الحمد لله رب الأولين والآخرين والصلاة والسلام على رسول الله نبي الرحمة محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه إلى يوم
الدين ... وبعد
فقد يسر لي ربي أن أقف عند كلمة (( مثقف )) وأحاول أن أجد لها تعريفاً أو صياغة تشفي الصدر فأخذت أتابع
الصحف والمجلات وما يلقيه علينا بعض فطاحلة النثر والشعر , فلم اجد ما يروي غليلي وأصبت بما يشبه دوار البحر
إلى أن هداني المولى عزوجل للبحث في سيرة المعلم الأول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
هناك ....
وبين صفحات تلك السيرة العطرة والخلال الكريمة والأخلاق الحميدة , عرفت معنى الثقافة كما ينبغي أن تكون ,
وعرفت أي ثقافة ينبغي للمسلم أن يتحلى بها , وصدق الله إذ يقول [[ وإنك لعلى خلق عظيم ]]
أيها المثقفون والمثقفات عودوا إلى هذه المدرسة الربانية العظيمة , وانهلوا من ينابيعها الصافية , وعضوا عليها
بالنواجذ .
نعم ... لنجعل مجالسنا ومنتدياتنا معطرة بثقافة هذا النبي الرحمة المهداة عليه أفضل الصلاة والسلام , فمن اراد الثقافة
الزوجية فليقرأ سير امهات المؤمنين رضوان الله عليهن , ومن كان يبحث عن مبادىء الصداقة فعليه بسيرة الصديق
رضي الله عنه وارضاه , ومن كان سؤاله عن فنون الشجاعة والثبات وتحمل الأذى فليتأمل غزوة أحد وما وصل إلينا من
أخبارها العطرة , ومن أراد الفصاحة والبلاغة فليغرف من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فهي بحار الحكمة وينابيع
البلاغة .
وصدق أحمد شوقي اذ يقول :
فما عرف البلاغة ذو بيانٍ ***** إذا لم يتخذك له كتابا
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
وسلم تسليماً كثيرا , والحمد لله رب العالمين .
