خطبة مفرغة ومميزة وفاة الرسول للشيخ سالم لبيض
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
عنوان الخطبة :وفاة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم
لفضيلة الشيخ : سالم احمد لبيض
الحمدلله اللطيفِ الرؤوفِ المنانْ، الغني القويِ السلطانْ، الحليمِ الكريمِ الرحيمِ الرحمانْ، الأولِ فلا شئ قبله والأخرِ فلا شئ بعده، والظاهرِ فلا شئ فوقه، والباطنِ فلا شئ دونه، يعلمُ ماكانَ وما يكونُ وما لم يكنْ لو كانَ كيف يكونْ، أرسي الأرضَ بالجبالِ في نواحيها وأرسلَ السحابَ الثقالَ بماءٍ يحييها ثمَّ قضي بالفناءِ علي جميعِ ساكنيها، ليجزيَ الذين أساؤا بما عملوا ويجزيَ الذين أحسنوا بالحسني، أحمدُهُ عزّ وجلّ وأشكرُه ومن مساويِ عملي أستغفرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، جلّ عنِ الأشباهِ والأمثالْ وتقدَسَ عنِ الشركاءِ والأضدادْ، لا مانع لما أعطي ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد، وأشهد أن سيدَنا وحبيبَنا وإمامنا وقدوتَنا وأسوتَنا محمدٌ رسولُ الله عِترتُه خيرُ عِترة، وسيِرته خيرُ سيرة، وشجَرتهُ خيرُ شجرة نبتت في حرمٍ وبسقت في كرمْ، أرسله الله بشيرا ونذيرا وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيرا، ففتّح الله به أعيناً عميا وأذاناً صما وقلوباً غلفا، فصلواتُ الله عليه وعلي آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسانٍ إلي يومِ الدين
أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوي الله:
قال عز وجل: } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً* يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما {
تزود للذي لابد منه فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي وكن متهيأ قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغير زاد وتشقي إذ يناديك المناد
أترضي أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
معاشر المسلمين عباد الله أيها الإخوة الفضلاء والإباء الكرماء .
تعالوا جميعا لنعزي أنفسنا في الأيام الصعبة تعالوا لنتذكر وإياكم في زمن المصائب التي حلت بآلامه وهي تعيش أيامها السوداء تعالوا لنأخذ بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وصبه وسلم موته أعظم المصائب فراق الحبيب ربان السفينة سفينة النجاة السفينة المحمدية يوم إن يموت قطانها وهي في البحر الهائج تتلاطمها الامواج هده مصيبة المصائب فاجعة يقف لها شعر الرؤوس ويبكي لها الحجر والشجر تدمع لها الأيام على فراق خير الأنام تبكي لها القلوب وتتمزق لها النفوس يوما إن آخر أيام عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأرض وشتان بين أول النهار وآخره . اليوم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشر من الهجرة النبوية وصل عمر النبي الكريم ثلاث وستين عام اليوم الذي شهد أعظم مصيبة في تاريخ البشرية هدا اليوم هوا ليوم الذي اشد فاجعتا في تاريخ العالم . هز العالم . وتفتت له الأوصال ذابة له قلوب الصالحين كيف تكون الحياة بدون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائد السفينة ؟
كيف لأتكون أعظم المصائب أناس في صدق محبته كانوا يتقاسمون شعر رأسه اذا خلق وكانوا يتقاتلون على فضة الوضوء ويمسون بها صدورهم كيف وعرقه الطاهر كان مسك يضعونه على مفارق الرؤوس كيف لايكون هدا اليوم أعظم المصائب وقدحن الخدع على فراقه وقدارتجف الخبل للقائه وقد بكت ساريت المسجد لفقده نخن احق من الخشب والحجارة بان تذوب قلوبنا بفقد الحبيب لوفقدت آمك التي اخرجتك من بطنها من ظلمت البطن الى نور الدنيا كيف يكون حالك يقول احد الصحابة وايما الله لوكأن لي إلف اما كلهن امتلأت قلوبهن بالحنان وماتت إماُ وراء الثانية ماحزنة عليهن كحزني على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اليوم الأخير في حياة النبي الخاتم نبي أخر الأمم إن يوم الاثنين يوم اذن فيه بلال لصلاة الفجر وكان الصحابة في المسجد ثلاث عشر يوم والنبي صلى الله عليه وسلمعلى سرير المرض السم الذي تسده اليهودية لايزل يسري في احشائه لثلاث سنوات يقطع احشائه بأابي وامي رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزق فؤاده يربط النبي صلى الله عليه وسلم راسه بعصابه يصيبه صداع الموت فيوعك وعكً شديدً يأخذ الماء من ركوته ويمسح به على جبينه وهو!!! يجد آلم السم في احشائه وصل الى الاضهر الشريان المتصل بالقلب فأذا انقطع ذالك الشريان فان الانسان يموت اذن بلال لكنه لما وصل في اذانه الا شهادة الحق(( اشهدان محمدرسول الله )) خرجت حاره الصحابة جالسون في المسجد الذين شهدوا بهذه الشهادة وعرفوا معناها وااحبوه عرفو!!! ان النور الذي جاءهم سينطفى النور السراج المنير بكوا فيسأل النبي عائشه قالت انهم يخافون عليك يارسول الله يكشف النبي صلى الله عليه وسلم الستار وكان في قبلة المسجد في حجرة عائشه الصحابة امامه وابوبكر يصلي بهم إمام وهم يصلون من خلفه وهم في خوف شديد على الحبيب صلى الله عليه وسلم فشخصت إبصارهم جميعا امام ومأمومون ينظرون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه كورقة المصحف من شدة الجمال والنور والبهاء فرحو, في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال (( كاد الصحابة ان يفتنوا يخرجوا من صلاتهم من شدة الفرح وقد كانوا في الحزن الشديد فراءه ابوبكر فتأخر على عقبيه لكن النبي صلى الله عليه وسلم تبسم فأشرقت الدنيا فضحك فأاضاة الدنيا فأاشار الى ابي بكر ان اتموا اطمئن قلب النبي صلى الله عليه وسلم نظرة الوداع الاخيره لأخر صلاة يشهده رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمره احبابه يودعهم قلبه لطالما علمهم ولطالما صلاء بهم ولطالما خطب فيهم ولطالما ربأهم شريط الحياة يمر على ناضريه عليه الصلاة وسلم فيستر الستار ويبقيه هنا يرسل الى ابنته فاطمه رضي الله عنها فتأتي وقد علمت ان اباءها يريد ان يودعها قلبها يرتكف اقشعر بدنها تجر اذيال الحزن من بعدها تدري ان اباءها قداصابه الكرب فتدخل عليه فلا يقوى على القيام لها لايقدر على الوقوف لها وقدكان يفعل فهي ابنته الزهراء مات ابناءهُ جميعا ولم يبغى له من ابناءه ِالا الزهراء بضعتٍ منه كانت قريب منه كانت قريب منه لكن رسول الله لايقوى على الحراك فانكبت على راسه تبكي وتقول ((واكرب ابتاه واكرب ابتاه )) فيقول النبي صلى الله عليه وسلم (( ليس على ابيك كرب بعد اليوم )) ثم يسارها فتبكي بكاءً شديداً فتتقاطر دموع نساءه ودوع النبي عليه الصلاة وسلم وهو ينازع لحظاته الاخيرة من حياته ثم يدعوها فتنكب عليه ثانية فيسارها فتضحك !!!
سبحان الله الذي يضحك ويبكي اشتاقت عائشة ان تعرف الخبر فاخذت عائشة تسالها فقالت فاطمة والله لاافشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم سارها في الاولى ان اتقي الله واصبري فأن الاجل قريب فبكت فسارها في الثانية انها سيدت نساء اهل الجنة وانها اول الناس لحوقاً به فضحكت يدخل عليه الحسن والحسين فيقبل وهما ويودعهما ويبكي فيدخل ابن مسعود ويضع يده على جبهت النبي صلى الله عليه وسلم فيقول ؟ يارسول الله انك توعك وعكً شيديداً فيجيبه ان نعم المصائب لاتكون نغمه وانما والله لرفعت الدرجه والسم الذي احرق النبي صلى الله عليه وسلم في جوفه هنا! يشتدبه الآلم فيعظ نساءه وقد اجمتعن جميعاً ومعهم فاطمة والحسن والحسين يذكرهن ويعظهن بكلمات الوداع فيشتد عليه الألم فيقول :ياعائشة اني لاجد الاضهر الاينقطع الان تبداء سكرات الموت يشتد الآلم على خير البرية فيضع الماء في يده ويقول (( لااله الا الله ان للموت لسكـــــــــــرات )) اللهم اعنا على سكرات الموت هناك ينقطع الاضهر هنا يشخص النبي صلى الله عليه وسلم ببصره الى السماء تلتف حوله ملائكة الرحمه ليشيعوه الى الملى الاعلى الى لقاء ربه فيرى مقعده في الفردوس الاعلى في الجنه فياتي له ملك الموت ويخير بين الحياة والموت وبين كنوز الارض والجنة فيقول (( بل الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين وحسنت اولئك وثيقا )) بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى فيقول : اقبل ياملك الموت تقدم ياملك الموت اشتاقت روحه الطاهرة الى باريها لطالما دعاء ثلاث وعشرين عام لم يقعد جاهد في الله حق الجهاد بلغ الرسالة ادى الامانه نصح الامه جاهد في الله حق جهاده هذه لحظة الوداع هذه بداية القاء برب الارباب اقبل ملك الموت يخرج روح اطهر الارواح . قال تعالى (( يايتها النفس المطمئنه ارجعي الا ربك راضية مرضيه وادخلي في جنةِ وادخلي في عبادي ))هنا لم يسكت النبي صلى الله عليه وسلم تخرج كلماته الاخيرة ويقول: الصلاة الصلاة وماملكت ايمانكم حتى مع النفس الأخير تخرج الوصية النبوية بعمود الاسلام
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلنا من خير امة أخرجت للأنام واشهد لااله الله الملك القدوس السلام واشهد إن محمد عبده ورسوله مسك الختام صلى الله عليه وعلى آله الأئمة الإعلام وعلى أصحابه الكرام وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين امابعد:
عند الضحى من يوم الاثنين صعدت الروح الطاهرة الى باريها واظلمت المدينة وكل شيٍ فيها حتى يقول الصحابة ان الرجل لينظر الى يده فلا يرها من شدة الظلمه دخلها رسول الله فأأشرقت انوارها وااضاءت جنباتها كانت المدينه قداستنارات بوجودرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فااظلمت يوم ان غابت روحه الطاهرة الى باريها اظلمت ديارها واظلمت طرقاتها واظلمت بيوتها واظلمت جبالها حتى القلوب فقدت صوابها عمر رضي الله عنه يسمع عائشة تصرخ وتبكي وقدوقعت عليه الفاجعه فأخذ عمر الشديد في الصحابة وينتشق يقول وينادي في الصحابة وقد التفوحوله :من قال ان محمد قدمات قطعت راسه انهم لايقوون على فراقه لايقوون على تحمل الفاجعه الصحابة يقولون : ليته يصدق ويقول : لقدذهب محمد الى ربه وسيعود كما ذهب موسى اربعين يوماً الى ربه وسيعود وان من المنافقين يقولون انه قدمات وانه سيعود ويقطع ايديهم وارجلهم من خلاف فقد الفاروق صوابه ولم يقوى على تحمل المصيبه واما عثمان رضي الله عنه فقد اخرس لسانه ولايستطيع الكلام واما علي رضي الله عنه فقداقعد كأنما اصابه الشلل واما الصحابة فقد ابلحقت عيونهم ولايدرون مايسمعون ماذا وصل الى اسماعهم اما عقول انالحبيب يرحل !!! اما معقول ان قائد يذهب من يصلي بنا من يخطب فينا ومن ياٌمنا ومن يرفق علينا ومن يقودنا بكوا وبكت المدينه كلها رجالها ,ونساءها , وصبيانها , كبارها,وصغارها بكت المدينة واظلمت المدينة هنا يأتي ابوبكر لما وصله الخبر اتى مسرعاًيشق الصفوف فلايتكلم ثم دخل الى حجرة عائشة فاتى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا بانبي صلى الله عليه وسلم مسجى في ثوبه فكشف على وجهه فنكب يبكي بكاءً شديداً واصفياه وانبياه واخليلاه يرددها واصفياه وانبياه واخليلاه ثم يتمالك نفسه يثبته الله فيقول: طبت حياً وميتاًاما الموته التي كتبها الله لك فقد اخذتها ولكن لاتموت بعدها ابدا فيمسح دمعات وجهه لان الامر يحتاج الى ذلك فيخرج الى الصحابة وهم يفوجون ويبكون ينتفضون اصيبوا بالفاجعة الكبرى فيقول اجلسوا لكن عمر لايجلس فينفر الناس من عمر فيذعبون الى ابوبكر فأذا به يقوم بهم خطيباً فينادي على الملى ويقول :من كان يعبد محمد فان محمد قدمات ومن كان يعبدالله الله فان الله حي لايموت انضر الى الاختيار الرائع انضر الى اثر القرأن انضر الى كلام الرحمن عمر لايسمع لكنه اذاسمع كلام الرحمن توقف ولوكان ذلك مصيبه يقول الله عزوجل (( ومامحمد الى رسول قدخلت من قبله الرسل افان مات اوقتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقيبه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين * وصلت الاية الى سمع عمروالى اسماع الصحابة رضي الله عنهم كأنما لاول مرة يسمعونها ايقنوا ان محمد قدمات هكذا يقول ابن عباس اما عمر وصلت اليه الايه وهويقول مايقول واذابها تدخل الى اذن قلبه فقال ايقنت ان محمد قدمات فصقط عمر الجبل الاشم لايقوى على الحراك يبكي هنا اعضم مصيبة واكبر مصيبة اصابة الامة المحمدية وقدجاء عن ابن عباس وعائشة وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم والحديث عن احمد وصححه الالباني (( من اصيب بمصيبة فليتذكر مصيبته بي فأنها اعضم المصائب مات قطان السفينة والسفينة في البحر الهائج تتلاطمها الامواج من ذو ذلك اليوم حتى يومنا هذاولكن السفينة لاتزال بخير السفينة هي سنة الحبيب المصطفى حبة الحقيقي يدعوك لااتباعه يدعوك للركوب في سفينته يدعوك للأقتداء به يدعوك لسماع كلامه يدعوك لأخذ نصائحه يدعوك للتمسك في الكتاب والسنة على فهم سلف الامه فانها سفينة النجاة نعم انها سفينة النجاة من ركبها نجاء من تخلف عنها ضاع في الدنيا والاخرى في بحاره هائجه تتلاطمه الامواج ,
اللهما وجعلنامن اهل جواره
ارفعنا الى الفردوس عنده اجعلنا ممن يحبه ويحب من يحبه ويبغض من يبغضه ويوالي من اجل دينه ويعادي من اجل سنته
اللهما وجبر مصابنا به اللهما وعضم اجري واجركم فيه اللهما وصلي عليه كما صليت على آل ابراهيم وبارك على محمد كما باركت على آل ابراهيم انك سميع مجيب سبحانك اللهما وبحمدك استغفرك واتوب اليك
