@ دقــــيــــقــــة عــــمــــاد ! @

دقيقة عماد !



عماد الحسوني .. من روض الكرة بجدارة , حتى انصاعت له انصياع الأمة لمملوكها , فلم يكن أمامها سوى تسديد فواتير أقدامه في شباك خصومه !



ومن زرع بذور الأمل .. في أراضي المدرجات الخضراء , قبل أن يسقيها بمياه موهبته .. لتنبت ثمار الفرح .. في ثغر المشجع الأهلاوي , بعد سنوات عجاف من أراضي البؤس القاحلة على محيا المدرج المجنون !



انتهى الموسم الرياضي ليجد فتى عمان نفسه مجبرًا على إجراء عملية تبعده عن الملاعب لمدة شهر , قبل أن يُفاجأ بتقرير طبي مفصل مفاده بأنه يحتاج إلى ثلاثة أضعاف المدة الأولى للعلاج ..



قص هذا التقرير الطبي شريط ارتباط الحوسني بالأهلي , فكانت دهشة هذا الخبر لدولة الإعلام عاصمة , ولظهر مدرج الأهلي قاصمة !



لكل قصة بداية , ولكل قصة أيضًا نهاية



ثلاثة أعوام قضاها العمدة داخل أروقة القلعة



كانت تلك الفترة بكل تفاصيلها معروفة مسموعة



ولست بحاجة للحديث عن كل التفاصيل , فأنا بصدد كتابة مقال لا موسوعة !



قبل عام ونيف من الآن , كان الأهلي على شفى ربع ساعة من الخروج الآسيوي من بوابة دور الستة عشر أمام الجزيرة الإماراتي في معركة كان فيها فارس عوض معلقًا في إحدى كابيناتها



كان الأهلي حينها متأخرًا بهدفين لهدف , ضاعت هجمة مرتدة للجزيرة كانت كفيلة بذبح آمال الراقي الآسيوية .. من الوريد .. إلى الوريد



صرخ المعلق الإماراتي على فريق أبناء جلدته : لا تهدروا هذه الفرص , فالقلعة قد تعود , والأهلاوية يبحثون عن دقيقة عماد ..



ثم ماذا ؟



خمس دقائق فقط على مقولته , وإذ بياسر الفهمي يسقط الكرة من فوق دفاعات الجزيرة لتصل إلى عماد , ليسقطها بدوره هو الآخر من فوق حارس المرمى مسجلًا هدف التعادل ليشعل بها صيحات الفرح , ويخمد بها نيران الغضب .. فلم يكن أمام فارس عوض آنذاك سوى أن يقول عنه بأنه الخجول , إلا أمام المرمى !



عماد الحوسني : لن يزيده ابتعاده عن الأهلي منه إلا قُربًا , ولا كره البعض له إلا حُبًا !



قد نختلف كثيرًا عن عماد ومستوياته التي قدمها الموسم المنصرم , فما بين مؤيد للتجديد وما بين معارض , إلا أننا وبكل تأكيد سنتفق على أننا سنشتاق كثيرًا لدقيقة عماد !