منتخب الثمان سنترات

منتخب الثمان سنترات

حروف من ذهب سطرت أسطر من ألماس في بداية صفحات كتاب كان عنوانها إنجازات مرصعة ببريق الذهب ثم تبعها صفحات لم يعد فيها سوى طموحات وآمال لكنها تتحطم بالواقع المرير ثم تأتي صفحات لا نجد فيها سوى اليأس و الإحباط وفقدان الأمل
هذا بإختصار كتاب يتحدث عن تاريخ رياضة كرة القدم بالسعودية
نعم بالعادة وكما إعتاد كل قراء الكتب أنهم يبدأون بقراءة الكتاب من صفحاته الأولى حتى نهايته
ولكن حينما تدور ذكريات الكرة السعودية وأتخيلها في مخيلتي أنها كتاب بين يدي اتصفحه فحينما أبدأ بتصفح صفحاته الأولى احاول أن أقرأ بتمعن وأطيل في تقليب الصفحات لكي ابتهج برؤية الإنجازات ولكن حينما اصل بمنتصفه أرجع للصفحات الاولى فصفحات الكتاب الأخيرة لا يوجد فيها سوى اليائس من تحقيق ليس البطولات وحسب بل من تحقيق إنتصارات على منتخبات كنا في الماضي نفوز عليهم بالكثير من الأهداف
وما جعلني اتحدث عن هذا الموضوع هو أن احد البرامج في اليوتيوب التي بدأت تأخذ مكانة ورواج بين المجتمع السعودي تحدث عن المنتخب الذي هزم بثمانية أهداف مقابل صفر امام ألمانيا بكأس العالم
فأنا أقول للجميع أعيدوا لنا منتخب الثمان سنترات الذي لعب أمام ألمانيا
وقد تسألني لماذا أقول هذا
فسأقول لك نعم تلك الهزيمة كانت ثقيلة جدا علي بل شعرت في تلك اللحظة أن كرامتي سلبت مني بسبب تلك الهزيمة القاسية
ولكن لو نظرت لحال الجماهير السعودية قبل بداية مباراة ألمانيا وبما فيهم أنا كان لدينا تفائل كبير أن منتخبنا السعودي قادر على هزيمة ألمانيا كان لدينا الأمل و الطموح و كان لدينا أحلام سعيدة بدك دفاعات الألمان وهز شباكهم
نعم كنا نعيش أوقات من البهجة والتفائل والأمل والطموح قبل تلك المباراة المأساوية نعم أصبنا بخيبة أمل
ولكن الأن مع منتخبنا الحالي أصبحنا لا نملك أي أمل بل اصبح عندنا هاجس وخوف من تلقي شباكنا لهزائم ثقيلة
نحن الأن لدينا أزمة ثقة من منتخبنا الحالي أصبحنا لا نرى سوى صدمات يتلوهات صدمات أكبر
خروج مبكر وبطريقة مخزية من كأس آسيا ثم تبعها خروج مبكر أخر من تصفيات كأس العالم في البرازيل
والأن مع أننا حققنا أنتصاران في تصفيات كأس أسيا القادم إلا أن لدي الكثير من الخوف أننا نتفاجأ بصدمة ولكن من عيار ثقيل والخروج من تصفيات كأس آسيا
فأنا حينما أقول أعيدوا لنا منتخب الثمان سنترات أمام ألمانيا لم يكن من باب الإستهزاء بل حقيقة أتمناها أن يعود لنا ذلك المنتخب لكي يعود لنا الأمل والثقة من جديد
وفي الختام أردت أن أقول لما صرح الأمير الملكي سلطان بن فهد تصريحه الشهير الذي كانت عبارة عن سؤال تم توجيهه لسموه وهو متى سينافس المنتخب السعودي على كأس العالم
فأجاب سوف ننافس على كأس العالم بعد عشر سنوات
أعتقد أن هذا الجواب لم يأتي هكذا بلا سبب بل يوضح للجميع التفائل والأمل الكبير الذي كان لدى المسؤليين والجماهير بصفة عامة بالصقور الخضر
فمتى يستطيع منتخبنا الوطني إعادة الأمل والثقة للجماهير