مشروع حسن وهيبة المعلم


مشروع حسن والمعلم.....
كنا في الماضي ندرس ونخرج طالبات مبدعات.. كبرن تلك الطالبات ومازلن يتذكرن دروسنا في مواد اللغة العربية ولله الحمد فقد نقشناها في أذهانهن بشكل بديع لايندثر مع الزمن..
واﻵن مازلنا مستمرين في العطاء ولكن... أكون كاذبة إن قلت أننا مازلنا نخرج طالبات مبدعات..
الطالبة الآن بالكاد تذكر مادرست في فترة واحدة.. ولاتنتقل للسنة الدراسية الجديدة إلا وقد مسحت ذاكرتها معظم مادرست.
إذا من المفترض أن يكون مشروع حسن وضع لقياس نجاح مايسمى بــــ ( التقويم المستمر وقياس المناهج الجديدة )
واللذان من بعدهما بدأ مستوى الطلبة و الطالبات يتقهقر بل ويضمحل..
وكأن لغتنا العربية في أذهان طلابنا في طريقها للانتحار ...
أحبتي ...المعلم والمعلمةلم يتغيرا... فنحن في سلك التعليم منذ زمن أي قبل وبعد هذه التغيرات ونشكر للوزارة جهودها في محاولة قياس مدى ضعف المعلم والمعلمة!!!
لكن نقول لها سبيلك لذلك ياوزارتنا خاطئ..
ابحثي أيتها الوزارة عن ضالتك بعيدا عن المعلم القائد والمعلمة القائدة اللذين أهينا بهذا المشروع المزعوم بـــ ( حسن )
يكفي ابتذالا للمعلم والمعلمة أن يذكر في موقع المشروع وفي المنشورات الموزعة على الطلبة أن الهدف من المشروع معرفة مواطن الضعف عند المعلم..
أي هيبة للمعلم ورسالتكم هذه تصل لكل طالب وطالبة..أي احترام أبقيتموه للمعلم والمعلمة بعين طلابهما بعد هذا... أي مقياس استخدمتموه والطالب أو الطالبة وصل كل منهما إلى أن يقول: هذا معلم أحبه إذا سأحل اختبار حسن، وذاك المعلم لاأحبه إذا لن أحل الاختبار... وعلى أعينكم تم إعادة هذا الاختبار لإحدى المدارس بسبب تعنت الطالبات ﻷنهن لايملن إلى تلك المعلمة أو تلك المادة فقررن عدم التعاون.... والكل أصبح يريد من طالباته أن تحل صح حتى تظهر المدرسة بصورة مشرفة وتظهر مدارس المنطقة بصورة نفتخر بها ...واعتبر هذا تضامنا مع المعلم والمعلمة وحفظ لمكانتهما من الابتذال.. ولو جعلتم للمشروع هدف أسمى وهو (قياس مدى ضعف أسلوب التقويم المستمر والمناهج الحديثة) لرأيتم النتيجة الحقيقة من غير تلوين...
صرنا مهزلة في عيون طلابنا و طالباتنا ننتظر من خلالهم أن يقيم مستوانا من خلال تكرمهم لحل أسئلة هذا المشروع فهم على علم بكل شيء بفضل الدعاية القائمة لهذا المشروع.. أصبح مستوانا مربوط بأحاديث أطفال صغار ومربوط بنتائج استخدام منهج غير مترابط وأسلوب تقييم رديء جدا..
أنا أوافقكم أنكم اجتهدتم وليس كل مجتهد مصيب..
ولكن من المفترض أنكم بحثتم عن أسباب ضعف الطلاب منذ الوقت الذي بدأ فيه هذا الضعف .. أسألوا أنفسكم مالذي طرأ على العملية التعليمية لنصل إلى هذا المستوى من أجل أن تضعوا أيديكم على مكان النزف الحقيقي فمثلا في منهج لغتي جمعت المواد في كتاب واحد لكنها صارت للأسف مفككة متباعدة زادت الطلبة والطالبات شتاتا.. وزاد الطين بلة عندما استخدمنا أسلوب التقويم المستمر للأسف قبلها... فاجتمع السببان ليولدا لنا هذا الجيل الهش ...
المعلم جزء من كل لايمكن أن يقود العملية كلها بمفرده كما تزعمون بدون حرص الأهل وبدون مناهج وطرق صحيحة ...
لانستطيع الاتكاء على المعلم وحدة ثم اتهامه..
أين ماكنا قد درسناه نحن ودرسناه للطلاب من سنين عن ضرورة تعاون الأسرة مع البيت وعندما نشتكي للمسؤول عن تراجع دور الأسرة عندما غابت الدرجات يقول: العملية التعليمية مسؤوليتك وحدك والأسرة خارج الإطار... اصبح هم المشرف اليوم تطبيق التعاميم وفعلا هي أمانة.. لكن كأن الأمر أصبح لزاما علينا أن نطبل ونصفق لكل شيء جديد وأن نستخدم كل استراتيجية بشكل مجنون وتتابعي بدون قياس الناتج ..
أحبتي ليس المفروض أن أكون إمعة وأن أوافق على كل تطوير وليس الهدف تطبيق استراتيجيات كثيرة في الميدان لأكون مميزة لا... بل يجب أن أقول للصح صح والخطأ خطأ من أجل العملية التعليمية نفسها ..أحبتي عندما يقول المعلم هذه الطريقة لاتصلح أو هذا الأسلوب غير ناجح لاتعارضوه بل ابحثوا عن أسباب ذلك فالمعلم هو من يقع في وسط الميدان وليس أنت أخي المشرف أوأنت صديقتي المشرفة ..وإن كنتم مصرين أنكم تقومون بالصواب نقول لكم انزلوا للميدان وقوموا بالتدريس بعد هذه التغيرات مدة عام ثم احكموا بأنفسكم هل التقويم ناجح أم لا وهل المناهج بصورتها الحالية تبني جيل قوي علميا وفكريا وثقافيا و و و.

عموما أحبتي ..قد لايجد هذا الحديث أذنا صاغية من بعض المسؤولين لكن لعله يصل إلى أذن مهتم.. أو باﻷحرى أذن مسؤول مهتم ليطلب إعادة النظر في المنهج وفي أسلوب التقويم..
وعند ذلك لن تبحثوا عن سبب ضعف طلابنا وطالباتنا في أحضان المعلم
..تقبلوا وجهة نظري من قلب معلمة يحترق...