صباح ذات يوم وفي مكان شعبي جلس الأربعة على طاولة لتناول صحن الفول وبالمناسبة فإن طعم الفول من الجرّة مباشرة له طعم غير ، المهم قال أحدهم : ليقل كا منا ماهي طموحاته ؟ فقال الأول :
أتمنى أن أصبح معلما بمدرسة .... حتى اقتص وآخذ بثأري من معلم الرياضيات في إبنه الذي يدرس بهذه المدرسة فكم اكتوى جسمي من سياط ذلك المعلم الفظ الغليظ بلا رحمة ولا شفقة .
فقال الثاني :
أما أنا فطموحاتي أن أصبح سائق شيول وأكلف بإنشاء حفريات أمام منزل مدير البلدية ثم تردم تلك الحفريات بشكل عشوائي ليصبح مرقعا كمن أصابه مرض الجدري وذلك ليشعر مدير البلدية ومنسوبو البلدية مقدار المعاناة التي نعاني منها في عدم إعادة الشارع بعد حفره كما كان .
فقال الثالث :
إن طموحي أيها الرفاق تتلخص أن أصبح حاكما ولا تفهموني غلط لكن هدفي هو أن أتحرك بسيارتي الهونداي إلى أي مكان دون أن أواجه أي زحام فأصل بسهولة ويسر .
قال الرابع :
طموحي أيها الأحبة أن أجد وظيفة أستر بها نفسي ، أوفر لقمة العيش الشريفة لي ولأمي وإخوتي بعد أن حملت عبء أسرتي بعد وفاة والدي ، أنا لاأفكر بزواج فذلك حلم لاينزل ساحة أحلامي البتة ، أريد فقط أن لا أضطر لمد يدي فأطلب المساعدة ، أريد توفير علبة دواء لأمي المصابة بالضغط والسكري ، بصراحة أريد أن تتذوق أسرتي طعم اللحم ولو في الشهر مرة .
وفي خضم حديثهم جاء عامل المطعم طالبا الحساب فالتفت كل منه إلى الآخر وحاول كل منهم أن يخرج مالديه فاجتمعت عشرة ريال بينما الحساب خمسة عشر ريال فناولوها لعامل المطعم معتذرين أن هذا مالديهم طالبين أن يسامحهم في الباقي فأسمعهم بعض الكلمات العذبة التي كانت كفيلة بهضم ما أكلوه وانصرفوا مع صديقهم صاحب الهونداي إلى بيوتهم .
