أبرز اللحظات المشرقة في تاريخ محترفينا العرب والتي نُقشت بأحرف من نور في سجلات بطولة دوري أبطال أوروبا على مر العصور
تعود الإثارة والسحر في وقت واحد ونكهات أوروبية مختلفة مع انطلاق منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم يوم الثلاثاء، قوائم عدد من الأندية الأوروبية تضم عدد لا بأس به من محترفينا العرب يدافعون عن ألوان أندية أوروبية لها ثقلها ووزنها على الساحة الكروية فضلًا عن ملايين العشاق من الأنصار عبر العالم.
تخلو المجموعتين الثالثة والثامنة من أسماء اللاعبين العرب ضمن كشوفات الأندية التي تخوض المنافسات ضمنهما، أما في المجموعة الأولى يمثل العرب الجزائري ياسين كادامورو لاعب ريال سوسيداد الإسباني في أول ظهور له في بطولات أوروبا القارية، أما في المجموعة الثانية فهناك المغربي نورالدين المرابط على قائمة جلاطا سراي التركي والذي يظهر للمرة الثالثة في البطولة ويُعد أكثر اللاعبين العرب المشاركين في النسخة الحالية مشاركة.
بينما يمثل العرب في المجموعة الرابعة الثنائي كارل مجاني المدافع الجزائري المحترف في صفوف أولمبياكوس اليوناني، بالإضافة للمغربي الشاب نبيل جعدي لاعب أندرلخت البلجيكي، وفي المجموعة الخامسة يتواجد المصريان محمد صلاح ومحمد النني في صفوف بازل السويسري للموسم الثاني على التوالي لهما وإن كان هو التواجد الأول في دور المجموعات لدوري الأبطال..
وتتكرر الثنائيات العربي في المجموعة السادسة فهناك لاعبا مارسيليا الفرنسي التونسي صابر خليفة وقاسم عبد الله من جزر القمر في الظهور الأول لهما على بدوري الأبطال وإن كان قاسم شارك مع الفريق الفرنسي الموسم المنصرم في دوري الأبطال.
في المجموعة السابعة يدافع المهاجم الجزائري نبيل جيلاس عن قميص بورتو البرتغالي وهي المرة الأولى التي يلعب فيها ببطولة أوروبية قارية
اليوم سنرصد لكم أبرز لحظات اللاعبين العرب المشاركين مع فرقهم الأوروبية في البطولة عبر تاريخها ممن وضعوا بصمة لا تنسى على بساط الميادين الخضراء في القارة العجوز
رابح ماجر النجم الجزائري (من مواليد 15 فبراير 1958) نقش اسمه خالدًا في سجلات دوري أبطال أوروبا باعتباره اللاعب العربي والإفريقي الأول الذي حمل كأس البطولة وحملت قبلاته، وكذلك أول محترف عربي سجل في المباراة النهائية لتلك المسابقة.
ماجر ساهم في ترقي عملاق البرتغال بورتو لنهائي البطولة في موسم 1987/1986، وهو النهائي الذي احتضنته مدينة فيينا في مواجهة العملاق الألماني بايرن ميونيخ، وكان رابح صاحب الهدف الذي عادل به بورتو النتيجة، ليقلب بعدها تخلّفه أمام البايرن إلى فوز تاريخي بهدفين لهدف، وبالإضافة لقيمة الهدف للفريق البرتغالي حفرته الطريقة التي سجله بها في الذاكرة، حيث نفذه وظهره للمرمى بكعب القدم في مرمى الحارس البلجيكي بفاف في واحدة من لحظات التاريخ التي لا تنسى، حيث أصبح هذا الهدف علامة مسجلة، تذكر إذا ما سجل لاعب بذات الطريقة، واعتبر أحد أجمل أهداف الساحرة المستديرة.
العام الماضي اختارت مجلة "سو فوت" الفرنسية هدف رابح في مرمى البافاري العظيم من بين أفضل 100 هدف في التاريخ، حيث احتل المرتبة الخامسة عشرة وسبق في الترتيب عدد من أهداف أساطير تاريخية في كرة القدم على مر العصور.
ماجر في حوار صحفي له مايو الماضي استعاد ذكرياته في ملعب فيينا مع بورتو فقال "إنها ذكرى جميلة واعتقد أنني محظوظ مع الألمان سجلت هدفا في مرماهم في كأس العالم 1986 وحرمتهم من لقب كأس أوروبا عندما سجلت هدف بكعبي في شباك الحارس جان ماري بفاف".
وتابع ماجر "اللقطة كانت وليدة اللحظة وجدت نفسي في موقع مناسب فلعبت الكرة بكعبي ولم أشاهد سوى الحارس البلجيكي بفاف وهو يلتقط الكرة من شباكه".
ومع رابح ربح بورتو بهذا النصر على البايرن بطاقة اللعب في السوبر الأوروبي وحصده على حساب أياكس أمستردام الهولندي، هذه الإنجازات وإبداع الجزائري رشحته لنيل جائزة الكرة الذهبية عن قارة أفريقيا من مجلة فرانس فوتبول، وصنف ضمن أفضل لاعبي كرة القدم في تاريخ الجزائر وخامس أفضل لاعب إفريقي القرن بعد جورج وياه، روجيه ميلا، عبيدي بيليه ولخضر بلومي، كما صُنف عام 2004 أفضل لاعب عربي في القرن الـ20 في تاريخ كرة القدم العربية.
جناج من طراز فريد الجميع تنبأ أن يكون واحد من العلامات البارزة في كرة القدم، سفيان فيجولي لاعب نادي فالنسيا الإسباني قدم أداء رائع الموسم الماضي مع الخفافيش في مسيرة الفريق بدوري أبطا أوروبا.
فيجولي في رصيده 14 مباراة بدوري الأبطال سجل خلالها 3 أهداف، ويمكن القول بأنه وصل قمة عطائه عندما واجه مع الفريق في دور المجموعات العملاق البافاري (الذي توج باللقب) على ملعب المستايا في المباراة المنتهية بالتعادل الايجابي بهدف لمثله.
فظهر الجزائري الشاب في أفضل مستوياته خلال ذاك اللقاء، وكان شعلة نشاط لا تهدأ في الرواق الأيمن وذلك على الرغم أنه لعب دور الظهير والجناح في آن واحد بعد طرد زميله أنطونيو باراجان، وتوج مجهوده الجبار بهدف التقدم لفالنسيا من مجهود فردي في الدقيقة 77، وكان هذا الهدف كفيل بالصعود بالفريق للجولة التالية متوجًا بصدارة المجموعة إلى أن توماس مولر أجهض انقضاض الفريق الإسباني على الصدارة عندما رد بهدف التعادل في الدقيقة 82.
وكان الدولي الجزائري تحدث في بداية الموسم الماضي عن كيف يرى فرصهم في دوري الأبطال قائلًا: "أحلم بالفوز بدوري الأبطال وأن أصبح واحداً من بين الأفضل في العالم".
وتابع حديثه: "في السابق لم تكن لدي الفرصة لكي أعمل بهذه القوة في التداريب، لكن في فالنسيا أصبحت أتمرن بنفس وتيرة لعبي للمباريات ومع مرور الوقت تحولت التمارين القاسية إلى عادة، وهذا مهم للتطور بدنياً".
رغم أن النجومية والبريق غالبًا ما يحظى به لاعبي خط الهجوم إلان الدولي المغربي (من مواليد 1970) غير هذه المفاهيم فكان قلب دفاع من طراز خاص وجوده يطمئن أنصار الفريق الذي يلعب له بتأمين عرينهم، ولكنه أيضًا من بين نجومنا العرب الذين شملتهم قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عندما لعب رفقة أسماء نجوم عالميين لعل أبرزهم البرازيليين ريفالدو وبيبيتو.
لعب نور الدين النيبت عدة مرات في عصبة أبطال أوروبا بقميص ديبورتيفو لا كورونا الإسباني وفي موسم 2004/2003 وصل مع الفريق إلى نصف نهائي البطولة وأقصي الفريق الإسباني أمام بورتو البرتغالي بهدف دون رد وتعرض يومها النيبت للطرد في الدقيقة 70 من عمر اللقاء.
ولعل أبزر مشاركة لنور مع ديبورتيفو لاكورونا الإسباني ببطولة الشامبيونزليج كانت في موسم 2002/2001 له أكثر من هدف يحمل ذكرى خاصة تجعل منه معشوقًا لجماهير "الديبور"، لعل أهمها لدغته في الوقت القاتل وجاء منها هدف فوز فريقه وهم بين جماهيرهم على ضيفهم الإنجليزي مانشستر يونايتد ليفوزوا يومها بهدفين لهدف برسم الجولة الثانية من دور المجموعات الأول لدوري أبطأل أوروبا ويحرم ابن المغرب الشياطين الحمر من تحقيق أول فوز لهم في إسبانيا.
يومها قدم الفريق الإسباني مباراة العمر فكان ديبورتيفو الأفضل طوال الدقائق التسعين للقاء وعلى عكس سير الأحداث في الملعب بدأ المانيو التسجيل عن طريق بول سكولز في الدقيقة 40، وعند الدقيقة 84 سجل البديل الأوروجوياني والترياندياني التعادل لديبورتيفو، والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة جاء النيبت وانتزع هدف الفوز الثمين في لحظة تاريخية
نور الدين نيبت في نفس الموسم سجل هدف آخر لديبورتيفو في شباك إنجليزية ومني به مرمى آرسنال الذي وقع معهم في المجموعة الثانية، لكن يبقى هدف المغربي في المان يونايتد له صدى أقوى بسبب توقيته في الثواني الأخيرة وبه سطر الفريق فوزًا هامًا.
اسم مروان الشماخ ضمن سجل الأرقام القياسية لدوري أبطال أوروبا فحتى العام المنصرم كان منفردًا بالرقم القياسي كأول لاعب سجل في ستة مباريات على التوالي في البطولة، وذلك قبل أن يعادل رقمه لاعب وسط جلطة سراي التركي إيدين يلماز.
وكان الشماخ قد دخل التاريخ في نسخة 2010/2011 عندما سجل في خماسية آرسنال الإنجليزي أمام شاختار دونيسك الأوكراني، ليكون بذلك سجل في ثلاث مباريات متتالية مع "المدفعجية" في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وكان سبق وسجل في ثلاث مباريات متتالية وهو يلعب لبوردو الفرنسي.
أهدافه مع بوردو على التوالي في مباراة إياب دور الـ16 للبطولة الأوروبية في مرمى أولمبياكوس اليوناني ثم في مباراتي ذهاب وإياب دور ربع نهائي ضد ليون الفرنسي، كان مـوسم 2010/2009 الأخيـر له مـع بوردو وكان سجل أهـداف في مرحلة المجموعات عندما شارك أمام يوفنتوس الإيـطالي وبايـرن ميـونيخ الألـماني.
أما مع آرسنال فهزت أهداف الشماخ في دور المجموعات شباك أندية سبورتنج براجا البرتغالي وبارتيزان بلجراد الصربي، وشاختار دونتسيك الأوكراني.
الفرعون المصري المعتزل حديثًا أحد حسام ميدو يُعد من بين تجارب مصرية قليلة تركت علامة بارزة على البساط الأخضر في أوروبا مع 10 أندية بدل ما بين ألوانها، كما أنه من بين محترفينا العرب من تضمهم قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا.
وكانت أبرز لحظان ميدو أوروبيًا عندما شكل ثنائي ناري مع الإيفواري الدولي ديدييه دروجبا في صفوف مارسيليا الفرنسي ووقتها كان ميدو الأكثر حظوة وحضورًا من الفيل الإيفواري بأهدافه التي أحيت مسيرة النادي في البطولات القارية الأوروبية، فأحراز هدف في مرمى بارتيزان بلجراد في ختام مباريات المجموعة، وكان سبق ذلك هدفه الشهير في شباك ريال مدريد من رأسية ليصبح بذلك ثاني لاعب مصري يسطر اسمه في سجل هدافي دوري أبطال أوروبا بعد حسام حسن، ولم يقدم أي لاعب مصري شيء يذكر من هذا التاريخ حتى تألق محمد صلاح في النسخة الحالية وسجل اسمه كثالث مصري في قائمة هدافي دوري الأبطال.
ميدو له أيضًا دوره في وصول أندية لدوري الأبطال فمع أياكس الهولندي فاز بالثلاثية المحلية (دوري،كأس، سوبر) موسم 2002-2003 ليلعب مع الفريق في دوري أبطال أوربا بالموسم التالي، ثم جاءت الإعارة التاريخية لصفوف نادي سلتا فيجو الإسباني وأحراز معهم ثلاثة أهداف أهمها هدف الفوز بمرمي ريال سوسيداد والذي صعد بهم إلي الشامبيونزليج موسم 2004/2003 لأول مرة في تاريخ النادي.
ابن النيل الشاب بدأ مسيرته الفنية في صفوف بازل السويسري وأثبت أنه صفقة رابحة اليوم بعد الأخر، صلاح في النسخة الحالية لدوري أبطال أوروبا يكون الموسم الثاني له للظهور في البطولات الأوروبية القارية حيث شارك رفقة فريقه في الدوري الأوروبي حتى نصف نهائي البطولة، بعد أن ودع بازل دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي من الأدوار التأهيلية.</B>
ويملك صلاح حتى الآن في رصيده 6 مباريات بدوري الأبطال أحرز خلالهم 3 أهداف هذا الموسم ليكون ثالث لاعب مصري في هدافي البطولة بعد النجمين حسام حسن وحسام ميدو.
كان أبرزه أهدافه في الجولة الأولى للمجموعة الخامسة الذي عادل به النتيجة لبازل في شباك تشيك حارس تشيلسي الإنجليزي وفي قلب معقلهم "ستامفورد بريدج" ليخرج يومها الفريق السويسري فائزًا بهدفين مقابل هدف ويحصد لاعب "المقاولون السابق" جائزة أفضل لاعب في فوز فريقه المفاجئ.
الهدف جاء بعد سلسلة محاولات من قبل صلاح وتحقق له ما أراد في الدقيقة 73 وسجل هدف رائع من تسديدة صاروخية سكنت مرمى تشيك الذي لم يفلح ارتماءه في اتجاه الكرة في إبعادها عن إيجاد طريقها إلى داخل شباكه (هدف صلاح هو الثاني له في شباك تشلسي فقد سبق له التسجيل الموسم المنصرم خلال مواجهة الفريقين في ذهاب نصف الدوري الأوروبي الموسم المنصرم عندما حل بازل ضيفًا على البلوز).
وعقب يومها اللاعب حول تسجيله من جديد في شباك الحارس "بيتر تشيك" قائلا "حقًا لا أعلم السر في التسجيل دائمًا في شباك تشيك، هو حارس مميز وأنا سعيد بالتهديف اليوم والمساهمة في حصد فريقي النقاط كاملة، وأتمنى استمرار تلك النتائج".
جدير بالذكر أن صلاح سجل أيضًا في شباك نادي توتنهام الإنجليزي عندما تواجه مع بازل الموسم المنصرم بالدوري الأوروبي في عاصمة الضباب لندن، فيما عجز عن التسجيل أمام أندية إنجلترا على ملعبهم وبين جماهيرهم في سويسرا في مفارقة غريبة.
