(ويقولون ألقابك كثيرة يا ملكي) مقال رائع للكاتب فتحي أبوعامرية
ويقولون ألقابك كثيرة يا ملكي
فتحي أبوعامرية:
ما ذنب المجانين متى تغنوا بكل تلك الألقاب التي اكتسبها ناديهم بجدارة واستحقاق! ما ذنبهم حينما تُسابق أفواه شخصيات هامة في المجتمع ألسنتهم بإطلاق ألقاب رنانة على النادي فيحتفون به هؤلاء ويتغنون أولئك بها!
“صوت الوطن” لقب جديد أضيف لخزينة ألقاب النادي الأهلي، عندما حظي جمهور النادي الأهلي بتكريم من صاحب السمو الملكي سمو الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب بتلقيبه بصوت الوطن، و يعد هذا اللقب وسام على صدر كل أهلاوي من شخصية لها ثقلها في المجتمع كسموه، أضيف للألقاب العديدة التي اكتسبها النادي من رموز رياضية لها مكانتها، فعلى سبيل المثال لا الحصر اللقب الذي أطلقه رأس هرم الدولة سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حينما أهدى النادي الأهلي لقب سفير الوطن، ولقب الراقي الذي أطلقه سمو الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب حينئذ، والعديد العديد من المسميات والألقاب التي تسابق القاصي قبل الداني لإطلاقها على الأهلي.
فرح المجانين بذلك اللقب الذي أطلقه مؤخراً سموه، وهم يستحقونه فعلاً متى ما وضع في الحسبان المعطيات والشواهد الكثيرة التي تمثلت في تعالي صيحات حناجرهم في سماء الملاعب العالمية تشجيعاً للمنتخبات الوطنية، ولا يدل هذا إلا على أنهم الرقم الصعب في عالم التشجيع السعودي، وكثيراً ما يراهن عليهم العقلاء عندما يجد الجد.
ليست محاباة للمجانين ولا مجاملة لهم حين أقول أنهم يحتلون مقدمة التشجيع في بلدنا، فمن منا لا يستمتع بمشاهدة لقاءات النادي الأهلي ويسمع أهازيج جماهيره تدوي في جنبات الملاعب، أهازيج مازالت تردد في جميع المدرجات الخليجية دون استثناء وبعض المدرجات العربية.
رغم أن الأهلي لم يحقق بطولة الدوري لفترة طويلة إلا أننا نرى بأم أعيننا أن جماهيريته في ازدياد مهول، ولا أعول بالفضل في ذلك بعد لله إلا على رابطة جماهير النادي، فقد ساهمت بشكل كبير في تشكيل قاعدة جماهيرية عريضة للنادي الأهلي في جميع أرجاء المملكة ودول الخليج العربي، ولا أبالغ حين أقول أني شخصياً سمعت العديد من الأطفال داخل مدينة جدة وخارجها يرددون بشكل جماعي في الطرقات النشيد الرسمي للنادي الأهلي الذي حاولوا التشويش عليه في القنوات الرياضية فزادوا من شعبيته، هذا غير ترديدهم للعديد من الأهازيج الأهلاوية، التي غرست في نفوسهم حب تشجيع الأهلي منذ نعومة أظافرهم، ولذلك لا نبالغ حين نقول أن لرابطات الأندية فضل كبير في إيجاد الأساس الجماهيري لأي نادي.
ما يخفى على العامة هو ما لرابطة جماهير النادي الأهلي من فضل كبير على النادي، تمثل في العديد من الوقفات للم شمل المجانين وتوحيد صفوفهم ليس في النزالات الكروية وحسب، بل تعد ذلك ليصل نطاقه خارج أسوار الملاعب، متمثلةً في تجمعات رسمية وغير رسمية، بقيادة بلبلها سعود البرقاوي وعندليبها بدر تركستاني وبعض السواعد الهامة لهم، لتنسيق وتنظيم الجماهير وطرق تشجيع مثلى أبهرت الكل.
كل هذه الأدوار الملقاة على عاتق رابط المشجعين في النادي الأهلي، أوجدت منظومة متكاملة من العمل الجاد، أسهمت في إيصال الصوت السعودي لجميع المدرجات الخليجية وبعض المدرجات العربية في ظل إدارة حكيمة واعية، تفهمت هذا الدور الحيوي الذي تقوم به رابطة النادي، فأخرجت للنور ما سُمي بـ “صوت الوطن”.
[CENTER]المصدر: سبورت السعودية
.
