-العقيدةُ الانهزَاميَّةُ-

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


-العقيدةُ الانهزَاميَّةُ-
(قالوا : الفيزيائيُّونَ اكتَشَفُوا أنَّ الأرضَ كُرويَّةٌ !
قُلنَا: المُسلمونَ يقولُونَ ذلكَ منذُ قرونٍ عديدَةٍ بلْ يعدُّونَ من يُخالفُهُ من السُّفهاءِ !)

كثيرٌ من النَّاسِ يُدَنْدِنُ حولَ تقدُّمِ الغربِ "حضاريًّا" و "تكنولوجيًّا" و "علميًّا".
و ينسَى أنَّ ذلكَ كُلَّهُ إنَّما هوَ عاريةٌ توشكُ أن تعودَ إلَى أصحابِهَا.
و شرطُ ذلكَ أنْ يعودَ المسلمونَ إلى "دينِهِم"

مثالُهُ: يفتخِرُ أهلُ الكُفرِ و أذنابُهُمْ بالقولِ بكُرويَّةِ الأرضِ و يزعمونَ أنَّ أوَّل من قالَ بذلكَ هو كوبرنيك (Copernic) المتوفّي سنة 1543 مـ / 940 هـ.
و جعَلُوهُ من الاكتشافاتِ العظيمةِ!

في حينَ أجمَعَ المُسلمونَ منذُ زمانٍ طويلٍ على أنَّها كُرويَّةٌ بَلْ وصَفُوا من يُنكِرُ ذلكَ بالجهلِ العظيمِ !

يقول شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة -رحمهُ اللهُ- في [مجموع الفتاوى(6/586)]
:"لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة.
... وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة .
... ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد.
... وما علمت من قال إنها غير مستديرة - وجزم بذلك - إلا من لا يؤبه له من الجهال."

و هذَا هوَ الموافقُ للقُرآنِ فقد قال تعالى : { يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ}
بلْ في القُرآنِ ما هُوَ أدقُّ و هوَ القولُ بأنَّ الأرضَ بيضويَّةُ الشَّكلِ أو بالأصحِّ إهليلجيَّة الشّكيل (Elliptic) قالَ جلَّ في عُلاهُ : {وَ الأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}.
و الدَّحيُ هو بسطُ الشّيءِ أوْ تصييرُهُ مثلَ البيضةِ و الثّانِي منقولٌ.
فالأصلُ في الدَّحيِ هو البسطُ. و قدْ ذكرَ الفرَّاءُ الأدحي مبيض النَّعامِ في الرَّملِ فالنَّعامةُ تدحو الرَّملَ برِجلِهَا ثُمَّ تبيضُ فيهِ.
و فيهِ قولُ ابنِ الرُّوميِّ :
ما أنسَ لا أنسَ خبازاً مررتُ به ... يدحو الرُّقاقة َ وشكَ اللمحِ بالبصرِ
ما بين رؤيتها في كفه كرةً ... وبين رؤيتها قوراءَ كالقمر
إلا بمقدارِ ما تنداح دائرةٌ ... في صفحة الماء يُرمَى فيه بالحجر