زمن ياسر ومالك

ياسر ومالك


هي الأيام
تأتي وترحل
تغرس وتقطع
تبني وتهدم
تسطع وتخفت
أيام يقدم لك فيها أشخاص الفرح على أطباق من ذهب يجعلونك تقفز تغني ترقص
لا يتوقفون عن العزف وأنت لا تتوقف عن المرح أفراح يمازجها صياح
يدخلون السرور على قلبك بمهاراتهم يجبرونك على التصفيق على إبداعاتهم يركضون وتركض آمالك معهم يراوغون الخصوم فيرواغ طموحاتك كل الصعوبات العالقة في ذهنك
يهزون الشباك فتصرخ نعم فعلوها وللبطولة حقاقوها وكل الجماهير أسعدوها

نعم يبقى الثنائي الذهبي الذي جاء في وقت تهاوت فيه النجوم الهجومية للأخضر السعودي حتى صار هجومنا هو أكثر داء يعيق المنتخب من تحقيق البطولات
ولكن هذان الإسمان ياسر ومالك غيروا هذه الحقبة وفتحوا صفحة جديدة عنوانها صقران من نار لا يوقفهما سد عالي ولا ثورة بركان
نعم أصبحنا نمتلك في تلك الفترة أعظم ثنائي يمتلكان كل شيء السرعة المراوغة الكنترول والضربات الرأسية المحكمة وأضف عليها التفاهم والإنسجام الذي حصل بينهما وكأنهم جمعا بقلب واحد وروح واحدة بجسدين منفصليين حيروا المدافعيين فتفاهمهما ليس بنظرات عيون بل بإحساس أدهش العقول
تحركاتهما جعلت الشرخ في دفاعات الخصم يتسع حتى تظن أن دفاع الخصم هش ولكن ليس لضعف الدفاع بل لروعة ياسر ومالك

نعم في تلك الفترة كنا واثقيين تمام الثقة أن الأهداف ستأتي فكيف لا تأتي وأنت تمتلك ليس لاعبان وحسب بل صاروخان نوويان تستطيع دك أي دفاع
نعم أيام كانت رائعة مع هذان النجمان ولكن ولأن النجوم قدر له أن تخفت وأن تتهاوى فقط بدأ الزمان يدور ويأخذ أمجادهم منهم ويسطرها في التاريخ ويبدا بصفحات جديدة لهما صفحات سيمر عليه أي نجم وهو الإنهيار والضياع والحيرة في إختفاء المهارات التي كانا يمتلكانها
فأما مالك فكانت أيامه أصعب من ياسر فحفرة الإصابات ودوامة الإختلافات مع الكادر الفني أدخلت مالك في نفق صعب الخروج منه فبدأ الظلام يحيط بنور نجومية مالك وتخفيها رويدا رويدا حتى تلاشى إسمه من عقول محبيه نعم لم نعد نرى نور النجم المذهل الذي أدهشنا فترة من الزمن وأصبح مجرد ماضي جميل نرجوا أن يأتي من يعيد تلك الأيام

أما ياسر فأسمه ساهم وإعلام الكاسر جعله يناضل ويحاول أن يعيد الأمجاد ولكن هيهات فسرعة السهم الذي كان يطلقه ياسر كان لا أحد يستطيع أن يراه من سرعته
ولكن الأن كل سهام ياسر كسرت فهو الأن غير قادر أن يطلق سهامه عجبا يا ياسر ما فعلت الأيام بمهاراتك و بسرعتك و بحسك التهديفي و بضربات رأسك الذهبية لم تعد تملك سوى السقوط في أرض الملعب والصراخ والإعتراض على الحكم

نعم يا ياسر مهما بهتت نجوميتك ستبقى ساطعا في قلوبنا نحن الأن نذرف الدمع من أجلك ونحن نرى كبريائك يعاند واقعك ونرى خطوات أقدامك تحبط طموحاتك نشعر بأنك تريد أن تبذل كل ما تملك من أجل إرجاع أمجادك ولكن طاقاتك نفذت ونجوميتك بهتت وأخر صفحات إبداعاتك قد أقفلت
فأنظر لزميلك في الصقور الخضر كيف تلاشى وأختفى
فهل تنتظر حتى يحل عليك نفس المصير أم تنتظر حتى يصرخ الجمهور إرحل يا ياسر إرحل
سأقولها لك وبكل صدق أنت رقم مستحيل وإسم من الصعب تكراره فمهما إنتهى عليه تاريخك ومهما كثرت الإنتقادات في سجل تاريخك ستظل من أفضل النجوم التي بزغت بالكرة السعودية
وبالختام حينما اتذكر ما قدماه مالك وياسر للمنتخب وأهدافهم الأسطورية الرائعة لا أمتلك لهم سوى الشكر