أين متشنجو الطظ ؟

[align=justify]أين متشنجو الطظ ؟
سيد يوسف



هتيفة النظام فى بلادى فى واد يهيمون، يكتبون وهم فى واد بعيد عن مخاطر تتهدد أمن مصر، باعوا أقلامهم لسلطان جائر، وشُغلوا بالحرب على الإخوان من ناحية، وبما هو تافه من ناحية أخرى، فمثلا قامت الدنيا ولم تقعد حين نطق المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السيد/ مهدى عاكف بكلمة طظ ورغم تحريف سياق الكلام بما أظهرها وكأنها سبة، ورغم اعتراضنا على هذا اللفظ وتقديرنا لسياقه ورفضنا لحملات التشنج التى قام بها هتيفة النظام أولئك الذين لديهم حول فكرى- لربما كانوا يتكسبون به مالا حراما وفيرا فى حين عز على الشرفاء أن يتكسبوا مالا حلالا قليلا فى ظل تجفيف منابع الاقتصاد التى تعانيها البلاد- ... نقول كان هؤلاء الهتيفة صم بكم عمى عن ما يتهدد أمن مصر وسلامتها من ذلك مجموعة أخبار طالعتنا بها الصحف وهى فى قوة توثيقها كأنها حقيقة لا تقبل الشك والجدل من ذلك:

* ملف قتلى الأسرى المصريين من قبل العصابات الصهيونية.
* غض الطرف عن مثلث أم الرشراش.
* قتل بعض جنودنا على حدود فلسطين المحتلة من قبل العصابات الصهيونية.
* تغلغل العصابات الصهيونية داخل مصر من خلال اتفاقيات تتم رأسا لا أفقا ككامب ديفيد والكويز وتصدير الغاز الطبيعى لتلك العصابات بأسعار- ثابتة- أقل من مثيلاتها لسنوات طوال!!

وتفصيل ذلك كله أمر عسير لكننا نسلط الضوء على ملف الأسرى حيث عرضت القناة الأولى في التليفزيون العبري لأول مرة فيلما صهيونيا وثائقيا جديدا يتعلق بقيام جيش العصابات الصهيونية بقتل 250 جنديًا مصريًا عقب انتهاء القتال في حرب 1967، كانوا من الأسري الذين وقعوا في قبضة قوات الغزو الصهيوني في شبه جزيرة سيناء.

وتحكي قصة الفيلم ما قامت به وحدة الدوريات المسماة "شكيد"، من قتل للأسري المصريين في حرب 1967 وقد تحدث في الفيلم الوثائقي عدد كبير من الجنود وكشفوا عن عمليات القتل التي قاموا بها "بدم بارد"، ضد جنود من الصاعقة المصرية، وهم في طريق انسحابهم للغرب داخل سيناء، بعد توقف القتال كما أكد كثير من الجنود الذين خدموا تحت إمرة "بنيامين بن إليعازر" وزير البنية التحتية الحالي، أنهم قتلوا الجنود المصريين مدفوعين بشهوة الانتقام، وتطبيقًا لتعليمات عسكرية من قادتهم.

وروى "بن اليعازر" نفسه كيف تمت مطاردة الجنود المصريين بمروحية كانت تنزل جنودًا على الأرض، يرمونهم بالنار رغم عدم قدرتهم على القتال بعد انتهاء المعركة، ونفاد ذخائرهم قائلاً: أذكر لجوء بعض الجنود المصريين للاختباء بالرمال، لكن أفراد وحدة "شكيد" اكتشفوهم وقتلوهم.

فأين أصحاب الدماء الحارة من هتيفة النظام؟أم عدموا تلك الدماء؟! وأين ذلك من تصريح مبارك بأن الإخوان خطر على مصر؟ وأين أولئك الذين يتشنجون حين يسمعون اسم الإخوان؟ وأين هؤلاء وقد شغلوا بالحديث عن التوافه وبتبرير كل ما يخدم أجندة الحاكم الظالم؟! لم لم يدفعوا عن مصر وأمنها؟ أم أن خطر البلاد لا يمثله سوى الإخوان؟!!

ولقائل أن يقول وما علاقة الإخوان وكل ذلك؟ وهو قول تبدو عند النظرة السطحية وجاهته لكنه يفتقد تلك الوجاهة حين نعلم أن الدولة بمؤسساتها قد جندت نفسها لحرب داخلية تارة مع القضاة، وتارة مع الصحفيين، وتارة مع النقابات، وأخرى مع العمال، ومع المعارضة،...وحجة النظام الفاسد وراء كل هذه المعارك أن وراءها الإخوان، وكأن الدولة بمؤسساتها قد جندت لا حزبها بل مؤسسات الدولة للحرب على الإخوان فى الوقت الذى أهملت فيه مسئولية الحفاظ على أمن البلاد وسلامتها...والحفاظ على كرامة أبنائها.

أليس من المفارقات المؤلمة أن يحاكم نائب برلمانى(طلعت السادات) بحجة إهانة المؤسسة العسكرية ولا تحرك الدولة ساكنا حين يقتل بعض جنودها على الحدود مع العصابات الصهيونية؟!!وأليس من المفارقات المؤلمة أيضا ألا يحرك أحد هتيفة النظام لسانه، أو يخط بقلمه كلمة ليدفع عن كرامة مصر وجنودها الأسرى؟!!وأليس من العار بعدئذ ألا يرفع أحدنا صوته وبملء فيه صائحا:أيها الهتيفة طظ فيكم جميعا بلا استثناء؟!

سيد يوسف[/align]