قمة نجاد – عبد الله تهدئ المنطقة
http://www.islamonline.net/servlet/S...&ssbinary=true
أسفرت القمة التي جمعت بين العاهل السعودي (الملك عبد الله بن عبد العزيز) والرئيس الإيراني (أحمدي نجاد) عن اتفاق الرياض وطهران على السعي لكبح الصراع الطائفي بين المسلمين سنة وشيعة، وسط تكهنات بأن تنجح القمة في تحقيق تهدئة نسبية بمنطقة الشرق الأوسط.
ورأى خبراء في الشئون "الإيرانية- السعودية" أن هذا التوافق بين الدولتين الإسلاميتين ال أكثر نفوذا في الشرق الأوسط يكشف عن إدراكهما لخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية، واعتبروا أن أهم نتائج القمة تمثلت في السعي لتهدئة الأوضاع في العراق ولبنان.
وحول مدى إسهام القمة السعودية الإيرانية -التي عقدت السبت 3 مارس 2007- في تهدئة الأوضاع الأمنية المتدهورة على الساحة العراقية يقول الباحث السياسي أشرف كشك: "إن التنسيق في هذا الملف أصبح ضرورة ملحة تقتضيها الظروف الإقليمية وسط مخاطر من امتداد الصراع الطائفي في العراق إلى دول الجوار".
وشدد على أن المصالح دائما ما تعلو الأيديولوجيات، مشيرا إلى أنه بالرغم من التباين المذهبي بين الدولتين فإن المتغيرات الإقليمية الخطيرة -التي ترتبت على غزو العراق وتأزم الموقف اللبناني وسط مخاوف من ازدياد النزاع الطائفي بين السنة والشيعة في العراق- أوجبت على طهران والرياض التنسيق فيما يتعلق بالمصالح الإقليمية.
وأوضح كشك أن "السعودية سبق أن أعلنت أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في العراق، وعلى الرغم من عدم اتخاذ إيران لموقف مشابه فإن نفوذها الشيعي يمكنها من التدخل بقوة في وقف العنف هناك".
وألمح الباحث السياسي في هذا السياق إلى أن السعودية تريد "تأمين حدودها مع العراق التي شهدت تسلل العديد من الجماعات الإرهابية إليها".
مصلحة إيران
وبالنسبة لإيران يرى كشك أن "من مصلحة إيران عدم تردي الأوضاع في العراق؛ خاصة أنها ربما تريد استخدام القضية العراقية كورقة ضغط من أجل تحقيق مكاسب في حال دخولها في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة".
المحلل المصري الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن بدوره قال: "إن العراق امتداد طبيعي وإستراتيجي وعسكري وجغرافي بالنسبة لإيران، وبالتالي فإنها تحرص على إيجاد دولة مستقلة صديقة في العراق، فهي لا تسعى لتأسيس دولة شيعية بقدر ما تسعى لحكومة تتعامل وتتعاون معها".
وأضاف : إن ما توصلت إليه القمة السعودية الإيرانية يساعد طهران على تحقيق هذا الهدف، غير أنه ألمح إلى أن هذا التفاهم "لا يعني خروج إيران من العراق".
وحول مدى تأثير هذه القمة على صورة إيران عالميا، لفت عبد المؤمن إلى أنها ستستفيد من تحسن الأوضاع في العراق عالميا، فهذه القمة والترتيبات بين إيران والسعودية تتم تحت سمع وبصر الولايات المتحدة وأوروبا، ومساهمة إيران في تحسين أوضاع العراق ستلقى صدى إيجابيا لديهم.
ومتفقا معه قال المحلل اللبناني الدكتور طلال العتريسي: "ليس من مصلحة المنطقة بما فيها إيران أن يستمر الوضع الحالي في العراق من عنف طائفي وعمليات تهجير قسري للمواطنين".
وأضاف: "ربما يكون من مصلحة إيران أن يستمر التورط الأمريكي في العراق، ولكن يجب الفصل بين مساهمة إيران في تهدئة العنف الطائفي بالتعاون مع دول الجوار واستمرار تورط الولايات المتحدة في العراق".
الملف اللبناني
وفيما يتعلق بانعكاس تلك القمة على ملف لبنان رجح كشك ألا يختلف أسلوب تعامل الرياض وطهران مع الملف اللبناني.
وقال: "إن السعودية ترغب في دعم استقرار لبنان وتجنب تأجج الصراع الطائفي هناك، بينما تريد إيران نزع فتيل التوتر بما يضمن دعم حزب الله باعتباره اليد الطولى لها في المنطقة، وبالتالي ستعمل على تهدئة الأوضاع على الساحة اللبنانية".
لكن كشك رأى أن إيران "ستحرص في الوقت ذاته على عدم نزع فتيل الأزمة كليا؛ لاستخدام الملف اللبناني أيضا كورقة ضغط إلى جانب العراق في حالة وجود مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة".
ومن جهته توقع العتريسي "مردودا إيجابيا" للقمة بالنسبة للبنان، خاصة أن "هناك مقدمات سبقت هذا اللقاء من تراجع في حدة الخطاب السياسي الداخلي، واتصالات سعودية إيرانية بشأن الموقف في لبنان توجت بلقاء القمة"، مشيرًا إلى أن تصاعد الفتنة لن يكون في مصلحة أحد.
وفي الأسابيع الأخيرة اجتمع مسئولون سعوديون وإيرانيون عدة مرات للتوسط بين قوى المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله وحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، لكن محادثاتهم -وكذلك الاتصالات السعودية مع واشنطن وباريس بالإضافة إلى المحادثات الإيرانية مع أقرب حليف إقليمي لها وهو سوريا- لم تحقق تقدما يذكر، وتدعم كل من طهران ودمشق المعارضة اللبنانية.
التعاون الإقليمي
قضية أخرى أثارتها القمة، وهي إمكانية تواصل التعاون الإقليمي بين الدولتين في مختلف القضايا، وعن هذا يقول عبد المؤمن: "إن زيارة نجاد للسعودية لها نتائج إيجابية في العلاقات بين البلدين، كما ساهمت في وضع خطوط عريضة حول عملية التعايش السلمي بين البلدين، ومنع وسائل التصعيد والتوتر سواء كان على المستوى الخليجي أو مستوى العلاقات مع سوريا أو القضية الفلسطينية".
ورأى أن هذه القمة "من شأنها إحداث مردود إيجابي على خريطة الشرق الأوسط، خاصة بالنسبة لإيران وتحولها لمحور إقليمي بالعمل على حل مشاكل المنطقة ومواجهتها".
في حين اعتبر العتريسي أن القمة بداية جديدة تبعث على التفاؤل وعلى تطوير العلاقة بين إيران والسعودية بعد أن سبقتها بعض الانتقادات المتبادلة، وأضاف: "ربما هناك إدراك واسع لدى السعودية وإيران لأهمية التلاقي وبحث نقاط الخلاف والأدوار المؤثرة للدولتين، هذا التفاهم إذا استمر فسيكون له مردود إيجابي".
اسلام أون . لاين . نت
أخوكم
أ0 الأحيــــــــــــــــــــ ـــاء
همسة
الإبتسامة كلمة طيبة بغير حروف..
