويقترح على الطالب دراستها بالتدرّج ، وهكذا .
فأصبح الطالب في حَيْصَ بَييْصَ كما يقولون !!
الثاني : لنأخذ - على سبيل المثال - عمدة الفقه لابن قدامة رحمه الله ، فكثيرٌ من العلماء ينصحون طالبَ العلم المبتدِئ أن يبدأ به ؛ يعرف صورة المسألة والقولَ الراجحَ بدليله أو تعليله ، ولا يزيد على ذلك لكي لا يتشتت ، وينتقل بعد ذلك إلى المقنع أو إلى زاد المستقنع أو إلى الروض المربع ، أو إلى غيرها ، المهمّ أن يضبط عمدة الفقه بالطريقة التي ذكرتُها آنِفاً .
ولكن يتفاجأ ذلك الطالب المسكين عندما يدرس عمدة الفقه عند أحد العلماء أو يقرأ شرحَه من كتاب ؛ يتفاجأ أن ذلك الشيخ قد حوَّل عمدة الفقه من متن مختصر إلى كتاب فقه مقارن ؛ من خلال ذكره لتفصيل المسألة والأقوال فيها مع أدلة كل قول وأيضاً الردود على الأقوال المرجوحة ، وهكذا !!
عنذ ذلك يحصل لطالب العلم المبتدئ نُفرةٌ من الفقه ، وربَّما يكره هذا العلم بسبب هذه الطريقة .
ومِمَّا يؤكِّد ما أقول هو أنك لو نظرتَ إلى الشروحات المطبوعة أو المسموعة لتلك المتون الستة التي ذكرتُها في الأمر الأول لوجدتَ أنه لا يوجد شرح مطبوع أو مسموع يصلح لطالب العلم المبتدِئ !!
هذا من وجهة نظري القاصرة ، ومن خلال اطلاعي على شيء من الشروح المطبوعة أو من خلال استماعي لبعض الشروح المسموعة ؛ لا تجد - غالباً - مَن يراعي مصلحة طالب العلم المبتدئ !!
فإن كان هناك شرح مطبوع أو مسموع لأحد تلك المتون يصلح للمبتدئين فحبذا أن تُخبروني به لأستفيد منه وليستفيد منه ذلك الطالب المسكين الذي يريد أن يبدأ في دراسة علم الفقه لكي نُحبِّبَه لذلك العلم ولا ننفِّرَه منه .
وهذه وجهة نظري القاصرة ، وأحتاج منكم إلى تعليق أو اقتراح أو تسديد .
وجزاكم الله خيراً .