لَيْسَ قَوْمٌ خَيْرًا مِنْ أَهْلِ الْحَدِيث: موقف مع شيخنا التقي النقي الخفي باعماله (رحمه الله تعالى رحمة واسعة)

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم

الحمد لله والصلاة والسلام على مصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
احببت في هذه السطور أن اذكر موقف حصل معي لشيخنا المحدث المسند الشريف صبحي البدري السامرائي.
بعد احتلال بغداد من قبل الامريكان قل ذهابي للشيخ في مسجد 12 ربيع الاول وكنت في حينها اعمل في سوق الكتب في شارع المتني ببغداد وأيضا انقطعت عن السوق، اذهب في الاسبوع أو الاسبوعين مرة واحدة بسبب الاوضاع المضطربة، وكنت حينها ذكرت لشيخنا كتاب معرفة السنن والاثار المروية عن الامام الشافعي للامام البيهقي، فطلب الشيخ مني ان احصل له نسخة منه والشيخ رحمه الله تعالى معروف بشغفه بتحصيل كل ما يطبع من كتب الحديث، فانقطعت مدة كما اسلفت، وإذا في احد الليالي ارى فيما يرى النائم أن الشيخ جالس على اريكة، فقال لي: لمإذا انقطعت ولا تأتينا، إذا لم تأتي سوف اسحب الاجازة منك؛ فانتبهت من نومي وأنا مندهش، فذهبت في نفس الاسبوع الى سوق الكتب ببغداد فدخلت الى المكتبة التي كنت اعمل فيها فسلمت على صاحبها احمد النعيمي ـ اختطف في احداث سنة 2006 هو ومعه آخرين ـ وإلى الان لا يعرف له خبر ـ فبادرني بالقول: اين أنت الشيخ سأل عنك يريدك؟ فما أن اتم كلامه دقائق والشيخ رحمه الله تعالى مر من أمام المكتبة ودخل الى المكتبة المجاورة وكان من عادته الجلوس فيها، فاسرعت خلفه ودخلت وسلمت عليه وقبلت يديه الندية، فقال لي: اين انت؟ اوصيتك تحصل لي كتاب معرفة السنن والآثار؟ فقلت نعم شيخي حاضر ساحصله لك والحمد لله حصلت على الكتاب وجلبته للشيخ.
فهذه كرامة للشيخ رحمه الله تعالى. وأنا أشهد بها له. ولا جرم أن أهل الحديث هم أهل كل صلاح وتقوى وأهل لكل مكرمة. رحم الله تعالى شيخنا واسكنه فسيح جناته. ونقل ابن مفلح رحمه الله تعالى: ونص أحمد رضي الله عنه على أن أصحاب الحديث هم الطائفة في قوله عليه السلام { : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق } ونص أيضا على أنهم الفرقة الناجية في الحديث الآخر ، وكذا قال يزيد بن هارون .
ونص أحمد على أن لله تعالى أبدالا في الأرض قيل : من هم ؟ قال إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أعرف لله أبدالا .

وقال أيضا عنهم: إن لم يكونوا هؤلاء الناس فلا أدري من الناس؟ ونقل نعيم بن طريف عنه أنه قال في قول النبي : صلى الله عليه وسلم {لا يزال الله تعالى يغرس غرسا يشغلهم في طاعته} قال هم أصحاب الحديث .