رداً على من كفر صدام حسين - رحمه الله -
	
	
		أعزائي القراء 
أسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير و مسرة 
أطلتُ المغيب .. و ها أنا أعود 
أتمنى أن يكون العود " أحمد " .
*    *    *
قرأتُ الكثير الكثير من المواضيع و الردود و التعقيبات و التعليقات المتعلقة بإعدام الرئيس صدام حسين - رحمه الله - ، و ما أحزنني فعلاً .. و ما هو مؤسف حقاً .. أن ترى من يكفر هذا الرجل و يخرجه من دائرة الدين الإسلامي .. ثم يحرم الترحم عليه .. لا أعلم أهو جهل أم ماذا ؟ رغم أنهم من خيرة الكتاب و المثقفين إن كان في هذا المنتدى أو من خارجه .. و لعلي أجد لهم العذر كون بعضهم مغيب و محسوب ضمن الإمعات يقول ما يسمع ، و البعض الآخر أقول أنه أخطأ و و فاتته هذه و جل من يفوته أي شيء .
و هنا سأحاول الرد على بعض ما ذُكر حول تكفير الرئيس صدام حسين - رحمه الله -  .
*    *    *
،،، قبل الإعدام ،،، 
(( المقصود هو الإساءة إلى مسيرة عمرها 35 عام بنينا بيها العراق العظيم بدمع العين و بأهدابنا )) 
المقولة للرئيس صدام حسين - رحمه الله -
*    *   *
البعض استند على فتوى فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله - و للمعلومية فإن الفتوى هذه جاءت بعد حرب الخليج عام 1991م  ، أي قبل ما يقارب الـستة عشر عاماً ، و نحن جميعاً نعلم ما يمكن أن يحدث طيلة هذه السنوات ، و نعلم أيضاً أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء - سبحانه - .
بالتالي فهي حجة واهية واهية لتكفير صدام حسين و لا يقبلها لا عقل و لا منطق ، فكيف نستند إلى فتوى تكفير رجل صادرة قبل فترة زمينة طويلة ؟
*    *   *
البعض أخذ تكفيره من منطلق أنه حزبي بعثي 
و قد يخفى على البعض و لا يخفى على البعض الآخر أن حزب البعث هو حزب سياسي ليس حزب ديني ، و هذا الحزب يقوم على القومية العربية الخالصة تحت شعارها و مبدأها " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " ، و يامن تُعيبون القومية أسألكم : أليس بكم من القومية العربية الشيء الكبير و الكثير .. ألستم تفتخرون بعروبتكم .. ألم تعقدون الإجتماعات العربية تحت مسمى " جامعة الدول العربية " .. ألستم من غنى و تغنى و رقص و " دبك " على أغنية 
(( دا حلمنا .. طول عمرنا .. حضن يضمنا كلنا )) و هي أغنية تدعوا العرب إلى التوحد من أجل أن تكون " أمة عربية واحدة " .. ألم تُنظموا البطولات العربية للألعاب .. ألم تحلموا يوماً بأن تُلغى الجوازات و تُفتح الحدود بين الدول العربية ؟
إذن كيف تأتون اليوم و تنتقدون القومية العربية المدرجة تحت حزب البعث ؟
*    *   *
أما من قال : أن صدام أقر بقوله " آمنت بالعروبة رباً و بالبعثية ديناً " فأطلب منه البينة و إلا فلا يقل ما يسمع فقط  .
أما من قال أن حزب البعث " ملحد " فأقول له : حُكمت العراق بـ حزب البعث .. و ما زالت سوريا بعثية .. و عندما تقرأ دستورها تجد أن أول مادة من موادها " أن الدولة العراقية / السورية دولة إسلامية .. " هل كان من الصعب على صدام الذي " تدعون " أنه قال (( آمنت بالعروبة رباً و بالبعثية دينناً )) أن يجعل الدولة العراقية دولة ملحدة أو على الأقل دولة علمانية كما فعلت الحكومة التركية من أجل الدخول إلى أوروبا حين أقرت أن تركيا دولة علمانية ؟
أُكرر ،، هل كان ذلك صعباً على صدام الذي اعتنق البعثية دينناً على حد قولكم ؟
*    *   *
البعض يتحجج كون صدام فعل و فعل ،  و كون صدام أعدم و حارب و قتل و شرد ، و كونه مجرم - على حد تعبيرهم - .
أقول لهم : لو فرضنا أن صدام فعل كل ما فعل و كل ما ذكرتم .. دون الخوض في تفاصيل ما فعل ، رغم أننا لو تحدثنا بالتفاصيل سنجد أن صدام معه حق في الكثير مما فعل و لكن لن أتكلم بمنطلق سياسي بقدر أني اتكلم بمنطلق ديني بعض الشيء لذا أستغرب أن تفوتكم قصة الرجل الذي قتل تسع و تسعون نفساً بيده .. و عندما تاب ، تاب الله عليه و أدخله الجنة .
يقول فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز الفوزان حفظه الله حين سؤل في إحدى القنوات الفضائية من قبل متصلة عن هل يجوز الترحم على صدام حسين رد الشيخ : "  نعم يجوز الترحم على هذا الرجل الذي مات شجاعاً بل و يُصلى عليه صلاة الغائب " ثم أمر قائلا : " صلوا عليه جموعاً و فراداً صلاة الغائب فهذا الرجل تغير حاله بعد حرب الخليج فأصبح إنسان متدين - و لا نزكي على الله احد -  بنى المساجد و طبع المصاحف و وزعها و عدل بين الناس " 
ثم قال " يكفي هذا الرجل شجاعة أنه سخر من الأعداء حتى وهم يطوقون حبل المشنقة حول عنقه " 
ثم ترحم عليه .
*    *   *
أقول للجميع اتقوا الله في أنفسكم .. و خافوا عليها ..  و اخذروا ..فالأعمال بخواتيمها و خاتمة صدام حسين هي الشهادة حين قال مرتين : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله 
فقد قال صلى الله عليه و سلم " من كان آخر كلامه لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة "  .
اتق الله في نفسك .. و خف عليها .. و احذر 
ألم تعلم أن من كفر شخصاً فقد باء بها أحداهما .. فإن لم يكن صدام كافراً فقد تكفر أنت .. و ما يُدريك لعل الله يغفر لصدام و يسخط عليك لأنك تقولت على الله و حكمت على الرجل و هذا ليس من حقك ..
فهل شققت عن قلب صدام لتحكم عليه .. ما يدريك لعله تاب في آخر ليلة قبل إعدامه ؟ 
و من تاب .. تاب الله عليه 
و علينا بالظهر .. و ما في النفس يبقى لـ قابض النفس .
*    *   *
رحم الله الرئيس العراقي (( السابق ))*1 صدام حسين 
و جعل ما تعرض له في سجنه تكفيراً لذنوبه 
و لعن الله أولئك الخونة الجبناء أعوان النصارى أذناب اليهود 
من أبناء الصدر و باقر الحكيم و السستاني و الصفويين اجمع 
و أقول لهم كما قالوا لـ صدام لحظة إعدامه 
" إلى جهنم و بئس المصير .. إلى جهنم و بئس المصير لكم يا أذناب اليهود " 
و لكل من شكك في بطولة صدام و شجاعته أقول له كما قال صدام حين دخل غرفة الإعدام
 (( لا قُرت أعين الجبناء ))
،،، فوق الكفن ،،،
الله أكبر .. الله أكبر 
و عاشت أمتنا العربية المجيدة 
و عاش العراق عظيماً 
و عاشت فلسطين حرة
يسقط الإحتلال .. 
يسقط العملاء .
سلمتم 
و كل عام و أنتم بخير 
و في رعاية الله دمتم ،،،
__________________________________________________  _____________
هامش 
1- الرئيس العراقي السابق : نسبة لإعدامه لا نسبة لـ سقوط بغداد .