الفارس الأهلاوي النبيل

أكتب اليوم.. عن نجم كروي استثنائي في مسيرته.. ومسيرة الكرة. هدوء عاصف، وضجيج في خطواته الثابتة نحو القمة.
وضع لنفسه بصمة باسمه.. عندما تحول الى مقياس حقيقي للاعب الكروي الذي يجيد صعود سلالم النجومية موسما بعد آخر.
منذ 2007.. ذلك الجيل الشاب الذي ذهب إلى نهائيات كأس أمم آسيا.. وحصل على فضية البطولة بعد مستويات ونتائج مبهرة.. ولم يتوقعها أكثر المتفائلين.. عادوا ثم تناثروا.. ثم تلاشى أكثرهم من الملاعب.. أو اختفى بريقهم.. وبقي هو صامداً يقدم لنا نفسه نجماً وقائداً ميدانياً في فريقه أو المنتخب. ذلك هو تيسير الجاسم.. إيقونة (الملكي).. ومضرب المثل في الأوساط الرياضية بجمعه بين متعة الكرة وسمو الأخلاق.. بكل أبعاد وعمق ذلك الوصف.
اليوم.. يوقع (الكابتن) عقده ربما الرابع مع الأهلي.. جاءهم شاباً في فريق الشباب.. تاركاً مسقط رأسه (الاحساء) وناديه المغمور حينها (هجر).. باحثاً في النادي العريق عن طموحاته وآماله.. التي رعاها تالياً بتأنٍ.. حتى نضجت به ومعه.
لم يجادل ناديه ورجالاته في عقد.. أو كان المال مربط علاقته بالكيان الأخضر والأبيض وجماهيره.. لذا نبت كبيراً وقديراً بينهما. يدهشني هذا (التيسير) كلاعب وإنسان.. دوماً كنت أراه ألقاً مختلفاً بين الكثير من زملائه. في الملعب (نصّ) يستحق التأمل.. وخارج الملعب (سيرة) تستحق الإعجاب.
يشعرني انه مثل الرجل الياباني.. عملي وجاد.. وهادئ في تحقيق أهدافه.. ينتهز الوقت للإنجاز.. للأفضل. للأمام. لم أسمع أو أقرأ يوماً.. انه تحدث عن الماضي بكل ما فيه وما عليه.. رغم أنه لم ينصف لا مالياً ولا إعلامياً ولا جماهيرياً مثل بعض أقرانه الذين لم يقدموا ما قدمه.. سواء في فريقه أو في الفرق المنافسة.
متى أمنت ووثقت بقدراتك.. توقف شعورك بهشاشة الأرض التي تقف عليها. وكان تيسير الجاسم كذلك.. فكان ذلك النجم الذي سيظل في الذاكرة الجماهيرية.. مثل [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] النبيل.. وليس مجرد لاعب كرة عبر أرض (معركته) دون هيبة وضعها في زواياها.
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]