العقل.. في عملية البحث الدائم عن المعرفة أو الحقيقة بالفعل قد يكتشفها أو يراها اليوم بطريقة وغدا بطريقة آخرى
لذلك تظل الحقيقة (نسبية) ولا وجود لحقيقة مطلقة -بأستثناء الشعوب المسلمة مثلنا طبعا-
عموما هذا ما يجعل الباحثين عن العلم والمعرفة يقومون بتوظيف الفلسفة والمنطق التي تعتبر الأسلوب الأمثل لطريقة التفكير وهذا ما جعل الفلسفة تعرف بأنها الحكمة أو كما يصفها البعض بأنها (التفكير في التفكير) أو طريقة التفكير أو فن التفكير وهي التي أصبحت معروفة اليوم بـ (نظرية المعرفة) وفلسفة العلوم (الإبيستومولوجي) لدى بعض الفلاسفة المعاصرين من أمثال الألماني يورغن هابرماس .. وهي تبحث عادة في مفاهيم مثل المعرفة وكيفية الحصول على المعرفة وما هي الحقيقة الخ الخ .. وبدأت تظهر فلسفات حديثة مثل الفلسفة البراغماتية أو النفعية التي تعتبر أساس الفكر الأمريكي المعاصر الخ
طبعا الإنسان في القديم كان يعتقد أنه قادر على أكتشاف طبيعة الأشياء كما تبدو له .. لكن مع تطور المعارف بدأ يفكر ويدرك أن الحواس الخمس التي يكتشف ويميز من خلالها الأشياء قد تبدو على غير ما يبدو له من حقيقتها ..
مثال بسيط عندما يضع شخص يده في وعاء ماء بارد وتكون حرارته مرتفعة .. فهل ستبدو له برودة الماء كما لو كان سليما !!
هنا أصبح لدينا عوامل أخرى تؤثر على أكتشافنا للمواد من خلال حواسنا الخمس .. وهذا ما جعل الإنسان يبحث عن وسائل جديدة لا تتأثر كما تتأثر الحواس -الثيرموميتر مثلا قد يستعان به للمثال السابق-
الخلاصة بأختصار أن بأيدينا أن نطور الأساليب التي نستخدم بها عقولنا وطريقة تفكيرنا ومعرفتنا ولكن ما نراه اليوم حقيقة قد لا يبدو كذلك للأجيال التي تلينا .. ولذلك لا زال يعاد طرح سؤال (ماهي الفلسفة؟) منذ ما يزيد على 2500 عام .. ليس لأن الفلاسفة عجزوا عن أجابته وليس لأنهم (يبغون بس يتفلسفون او يتفلفسون) كما يظن أصحابنا الدلوخ ولكن لأن إمكانيات الفلاسفة المعاصرين اليوم وأساليبهم في المعرفة تختلف عن ما كانت عليه قديما وما ستكون عليه في الغد .. ولذلك قال علي بن ابي طالب
رضى الله عنة
(لاتجبروا أبنائكم على عاداتكم ، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) !! :::00:::
