ضرورة الإحاطةِ باصطلاحات أهل الباطل و ثقافاتهم

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إنَّ العنايةَ بتَفهُّم اصطلاحاتِ أهلِ الباطلِ و ثقافاتِهم ـ عمُوماً ـ من أعظَم ما يُعينُ على معرفَةِ مقَاصدِهِم ؛ إذْ ما لا يتِمُّ مقصودُ التَّخاطُبِ إلاَّ به فمعرفَتُه والإحاطَةُ بهِ ممَّا يُعلَمُ بالبديهَةِ ضرُورَتُها ، فالمُسلِمُ يعرِفُ ما أرادُوهُ بها ، ثمَّ يَعْرِضُ مضمونَ ما يتخاطبُونَ به منَ الباطِلِ على ما جاءَ به الرَّسولُ و أرادَهُ ، و يجعلُهُ الأصلَ ؛ فما وافقَهُ قُبلَ و إلاَّ رُدَّ ، هذه سبيلُ أهل العلمِ و الإيمان ، أمَّا الإعراضُ عن معرفَةِ ما أرادَهُ المُبطِلُونَ باصطلاحَاتِهم و جَعلُ ذلكَ من العُلومِ التِّي لا يجوزُ النَّظرُ فيها ؛ فَـهـُوِيٌّ في حظيرةِ التنَاقُضِ و الجهلِ بالواقع ، و تفويتٌ على أهل الاسلامِ أن يُدركُوا ما عليهِ أهلُ الباطِلِ ، فلحسابِ من يبقَى السَّلفيُّ حبيسَ المُتُون لا يعرفُ ما يحُوطُه من الباطل ، بل إذا قُدِّرَ له و واجهَ ماركسيًّا أو حداثيًّا أو رافضيًّا ـ أصُوليًّا لا أخباريًّا ـ = فانَّهُ سرعانَ ما يفرُّ و يعجزُ عن مُقارعَته بالحجاج ، و السَّبب ؟ هو أنَّهُ لا يَعرفُ من مصطلحات القوم و لا من الحقِّ و براهينِه ما يدفعُ به عاديةَ المُبطِل ، و هذا فضلاً عن إمكَانِ حراسةِ النَّصِّ المَعصُومِ !