لو كان مطرباً
اسمه : الشيخ عبد العزيز بن الشيخ حسين البخاري .
مولده : المدينة المنورة عام 1352 هـ
عمله : مؤذن في الحرم النبوي الشريف منذ عام 1370 هـ
وفاته : فجر الأربعاء 26 / محرم / 1428 هـ
أيها السادة ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
صوت ملائكي صدح بالأذان لما يقرب من ستين عاماً ، ثم قضى نحبه ليوارى في بقيع الغرقد مع الصحابة الكرام وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمرة الصالحين من أمة الإسلام ، هل سمعتم بوفاته ؟
لو كان مطرباً ساقطاً لضجت الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية بذكره وعرض مناقبه ( أو نواكبه إن شئتم) وآثاره ( المدمرة ) ولرثاه المعجبون وبكاه المحبون .. أما أن يكون مؤذناً يرفع عقيرته بكلمات التوحيد ويرسلها في سماء المدينة بصوت ساحر شجي ، فهذا لا يعني أحداً .
أن يكون الرجل ممن يحشرون يوم القيامة أطول الناس أعناقاً ، ويشفع له كل مَنْ سمع صوته من بشر وحجر وشجر .. فهذا الأمر لا يهمُّ أحداً من بني البشر .
أما لو كان مطرباً لعدّه البعض ضحية الفن ، ولاعتبره آخرون شهيد المسرح ، ولزعم قوم أنه خسارة قومية مؤلمة .. أما أن يكون مؤذناً يأسر القلوب المؤمنة بصوته الندي ، ويحمل الحجاج والمعتمرون شريط صوته إلى بلدانهم مع التمور والسبح ومفارش الصلاة إلى بلدانهم في أصقاع المعمورة فهذا مصيره كهوف النسيان .
عجبت لأمة يموت علماؤها ومفكروها ومؤذنوها وعظماؤها ، فلا يتحرك لها ساكن ، أما إذا مات مطرب أو ممثل أو فاسد ، قامت ولم تقعد وضجَّتْ ولم ترقد .
أمة هذه حالتها ، ماذا يُرْتجى منها ؟
ورجلٌ كهذا ألا يستحق منا أن نترحَّم عليه وندعو له بالرحمة والغفران ؟
للكاتب مروان مكانسي
