في قمة قمم مباريات كرة القدم في جميع أنحاء العالم يحل الميلان ضيفًا على اليوفنتوس مساء يوم الأحد في الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، في مباراة ستقام على ملعب يوفنتوس آرينا وستشهد سعي الفريقين لتحقيق الفوز بعد تعادلين مخيبين في دوري أبطال أوروبا مع أياكس أمستردام وجلطة سراي على التوالي.
لا شك أن أصحاب الأرض والجمهور هم أبرز المرشحين لتحقيق الانتصار، وذلك نظرًا للفارق بين الفريقين في جدول ترتيب السيري آ اعتمادًا بالطبع على عروض الفريقين في المنافسات المحلية هذا الموسم، إضافة إلى كعب رجال المدرب أنتونيو كونتي العالي خلال العامين الماضيين على لاعبي المدرب ماسِّيميليانو ألِّيجري.
لكن ماذا إن كان هناك من يرشح الروسُّونيري لتحقيق الفوز، وماذا إن أراد الفريق تحقيق الفوز مثلما حدث في ذهاب بطولة الموسم الماضي؟ من أجل حدوث ذلك سيكون على ألِّيجري وفرقته الاعتماد على مميزاتهم المرتبطة بعيوب المنافس والتخلص من عيوبهم خاصة إن كانت تتعلق بنقاط قوة اليوفي، وذلك ما سنتحدث عنه اليوم/
لطالما كان أندريا بيرلو دائمًا وأبدًا يتحول من نقطة قوة إلى ثغرة ونقطة ضعف حين يتعرض للضغط القوي من لاعب أو لاعبي وسط أقوياء، فإما تستخلص منه الكرة أو يُرسل تمريرات مقطوعة أو تمريرات للخلف تؤخر الهجمة، أو تمريرات أمامية غير دقيقة وهو ما يعني في النهاية تأثر أسلوب قراءته للملعب سلبًا .. ذلك ما سيعول عليه ماسِّيميليانو ألِّيجري كثيرًا مساء غدٍ الأحد، موجهًا تكليفات مباشرة لأفضل لاعب وسط في الميلان هذا الموسم حتى الآن نايجل دي يونج بعدم ترك أندريا بيرلو وشأنه في أي وقت ومهما كان حال الفريق .. النجم الهولندي الصلب أثبت حتى الآن أنه أحد أفضل لاعبي الوسط الدفاعيين في الدوري الإيطالي هذا الموسم، ومن المؤكد أنه سيشكل اختبارًا صعبًا للغاية للمايسترو.
الاستراتيجية هي الخروج بتعادل سلبي في الشوط الأول، حماية المرمى في بداية الشوط الثاني ثم قلب الموازين فيما تبقى من عمر المباراة، هذا ما اعتمد عليه ألِّيجري طيلة الموسم ونجح في النصف الثاني رغم فشله في النصف الأول، فدائمًا ما يغير فريقه النتيجة لتعادل بعد تأخر.. الغريب أنها خطة نجحت نجاحًا قويًا ومثيرًا للجدل في بعض الأحيان، فأحرز الميلان في مباراتيه في دور المجموعات إضافة لست مباريات في الدوري سبعة أهداف في آخر خمس دقائق (إضافة لهدف في الدقيقة الثانية والثمانين)!! ذلك يعتمد دائمًا على احتفاظ الفريق بالمخزون البدني للدقائق الأخيرة والتركيز على حماية المرمى في الشوط الأول تحديدًا، وهو أمر اعترف به صاحب الـ 46 عامًا في المؤتمر الصحفي بعد مواجهة أياكس. ستكون الكثافة الهجومية العالية حاسمة والإيقاع السريع مؤثرًا أمام يوفنتوس في الدقائق الأخيرة خاصة إن ظهر الإرهاق على عناصر البيانكونيري بعد مباراة دوري الأبطال ضد جلطة سراي، لكن إلى أي حد؟ هذا سيكون الاختبار الأبرز للروسُّونيري.
ليس لأنه صاحب هدف الفوز في الموسم الماضي، بل لأنه كلما لعب ضد الفريق التوريني قدَّم أداءً جيدًا للغاية، وذلك نظرًا لامتلاكه القدرات الفردية المميزة وخاصة الجوانب الفنية التي تمكنه من التفوق في المواجهات المباشرة مع مدافعي البيانكونيري. نقطة ضعف دفاع يوفنتوس البارزة هي ضعف أدائهم أمام الإمكانيات الفردية والفنية العالية للاعبي الفرق المنافسة، إضافة لمشاكلهم مع المرتدات أو الهجمات المنظمة الخاطفة خاصة حين يقودها لاعب سريع، ولذا سيكون على روبينيو - الذي بدأ يستعيد مستواه رويدًا رويدًا في الأسابيع الماضية - عبء تقديم أفضل ما لديه يوم الأحد من أجل منح فريقه مفتاح تحقيق الفوز في تورينو، والتركيز خاصة على أخطاء ليوناردو بونوشي بمساعدة من ضغط أليسَّاندرو ماتري على المدافع الإيطالي.
إن كان هناك ما يثير الاستياء لدى مشجعي الميلان فهو بكل تأكيد أداء قلبي الدفاع كريستيان زاباتا وفيليب ميكسس، فالأول رغم سرعته يخطئ مرارًا وتكرارًا في التمركز الدفاعي والمواجهات المباشرة مع المنافسين، والثاني بسبب بطئه لا يستطيع دائمًا التغطية على أخطاء الأول ويزداد الأمر سوءً حين يقع هو في الأخطاء .. لن نتحدث الآن عن ألعاب الهواء لأنها ستكون نقطة منفصلة ما فيها من شمولية في الدفاع والهجوم، لكن تبقى أخطاء الكولومبي والفرنسي في أساسيات الدفاع أمر كارثي بالنسبة للميلان، ناهيك عن تواضع الظهير الأيسر كيفن كونستان دفاعيًا حين يواجه هجومًا منظمًا كهجوم اليوفي.
أحيانًا لا تعرف ما الذي يريده المدرب ألِّيجري! فرغم علمه التام بأنه يفضل دائمًا اللعب في ارتكازه الثلاثي بلاعبين ذوي ميول دفاعية لحماية الدفاع، وهو ما يعني الاكتفاء بلاعب واحد ذي ميول هجومية، يُصِر مدرب كالياري الأسبق على الهجوم من العمق سواء في 4-3-1-2 أو 4-3-2-1 متجاهلًا بطء لاعبي الوسط وعدم وجود انسجام هجومي يؤدي إلى سرعة نقل الكرة إلى الأمام حتى الآن .. ورغم أنه يجد الحلول دائمًا في الأشواط الثانية بتحويل الخطة إما لـ 4-2-3-1 أو 4-3-3، يُصر ألِّيجري على البدء دومًا بخطة الهجوم من العمق، وهو ما يسفر في النهاية عن عقم هجومي تام لا يُمكن تجاهله أمام يوفنتوس.
نقاط الضعف3. ألعاب الهواء
فضلت أن تكون نقطة منفصلة عوضًا عن ضمها لأخطاء الدفاع، لأنها لا تقتصر على الخط الخلفي فقط .. على الصعيد الدفاعي استقبل الميلان ستة أهداف من ألعاب الهواء والكرات الثابتة حتى الآن، وهو ما يعني أن كونتي قد يتجه للاعتماد على فيرناندو يورينتي الذي لا يلعب كثيرًا فقط من أجل نقطة الضعف تلك في صفوف الروسُّونيري. أما على الصعيد الهجومي، لا يستطيع "إل ديافولو" إحراز أي هدف بالرأس رغم امتلاك لاعب مثل أليسَّاندرو ماتري، وذلك بسبب تفوق دفاعات المنافسين على لاعبي الميلان تارة وتارة أخرى بسبب عدم قدرة هداف يوفنتوس السابق على هز الشباك، والسبب الأهم دائمًا يبقى سوء تنفيذ الكرات العرضية والكرات الثابتة غير المباشرة.
