ما الخطأ الذي ارتكبه الكوتش سامي في مباراة الرائد ..!!
لا شك ان الفرق العالمية ذات الرتم الفني العالي تجدها تتقاسم الاستقرار في أمرين قل أن تحيد عنها ( التشكيلة و الطريقة ) فهل فعل ذلك مدرب أرزقنا ( الكوتش سامي ) أثناء مباراة الرائد .. أظن الأجابة لم يفعل .. فكانت النتيجة خسارة لم تكن في الحسبان .. رغم ان الفريق أمسك اللجام طيلة دقائق المباراة ..!!
فالواضح من بداية الموسم أن سامي يعتمد على هيمنة الفريق على منطقة الوسط مما جعل تلك المنطقة تعد اقوى خطوط منهجه و بصورة واضحة .. ساعده في ذلك الاسماء التي يتميز بها الازرق في ذلك الخط .. لذا اعتمد سامي على تشكيلة وطريقة ثابتة طيلة المباريات التي خاضها أزرقنا في سباقه المحموم نحو لقب الدوري والتي كان ملامحها قلبي دفاع ( المرشد والكوري ) وظهيرين ( الزوري والشهراني ) وامامهم محور دفاعي ثابت ( كاستلو ) وامامه محور متقدم ( الهرماش ) ولاعبي جنب في اليمين( سالم ) واليسار( العابد) يتقدمهم لاعب يقف خلف المهاجم ( نيفيز ) ومهاجم صريح ( الشمراني ) .إلا مباراة الرائد التي اعتمد فيها المدرب سامي على محور دفاعي وامامه محور هجومي ولاعبي طرف ( نيفيز والشلهوب ) يقف أمامهم مهاجمين ( الشمراني والسالم ) فما الخلل الذي نتج عنه هذا التغيير ..!!
الصورة التي أظنها : أن اخراج نيفيز من منطقة عمق الفريق المنافس وجعله لاعب طرف مع تكليفه ببعض المهام الدفاعية تعني أن سامي تنازل عن اهم ما يميز هلالنا خلال المباريات السابقة ( تفرغ نيفيز لصناعة اللعب ونقل الكرة للمساحة الفارغة حين كان الرمانة التي تحرك الكرة الزرقاء بحسب متطلبات دقائق المباراة ) ولعل الجميع لاحظ فراغ الطرف الايسر حين يعود نيفيز لموقعه الأصلي .. كما أن الزج بالشلهوب مكان العابد جعل المحور الدفاعي مثقل لضعف الجانب الدفاعي لدى كل من نيفيز والشلهوب ولو كان العابد لقل الثقل بما يوازي النصف تقريبا لحيوية العابد وقدرته على المساندة الخلفة بعكس الشلهوب الذي يؤدي الدور الذي يقوم به نيفيز ولكن بصورة أقل ..!!
واعتقد ان سامي كان على ثقة ان مدرب الرائد سيلجأ الى مراقبة نيفيز بأحد لاعبي المحور وهو ما فعله ( الجبرين ) بكل اقتدار .. فكان الشلهوب هو الخيار الأخر لتحرير صناعة اللعب ولاشك أن ذلك خيار جيد بشرط أن لا يكون على حساب خط الوسط ومساندته للمنطقة الخلفية أثناء ارتداد المنافس .. إلا أن إشراك مهاجم ثاني يعني أن سامي اضعف تلك المنطقة وهو ما أخطأ فيه حين عمد الى اشراك ( السالم ) لتصبح منطقة الوسط هشة دفاعيـــا في ظل غياب سالم الدوسري الذي يجيد الارتداد في الطرف الايمن والعابد في الطرف الايسر مما نتج عنه هدفين للرائد.. الذي استغل تلك المساحة التي منحت له ..!!
فتغيير اللعب من( 4 -1-1-2-1-1- ) الى ( 4-1-1-2-2 ) وبلغة ابسط من ( 4-5-1 ) وبلاعبي طرف يجيدون المساندة الخلفية ( سالم الدوسري والعابد ) الى ( 4-4-2 ) وبلاعبي طرف ضعيفي المساندة الخلفية ( نيفيز والشلهوب ) جعل الارتداد للفريق المنافس سهلا والخطر أكثر تربصا بالمرمى الهلالي .. لاعتقاد المدرب سامي أن الرائد صيد سهل إن اثقل عليه بالضغط في المنطقة الخلفية إلا أن المفاجأة التي اغفلها المدرب سامي قدرة الفريق على فعل ذلك بعد خمس جولات كان الفريق يسير فيها برتم متناغم وطريقة مثالية ..!!
والتغيير المنطقي الذي احدثه غياب سالم الدوسري أن يزج بالفرج أو الشلهوب أو الدوسري عبدالعزيز بحسب الجهازية التي أراها تصب في مصلحة الفرج لأن الدور الذي يقدمه الشلهوب يجعله بديل مناسب لنيفيز اكثر من غيره .. إلا أن سامي أحدث تغييرا جذريا في الفريق حيث عمد الى جعل الشلهوب مكان سالم وجعل نيفيز يقوم بدور العابد الذي ركنه على دكة الاحتياط .. كما أنه استغنى عن الدور الذي يقوم به نيفيز ليشرك عوضا عنه مهاجما صريح ( السالم ) حيث جعل صناعة اللعب مناصفة بينه وبين الشلهوب ..!!
مما نتج عنه تعطل الطرف الأيمن هجوميا لضعف الشلهوب في تلك المنطقة .. وسهولة الوصول للمرمى الهلالي رغم قلتها .. ليكون التوهان عنوان الشوط الأول والاجتهادات الفردية نصيب الشوط الثاني فلا السالم استطاع أن يحدث الفرق خلال الشوط الأول ولا نيفيز قدم ما كان يقدمه ولا اشراك الشلهوب عوض تفرغ مركز نيفيز الأصلي .. لأن الخلل لم يكن في الأسماء بقدر ماهو في الطريقة التي اعتمد عليها المدرب سامي ليكون دخول ياسر وعبدالعزيز وحتى العابد مجرد اسماء أنشط لكن لم تلامس الخلل ..!!
كم تمنيت أن يكون ذلك الخطأ درس حقيقي لمدربنا القدير سامي الذي يقدم حتى الآن لوحة مقنعة لمحبي الأزرق .. فالثبات على الطريقة والتشكيلة جزء من الهوية التي تصنع الانتصارات .. أما الأدوار فهي ورقة المدرب التي يصنع من خلالها اللوحة التي تميزه عن غيره .. فالألوان والريشة يمتلكها الجميع ولكن الملهم هو من يصنع منها لوحة تستحق الملايين .. وأظن أن سامي يسير في ذلك الاتجاه وخطأ عابر لن يكون إلا درس مفيد إن لم يتكرر ..!!
الظاهرة
