[all1=FF3366]يقال أن الأشياء الجميلة تصنعها صدفة .. وأحينا محنة[/all1]
http://www.3allisotak.com/pages/2006.../pic/05/in.jpg
على قارعة الصدف ,, وعلى الساعة خفق بعد قلب , وفي منعطف الحب التقينا ,, هكذا بلا مقدمات ,, بلا مواعيد ,, كان ذاك هو القدر بيننا يا كنزة , قد رسم بداية لحكاية حب
كنت معانقا انهياري , حاملا على كاهلي انكساري ’ وبين عيوني أطياف أحلام خطفتها الأيام
قرعت جرس المكتب انفتح الباب ,, وانفتحت معه الدنيا من ابتسامة أشرقت من ثغرك الذي تطل منه الحياة ’’ ابتسامتك تلك تكفي لإزالة ألف عام وعام من الحزن ..
كنتِ مشرقة يا كنزة مثل الشمس , بل كنتِ أنتِ الشمس التي تطل علي .. عيونك العسلية المتسترة خلف أهداب طويلة كانتا تشرقان جمالا وتلمعان في بهاء فياض .. لم أشأ أن أكون سخيفا وأسرق كل ذلك الجمال بعيوني , وفضلت أن أكتم أنفاس عيوني كي لا تتمادى
ولمَ جاءني صوتك بعد صمت خلته أنامل حانية تمتد إلى وجهي لتمسح عنه دموعا ,, شعرته كائنا , شعرته طفلا , شعرته روحا تتسرب إلى روحي ’ ااااااوه كنزة كم كان الجمال في حضرتك عظيما , كم كانت الحياة الرتيبة من حولي جميلة , فقط لأن يومي ذاك وجدت فيه روحك ,
وشعرت أن الحياة تفتح لي ذراعيها وأنتِ تهمسين لي بصوتك الملائكي : " سمعت خطواتك من أول الشارع , وسمعتها وأنت تصعد السلم " أوه كنزة كل هذا لي أنا .. كل هذا الجمال ,, كل هذا الفرح ...يااااااااه أتهطل السماء أحلاما مثلما تهطل زخات من مطر ..؟
في ردهة الأحلام تلك ,, وفي جمال الأقدار ,, وتحت زخات الجمال عرفتك وعرفت أنك تنتظرين يوما مثل هذا .. لم أكن أعرفك , لم أكن حتى أتخيلك فمثلك ربما صعب على خيالي رسمه وعصي على أحلامي استيعاب ذلك الفيض من مشاعرك ,
ها نحن نوقف بيننا الزمن ونوقف كل ساكن ومتحرك فيه ونتقابل على طاولة ونسينا ما حولنا ,, لم يكن بيننا سوى أنفاس تتلاحق وخفق قلبينا يكادان يفضحان الجمال فينا ..
وانحدر صوتك إلي جميلا مثل طريق من ورد في ربيع بهي وأنتِ تقولين لي أنت طفلي
سأحميك بكل قوة الدنيا ,, يتسرب صوتك سحرا ,, يصبح روحا ,, يصبح حلما ’’ يصبح الجمال كله وأنتِ تهمسين "أ ح ب ك" .. تقولينها هكذا قطرة ,, قطرة مثل رذاذ مطر جميل , كم غدرتني الأيام حتى صرت لا أأتمن منها جانبا ,, كم طعنة ,, كم خيانة احتملت ,, وفكرت في الرحيل ’ أردت أن أمضي وحدي مثلما خططت لنفسي , قررت أن أتنازل عن مشاعري وأخضع لظروف الحياة ’’ قررت المضي دونك ولما اخترت الطريق الذي أريد وجدتني أرحل إليك , أأوه كنزة لمَ لم تظهري من قبل ..؟ أنا الآن أشلاء .. أنا الآن ركام .. أنا الآن بقايا رجل .. أنا الآن ماضي رحل وكلما حاولت الهروب , وجدت ابتسامتك تسد علي كل المنافذ .. أردت الاستسلام للظروف لكنكِ قطعتي عني كل منافذ الاستسلام ,, يا لروعة الصدف ’’ ويا لروعة المحن التي وهبتني قلبا مثل قلبك ..
في ركن من الحياة تقابلنا ’’ خيم الصمت ,, أحاط بنا الشوق ,, وسرقتنا المواجع وسرقتنا الطعنات فصرنا مثل طفلين يبحثان عن حضن أم فكان حضنك فيه تذوب كل أوجاع الدنيا ,, تنساب أمامه كل المحن وتتلاشى كل البلايا ..
في آخر لقاء بيننا حين مضيتِ كان في كل خطوة تبتعدين بها عني يسقط جزء مني ,, صرت مثل بنيان عتيق ’’ أتهاوى كلما ابتعدتِ ,, ورحت أتناثر مع خطواتك مثل أوراق ضعيفة صفراء عبثت بها نسائم الخريف ولمَ اختفيتِ عن ناظري صرت مجرد حطام , على ضفاف شاطئ حزين .. لولا صوتك جاءني ساحرا من خلف ستائر الضباب يهمس لي ليعيد الحياة لجسد مات والنبض لقلب كان قد توقف ..
أأأوه كنزة عندما أفتح دفتر الذكريات ,, عندما أتخيل كل الأوجاع أجدها بلا معنى ,, أجدها هينة مثل هبة ريح تمضي تحت أقدامي الحافية فقط لأن الحياة جادت علي بصدفة اسمها كنزة ,, اليوم حينما ودعتك وأنا نازل رفعت رأسي إلى باب مكتبك فوجدتكِ لازلتِ تتفرجين على تفاصيل رحيلي .. بقيت برهة أتأمل عيونك ,, فرأيت الحياة تطل منهما ’’ تأملت تفاصيل بسمتك فوجت نور النجوم يتسرب منها ,, كنتِ مثل أم تحرس طفلها بعيونها وتبث في نفسه شحنة من قوة , ومضيت , لا أحمل سوى طيفك أبحث عن طريق لا أجدك فيه
وكلما سلكت طريقا لأهرب منك يا كنزة وجدتكِ فيه ووجدتني أرحل إليكِ .
كنزة أعطيني يدك ,, هيا نرحل .. دعينا نمضي ..
