عدم قتل النمل نعمة يعجز عن شكرها الأنبياء إلا بعون من الله

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عدم قتل النمل نعمة يعجز عن شكرها الأنبياء إلا بعون من الله

قال تعالى: (قالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ).
وقال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ)
أخرجه البخاري وغيره

في الآية الكريمة دروس عجيبة من هذه المخلوقة الضعيفة جمعت فيها كما يقول العلماء أحد عشر نوعا من الأساليب: النداء، والكناية، والتنبيه، والتسمية، والأمر، والقصص، والتحذير، والتخصيص، والتعميم، والإشارة، والعذر. لكن ما يهمنا أن الله عصم بندائها نبيه سليمان عليه السلام عن قتل نملة واحدة خطأ على سعة ملكه وكثرة جنده. فتبسم ضاحكا من قولها ودعا الله أن يعينه على شكر هذه النعمة العظيمة التي يعجز عن شكرها معتمدا على حوله وقوته.

وفي الحديث أن نبيا قتل قرية من النمل لأن نملة قرصته فعاتبه الله تعالى وهو نبي وقال له هذه أمم تسبح لم قتلتها؟

أليس من العجب أن ديننا يحرم قتل النمل والمنتسبون إليه يقتلون كل شيء. بل يقتلون إخوانهم وأبناء جلدتهم وجيرانهم. بل يقتلون أئمة المساجد والمتعبدين فيها والمصلين وغيرهم؟ هل هذا دين؟

لماذا قص الله علينا قصة نوح وأنه بقي يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما؟

لماذا يريد أحدنا أن يرى الناس كالأنبياء في يوم وليلة ونحن لسنا مثل نوح والمدعوون ليسوا مثل قوم نوح؟

لماذا يتطرف البعض ويستعجل ويقتل وقد كان بالأمس القريب أسوأ حالا من القتيل؟ وقد يكون القتيل خيرا منه أو له عذر لانعرفه أو جاهل يحتاج إلى تعليم أو يكون القاتل صغير السن والعقل فلو صبر لتغيرت قناعته كما تغيرت بالأمس بعد أن يبلغ أشده ويؤتيه الله العلم والحكمة فحينها يندم ولات ساعة مندم.

لماذا لايسترشد المستعجلون الوالغون بالدماء بالعلماء الربانيين أو على الأقل بأهل الخبرة من كبار السن وأصحاب التجارب؟

هل سيحاسبنا الله لأننا لم نقتل أم سوف يحاسب القاتل حين يجيء المقتولُ يوم القيامة آخذاً برأسه تشخب أوداجُه يقول : رَبِّ سَلْ هذا فيمَ قتلني ؟