بعض العمال يطردون الذاكرين الله من المساجد في الرياض

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:-

سنة عظيمة هجرها كثير من الناس إلا من رحم ربي، عندما أريد تطبيقها فإنه في كثير من الأحيان أواجه الطرد من العامل (الحارس) ..

هذه السنة هي صلاة الفجر في جماعة ثم الجلوس وذكر الله حتى تشرق الشمس ثم الصلاة ركعتين أو أكثر، فكما ورد في الحديث فضلها العظيم ( أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة)
وهذا هو المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الجلوس بعد الفجر وكذلك الصحابة والسلف، بعيداً عن تضعيف حديث فضل ذلك او تصحيحه.

أثناء جلوسي بعد الفجر حصلت لي عدة مواقف في عدة مساجد منها :-

الموقف الأول / قام العامل بإطفاء النور علي حتى لم أعد أرى شيئاً، فناديت عليه ولم يجب ثم بعد محاولات قام بتشغيل النور ثم ذهبت اليه عند الباب وذكرت له أن هذه بيوت الله فلا ينبغي طرد من يريد ذكر الله فقاطعني غاضباً واخذ يذكر لي مايعانيه المسجد من السرقات وأنه لابد من اغلاق المسجد وخرجت.

الموقف الثاني / بجامع آخر أثناء جلوسي وذكر الله جاءني العامل وقال (يالله خلاص سكّر)، قلت له سأجلس الى الشروق قال (لا خلاص نوم !! ) فهو يريد أن ينام فيقوم بطرد من هو بالمسجد حتى يغلق المسجد وينام !! .. وخرجت.

الموقف الثالث / كذلك مسجد آخر اخذ يغلق الأنوار وينادي، قلت له اذهب انت انا سأغلق كل شيء قال لا (لازم سكر من برى) .. فلما جئت إليه وأنا خارج سلمت عليه وقلت له بلطف (هذا مافيه كويس كذا) قال (ايش مافي كويس؟!! خلاص صلاة بعيد برّى !!) يقصد ممنوع الجلوس بعد الصلاة
فأخذتني الحمية والغيرة على بيوت الله فقلت لا هذا بيت الله وليس مطعم أو بقالة حتى تغلقه متى ماتريد هذا بيت الله وليس بيتك وليس من حق أحد أن يطرد من يريد أن يذكر الله أو يصلي أو يقرأ القرآن. وخرجت وسمعت تمتمته ..


هذه المواقف وغيرها تواجهني كثيرا ً بما أنني أصلي الفجر غالباً في مساجد وجوامع مختلفة، فوالله أنني أخشى على هؤلاء أن يدخلوا في عموم قوله تعالى (( ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) وكذلك فإن الله تعالى قال ((ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين)) ، مع أن هذه الآية كانت موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم ومع أنه لم يطردهم وإنما اقترح عليهم بعضهم ذلك من أجل تقريب كبار القوم وكسبهم، والنبي أخذ يفكر ولم يقرر بعد، فنزلت هذه الآية. فكيف بمن يطرد الذاكرين الله وبلا سبب شرعي أيضاً وإنما لمجرد أن العامل يريد أن ينام!!

لقد هجرت المساجد وأصبح لايؤدى في كثير منها الا الصلوات الخمس وبالكاد!! ومن باب أولى أن نشجع الناس على الجلوس فيها لا أن ننفرهم، فإن الأمة صلاحها بعودتها لبيوت الله وإعمارها العمارة المعنوية التي تنقص الأمة كثيراً، فقد عمرناها مادياً وزخرفنا وبنينا وربما بالغنا في ذلك الكثير لكن هذه المساجد مهجورة في غالب الأوقات والله المستعان.


وحسب علمي المتواضع أن المساجد وبيوت الله الأصل فيها أنها لاتغلق أبداً لأنها لله، ولم يتم اغلاقها الا في الفترات الأخيرة بعدما أصبح فيها أجهزة ومعدات يخشى عليها من السرقة، والله أعلم.

أخواني لا تنسون النصيحة النصيحة النصيحة سواء للعمال أو لأئمة المساجد، فحراس المساجد في نظري يجب أن يتم توعيتهم وتعليمهم خاصة الأحكام التي تخصهم ويواجهونها كثيراً فالجهل مصيبة، فالكثير ينظر لهم أن مهمتهم فقط التنظيف واغلاق المسجد فقط، لابد من توعيتهم باحترام المصلين والذاكرين الله وعدم اهانتهم أو إخراجهم.


نسأل الله العفو والعافية وأسأل الله أن لايؤاخذني بماقلت وأن ينفع بهذه الكلمة، وأرجو من الجميع نشر هذا ونشر النصيحة فالأمر في نظري خطير ولا حول ولا قوة إلا بالله.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته