هذا وأنت مطوع ! " المطاوعة والصورة النمطية "
هذا وهو مطوَّع !
ناظر ناظر بيقطع الإشارة وهي حمراء , يا حسافة اللحية عليك والله ...!
طالع طالع المطوَّع , وشفيه معقد حجانه ( حواجبه ) تقل جاي من مقبرة ؟!
ثبت ثبت مطوَّعنا , آخر من يجي الدوام ! يا عيني عالطواعة ...طواعة 2004 مع فتحة بعد واصطاب على جنب ...
يا زين فلان زينااااااااه أنا أشهد أنه خوش مطوع كافـ"ن" خيره شره , من البيت للمسجد ومن المسجد للبيت ..
أوهووووووووه جاك المطوَّع ! بياخذ الريموت كونترول الحين ويحطه على قناة السودان عناد"ن" في إيمان بنورة ! على الأقل يستأذن ...
إهب يا ذا المطوَّع يعرف يستخدم الكومبيوتر ! ...
خخخخخخ شف شف ذا المطوَّع اللي في السوق وشلون يطارد البنت ينصحها لين اغتثت !..وشفيه " منفص " عيونه فيها تقل أنوار وانيت 400...
إنّا لله وإنَّا إليه راجعون , يا أخي هالمطوّع كل ما كلمناه في شيء قال حرام والا لا يجوز والا مكروه ...طريقك مسدودون مسدودون مسدودون يااااا ولدي...
أمحق مطوَّع ...أنا أشهد أنَّه " ضفعة " ما ينشد فيه ظهر ! ....
يا ويل أمَّه ...شف المطوَّع طاير في السيارة ضارب الطبلون ...شكله رايح يسوي عملية إرهابيَّة ...خخخخخخخ
ما شاء الله عليه هالمطوَّع ! تصدق أول مرَّة أشوف مطوَّع كشخة ...؟
***********
كم سمعنا من أمثال هذه الجمل والعبارات تُطلق على الشباب المتدين في مجتمعنا؟ ...
أزعم أنّها كثيرة ...
هل أتت هذه الصور " النمطيَّة " من فراغ , أم أنّها جاءت وفق نسق ثقافي ظاهر على السطح ؟
لا أظن أن الشباب المتدين خلي من ممارسات خاطئة تُغذي هذه النظرة السلبيَّة تجاههم أو تجاه شريحةٍ منهم.
أعترف أن من الخطأ الكبير معاملة الشباب المتدين وكأنّهم ملائكة لا يُخطئون ! واعترف أن من الخطأ إسقاط ممارسة فردية هنا أو هناك على التيَّار العريض من الشباب المتدين ,لكن هذا هو الواقع الذي يجب أن نتعامل معه , وهذه هي البيئة التي نتحرك من خلالها تأثراً وتأثيراً.
إنَّ الشباب المتدين , بل كل واحد منا , في حاجة حقيقيَّة إلى مراجعة النفس , والعمل على تهذيبها وتطويعها لمعالي الأمور ومكارم الأخلاق . فالشرع الكريم نهى عن سفاسف الأمور وسيء الكلام والعمل .
يجب أن لا ننسى " الحكمة " و" الموعظة الحسنة " فهما سلاحا المؤمن النقي الطاهر الصابر , وما كان اللين في شيء إلا زانه, وما نُزع من شيء إلا شانه.
يجب أن يُرخي المتدينون أسماعهم للآخرين , وأن يحترموا آراءهم , وأن يُعاملوهم كما يحبون أن يعاملوا . يجب أن لا يُهمَّش الإنسان , وأن يُستأذن , وأن يُعتذر منه حين نخطىء في حقه.
يجب أن يتحرر الشباب المتدين من وهم " الغربة " , و" العزلة الشعورية ", و" الخجل " من تقحم المجتمع وطرق أبوابه الموصدة . أكتب في الجريدة , وعبِّر عن رأيك في القناة الفضائيَّة , ورد الحجة بالحجة في المنتدى الإلكتروني , وابتسم في وجوه الناس في الشارع , وساعد المحتاج على الطريق , ولاعب الأطفال في ملاعبهم. أنت قوي ..أنت قادر على الحياة في هذا المجتمع , والدعوة إلى دين الله . أنت قادر على إسماع صوتك , والمطالبة بحقوقك وحقوق المستضعفين الذين لا يجدون غيرك يستقذ لهم حقوقهم.
يجب أن يتخلص البعض من عقدة " الإستضعاف ", وهيئة ولباس " الدروشة ", والنظرة " الفوقيَّة " , وإلقاء الأخطاء على الواقع المتآمر .
يجب أن تتوقف معزوفة الندب , وموسيقى النوح , وسيمفونيَّة البكاء على الماء المسكوب ...أوليست الموسيقى حرام ؟!
جميل بل رائع أن تكون الآخرة ولقاء الله سبحانه وتعالى نُصُب أعيننا , لكن فضلاً لا تجعلوا " ولا تنس نصيبك من الدنيا " خلف ظهوركم ! يجب أن لا نغلِّب جانباً على جانب , فما جاء ديننا إلا بالوسطيَّة والله.
لا يخدعنّكَم الشيطان إخوتي المتدينين حين يدعوكم للعزلة خشيةً من الرياء وتفضيلاً لجانب الإخلاص على جانب الشهرة , ولا تنسوا ذلك الرجل الذي حين دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس للصدقة كان أول من تصدق حتى تتدافع الناس كالسيل , وكان لذلك الرجل فضل الأسبقيَّة الذي لم يرده عنه خشيته من الرياء.
نحتاج أن ندفع بوَّابات المجتمع لنلج إلى قلوب الناس الخيَّرة الطيَّبة . المستقبل لا يصنعه العجزة ولا المفاليس ولا هواة الإنتظار ولا الجبناء .
المستقبل يصنعه الشجعان , والمغامرون , والواثقون بالله ثم بأنفسهم ...
للمطاوعة أهمس : إنَّي أحبكم في الله
:confused:
