دروس خصوصية يحكمها العرض والطلب
http://www.9q9q.org/index.php?image=BQWkLjDGB5B4B4
فخ الدروس الخصوصية مازال يواصل دوره لاصطياد جيوب اولياء امور ابنائنا الطلاب مقنعا اياهم بفعاليته في وصول المعلومة الى عقول ابنائنا بطريقة سحرية مبتكرة وتلك القناعة المزيفة اسهمت مساهمة حثيثة في استشراء تلك الظاهرة واصبحت الخصوصية في التدريس لها شأو قصي ولم يعد المدرسون الذين اتخذوا من الخصوصية تجارة رابحة لايجدون اي عناء في اصطياد فرائسهم الطلابية بل انهم اصبحوا يصنفون الطلاب على حسب اهوائهم يرفضون من شاءوا ويقبلون من كان لهم يمثل صيدا ثمينا من الناحية المادية التي هي همهم وديدنهم الاول والاخير وتناسوا ان رسالة التعليم رسالة مقدسة حملها الشرفاء دائما على محمل الجد وبها وعن طريقها اناروا دياجير الظلام عن العقول وازاحوا الجهل عن الامم فهي قضية اخلاقية وادبية واجتماعية ولعل الذي زاد الطين بلة ان بعض المدرسين الذين يقضون مع الطلاب عاما دراسيا كاملا يكون بعضهم عاجزا عن دوره الامثل في توصيل المعلومة الى طلابه وهذا ما يجعل الهوة تزداد وتجير تلك الفجوة بين الطالب ومدرسه الرسمي لصالح المدرس الخصوصي وقد فعلت ادارة التعليم خيرا عندما سمحت يفتح فصول للتقوية في بعض المدارس بمبالغ رمزية ولعل القائمين على تلك الفصول يساهمون مساهمة حثيثة في استئصال تلك الظاهرة غير الصحية فمن غير المعقول ان يقوم المدرس الخصوصي في توصيل مقرر كامل الى عقل طالب في مدة وجيزة لا تتعدى الاسبوع او الاسبوعين بينما يعجز المدرس النظامي عن عمل ذلك في فصل كامل. هذا يجب عدم تصديقه مهما كانت المبررات ومهما كانت التصورات.. ان همزة الوصل ما بين ادارة المدرسة واولياء امور الطلاب هي الحلقة المفقودة ومعظم المدرسين النظاميين يملكون القدرة ويملكون الكفاءة ولكنهم بحاجة الى تفعيل الدور الاجتماعي مع الطلاب واولياء الامور لكي يتم القضاء على السلبيات التي لا تمنح الطالب الجو الصحي في التلقي والاستيعاب.
ان الاموال المهدرة في جيوب اولئك المدرسين الخصوصيين يدل على اهتمام الاباء بذل كل غالي ونفيس من اجل نجاح ابنائهم وهذا مؤشر مشجع ولكنه بذل بطريقة خاطئة وبطريقة فيها من الطرف الاخر الاستغلال والتغفيل فقبل الامتحانات باسابيع قليلة تزداد الاسعار وتتحول الساة التعليمية في نظر اولئك المدرسين الى اراض واسهم يحكمها العرض والطلب وفي تلك الظاهرة غير الصحية ظلم يجب ان تضع ادارة التعليم حدا لمن يساهم فيه ويعمل على استشرائه في المجتمع من اجل السمعة التعليمية ومثاليتها المتجذرة في الوعي الانساني.
يجب ان يكون المدرس قدوة اخلاقية لاقدوة تجارية تنمي وعيا ماديا يربي الماديات ويحفزها في غير موضعها الصحيح وفي هذا خلط يمنح الطلاب النظرة الخاطئة تجاه معلميهم ومربيهم جراء ما يعمله القلة القليلة منهم.