في إحدى القرى البعيدة
وفي أحد الفصول الإبتدائيه سأل المدرس طلابه ....
تمشي كالبطة ,,,,
وتصدر صوتا كالبطة ,,,,
وتشبه البطة ,,,,
فما هي ؟؟؟
تسابق الأطفال على رفع أيديهم للإجابة على السؤال ...
وتعالت أصوات الاطفال تناشد المدرس بالسماح لهم بالاجابة
نظر المدرس من حوله فوجد الجميع رافعين أيديهم ...
اتجه بعينه إلى الركن الخلفي الأيسر من الفصل
فوجد "معيض"
الطالب الكسول الغبي يرفع يده
ويبدى استعداده للإجابة على السؤال بحماس !!!
أثار معيض فضول المدرس وأحب أن يسمع إجابة طالبه البليد ,,,,
فقال:
"قم يامعيض وأجب على السؤال"
قام معيض بكل هدؤ وثقة ...
تسائل كل من في الفصل ,,,
هل يمكن لمعيض أن يجيب الإجابة الصحيحة !!!
إنه ذلك الطالب الغبي اللذي لم يستطع ان يجيب إجابة صحيحة واحدة طوال العام
وصل معيض إلى مقدمة الفصل وواجه زملائه
وقال
"إنها العنزة"
تشبه البطة ,,, وتمشي كالبطة ,,,, وتسير كالبطة
عم الصمت أرجاء الفصل ...
ذهل مدرس الفصل من إجابة معيض
وفجأة انفجر الفصل بالضحك
ولم يتمالك المدرس نفسه من الضحك
وقال :
يامعيض ياحمار,,,
عفوا اعتذر للحمار على التشبيه ,,,
أعان الله أهلك على غبائك يامعيض
معيض لم يكترث كثيرا بضحكات من حوله وسخرية مدرسه
جلس على كرسيه بكل هدؤ
فهذه ليست المرة الأولى التي يجيب فيها إجابة خاطئة
ولن تكون الأخيرة
أصبحت (عنزة) معيض مضرب المثل في المدرسة
كلما نظر المدرس إلى وجه معيض
انفجر ضاحكا وهو يتذكر العنزة التي تشبه البطة ,,,
ويقول:
يامعيض ياحمار,,,
عفوا اعتذر للحمار على التشبيه ,,,
ذهب المدرس إلى البيت وقص القصة لزوجته وأطفاله
وأصبحوا يتسامرون على قصة (عنزة) معيض
ذات يوم كان المدرس جالسا في البيت
يتابع مباراة فريقه المفضل بحماس ويصرخ
الله ياعالمي ,,,
احسنت ياعالمي ,,,
العب ياعالمي ,,,
جووووول عالمي ,,,
نظر إليه ابنه الصغير بتعجب وقال له:
"ياأبي ماقصة هذا العالمي؟؟"
قال الأب :
"يابني إن أباك يشجع فريقا عالميا تأهل بجدارة إلى محفل عالمي وشارك فيه وشرف البلاد"
فقال له إبنه :
"وكيف استطاع هذا الفريق التأهل إلى المحفل العالم ؟؟ "
فقال الأب :
"من الملعب يابني .. من الملعب"
قال الإبن:
"كيف ذلك؟؟"
فقال الأب :
"لقد فاز فريقي ببطولة القارة ,,, ثم بعد عام كامل تم إقامة إجتماع للاتحاد الاسيوي وتم التصويت واختير فريقي للمشاركة في البطولة ممثلا للقارة ,, وقد كان الاختيار بين فريقين أحدهما بطل القارة لعام 98 والاخر بطل القارة لعام 99 ومن حسن الحظ فقد تم إختيار بطل 98 ليكون أول عالمي"
قال الإبن :
"إذا فقد ترشح فريقك إلى البطولة"
صرخ الأب غاضبا في وجه ابنه :
"لااااااااااااااااااااا� �ا لاتقل ترشح ,,, لم يترشح بل تأهل من الملعب"
قال الابن :
"ياأبتي ,, لقد فاز فريقك في المباراة وبعد عام أقيم الإجتماع وتم عمل تصويت لترشيح احد الفريقيين للمشاركة"
قال الأب:
"نعم ,,, هذا ماحدث"
قال الابن:
"اذا فقد ترشح للمشاركة بالبطولة"
قال الاب بغضب:
"لا لم يترشح بل تأهل"
قال الابن :
"ياابتي كيف يكون قد تم ترشيحه ولم يترشح بل تأهل قبل موعد الترشيح بعام كامل؟"
قال الاب:
"هو ذا يابني , هذا ماحدث وهذه هي الحقيقة"
تعجب الابن من كلام والده وقال له :
عذرا ياابتي ,,,
ولكن ماقلته الان لايختلف كثيرا عن عنزة (معيض)
غضب الاب من ابنه غضبا شديدا وصرخ في وجهه :
"اتشبه اباك بذاك الطالب الغبي ؟؟؟ "
فقال الابن:
"ياابي ,, اذا كان من تم ترشيحه لم يترشح بل تأهل من الملعب قبل عام من موعد الترشيح ,,, فمن باب أولى ان يكون مايشبه البط ويسير كالبط ويصدر صوت البط هو العنزة"
تأمل الأب الغاضب في كلام ولده الصغير
اللذي مالبث ان ذهب إلى غرفته ليلعب مع اخوته
مكث الأب متسمرا في مكانه لم يأبه للفرص الضائعه لفريقه
لم يركز على اخطاء الحكام كما هي عادته ,,,
لقد كان لكلام الابن لوالده اثر كبير ,,,
فقد أدرك بانه كان مخدوعا طوال تلك السنين الماضيه
وانه كان يعيش وهما وأكذوبة ...
لم يستطع أن يدركها رغم أن الحقيقة كانت ظاهرة امامه
تماما كما كانت الحقيقة ظاهرة في (عنزة) معيض
ذهب المدرس إلى فراشه للنوم ...
ولايوجد مايشغل تفكيره سوى (عنزة) معيض و (عالمية) فريقه
دمعت عيناه وهو يتذكر معيض الطالب الغبي البليد
صباح اليوم التالي ذهب المدرس للمدرسة ودخل الفصل ...
فتسابقت عيناه بالنظر إلى ذلك الركن الخلفي اللذي يجلس فيه معيض ...
فوجده كعادته في كل صباح نائما ودفاتره مبعثرة على طاولته ..
فناداه بصوت عال يتخلله الكثير من الحنان
معيض ... تعال إلى هنا
نهض معيض من كرسيه متجها إلى مقدمة الفصل
وبدأت الضحكات تتعالى
فالكل ينتظر ذلك المشهد المضحك اللذي سيسخر فيه المدرس من (عنزة) معيض
وسيعتذر فيه للحمار كالعادة ..
نظر المدرس إلى معيض وقال :
معيض ,,
, سامحني ياولدي ,,,
لقد ظلمتك كثيرا وتحاملت عليك كثيرا"
ذهل كل من في الفصل من كلمات المدرس لمعيض
وكان اكثر المذهولين هو معيض نفسه اللذي لم يصدق مايسمع من مدرسه
واصل المدرس كلامه:
"معيض اشكرك شكرا جزيلا فقد فتحت عيني على مالم اره من سنين"
"لقد أثبت لي يامعيض بأنني عشت كذبة كبرى في حياتي"
"ولم استفق منها إلا بفضل الله ثم بفضلك أنت"
"معيض ,,, لقد اثبت لي بما لايدع مجالا للشك..."
بأن مايشبه البطة ,,,
ويسير كالبطة ,,,
ويصدر صوت البطة ,,,
هو (العـنــزة)
لقد كانت إجابتك هي الإجابة الصحيحة ..
تفاجأ جميع الطلاب بكلام مدرسهم ,,,
وكانت الابتسامه والدموع على وجه معيض المسكين
اللذي سمع لأول مرة إطراء وثناء من مدرسه
وسمع لأول مرة في حياته كلمة
"إجابة صحيحه"
قال معيض :
"يااستاذ ,, هل فعلا هذه هي الإجابة الصحيحة ؟؟"
فقال الأستاذ :
"نعم يامعيض ,,, احسنت"
فقال معيض:
"وكيف أدركت هذه الحقيقة يااستاذ"
فقال الاستاذ :
"إنها تماما مثل عالمية فريقي اللذي تأهل ولم يترشح بعد أن تم ترشيحه عبر إجتماع رسمي للاتحاد القاري بعد عام كامل من تأهله"
تعجب معيض من كلام مدرسه وقال :
"يااستاذ !!!"
"هل يمكن أن يتم ترشيح فريق عبر إجتماع رسمي"
ويكون قد تاهل من الملعب قبل موعد ذلك الإجتماع بعام كامل !!! ؟؟؟
ابتسم المدرس ووضع يديه على كتفي معيض يهزه ويقول :
"نعم يامعيض هذه هي الحقيقة
إنها الحقيقة التي أرشدتني إلى أن إجابتك كانت هي الإجابة الصحيحة
فنظر معيض إلى مدرسه وقال:
يااستاذي .....
أنت ...
أنت ....
ابتسم الاستاذ وقال:
"ماذا يامعيض؟؟"
فقال معيض :
"لاشيء ...."
