((( طـــويـــل الـــعـــمـــر )))

هنا أكتب أمشاج مشاعر،وذكريات قصه،تبدأ سيرها الحثيث على الورق،لفظية العطاء،دافقة المشاعر،متأججة العواطف،جزلة الكلمة.....
رسالة ملتهبه لن تكون حديث مغرم إلى مغرمه وإنما حديث روح عاشق تسيل شذا وعطراً إلى حبيبته...ورغم البعد والغياب إلا أنني أحسها الأن تناجيني ضميراً،كما أناجيها بثاً.
وكأني بها تمليني ما أكتب وتذكرني القصه وتلقنني العباره !
وإني والله لأسمع مناجاة قلبها كما تسمع هي أزيز صدري !
فهي مني كأنا وأنا منها كهي....! وقد أبتلاني الله بحبها..!
ووالله أني لأحن لألامي وعذاباتي معها كما أحن لأفراحي وإبتساماتي - لن أسر الندامه بعدما رأيت الغياب وتجرعت مرارته...لقد كان حبها استثناءً في حياتي لن يتكرر،لكنه وجد ليبقى..! فقد وقع حبها في قلبي وتبوأ الفردوس الأعلى منه وأسقتنيه ماءً غدقا -- فالصحاري تحتاج ملايين المزن لتروى! وهي مزنهٌ واحدة أروت بها جدب نفسي...مسكينةٌ الأرض، وبخيلةٌ المزن، وسعيدٌ أنا، وكريمةٌ هي -واني لطويل العمر معها وإن كان ساعه....!!
هي غائبه..لكني لن أكتب عن غيابها فهي معي في قلبي ووجداني..وقد أنساني نسرين حبها غسلين غيابها....!!
وإنما سأكتب عن الحب الذي أوجدته من العدم وأفطرت به عروق قلبي وزرعته في عجاف سنيني -- لقد فاضت روحي بحبها -- تلك الحبيبة الغائبه التي جمعت بين الجلال والجمال،وحسبي من أحدهما قيد قلبي..!
فأخذت من الجلال - أسف... فأعطت للجلال مهابة الحضور، ورقة الحديث،وانسياب الكلمه،وصدق المشاعر!
وأخذت من الجمال - أسف أخرى ... فأعطت للجمال عطر الحديث،وأنفاس الحياة،وتوالد المعنى،وفيضان الأنثى..!
وكأن لها في ذاتها من كل فن نبع..!!
وقد جمعت كل جميل في جميل..وإني لا أراها إلا إناثاً في أنثى،وأقماراً في بدر،وحياةً في حياة..وأصبحت في غيابها أراها بقلبي بعد أن كنت أراها بعيني..! واليوم......اليوم فقط..سأكتب عن حبها بعد أن أطبقت عليه حيناً من الدهر سجون قلبي،بجنون عقلي...!
لقد ضاق صدري بما كان منه فارغ وأسررت إلى قلمي سر قلبي - بحضور من الحب وغياب من الحبيبه.
وكل ما أكتبه هنا -- إنما هو نسل ما أنا ممتلئ به،وقطر ما أنا غارق فيه - أنسل على هيئة أحرف وكلمات - هي ترجمان لبحار من المعانى والأحاسيس أختصرت شواطئيها وحافتاها بـ " حب " لست أدري كيف أصفها؟ ولا كيف أجمعها؟ أأصفها بما فيها؟ أم أصفها بما في لها؟ فهي عندي بين جمالين...جمال يراهُ الناس، وجمالٌ لايراه إلا أنا..!
ولكني أرى نفسي عاجزه وسأحاول لا إن أصلها - فتبارك الخالق - وإنما لأصل أقصى مقدرتي منها...!
إنني مذ عرفتها وأنا أتسع وأضيق!! أتسع شعورً وأضيقُ لغةً! بل وحتى اللغه تضاءلت فصارت كلمة - وأي كلمه؟!
كلمه محشوره مزدحمه بكل مشاعر الكون وأحاسيس الحياة تقول ( أحبك ) فما أضيقها من كلمة وما أوسعها!!
فلا يوجد في القلب إلا إياها.
فهي كسوته وبطانته! نعم هناك قلوب تتسع لأكثر من محبه وتساح لأكثر من موده! ولكن قلبي قد ضاق إلا من حبها...فأدعوها بأخذ سياحه فيه قبل أن تسمع مافيه! وأعانها الله على كثرتها به كما هي كثيرة في عين صاحبه!
ثم أعانها الله على كثرة مدن المشاعر التي بنيت فيه لها و لإستقبالها ! فهذا شعور يحبها وهذا شعور يحترمها وهذا شعور يهابها وهذا شعور يعطف عليها وذاك شعور يتأملها - وكل هذا قرى حبها ... فكلي واشربي وقري عينا...!
نعم أقولها وبكل صدق - لايستحقها أحد حتى أنا...!
لكنما هي صدقات أخر الشهر......!! وأما هذه الحياه فهي في حياةٌ بها! ولذا فإن حضورها صار كغيابها! فلا الحضور يطفي شوقاً ولا الغياب يرسل سلوى! فالكل سيان....الكل سيان..... إي والله انها منتهى كل جمال وضحكة كل عروس وغنج كل أنثى - لافتنة بعدها!!
- أحببتها - حتى أمتلأت بها ألماً، وكم أتمنى لو بعثتها لها أملاً...!
أحببتها - حتى أمتلأت بها مرضاً، وكم أتمنى لو أقطرها لها عافيه...!
أحببتها - حتى أمتلأت بها سعاده، وكم أتمنى لو عشتها معها سعاده...!
لقد وصلت فردوس الحياة الأعلى معها ولا بعد الفردوس مبتغى..!!!
فهنيئاً لي بها وهنيئاً لها بي
فوالله اني لطويل العمر معها وإن كان ســاعــه .....!!!


( الـشـدوي أحـمـد )