-
حراره الصيف تصيب بالتوتر
اغنام - ابل - دواجن - طيور
حرارة الصيف تصيب بالتوتر وتدفع نحو العنف وتظهر الميول العدوانية
مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة المصحوبة بالرطوبة يفقد الإنسان كميات كبيرة من العرق، ويصاحب ذلك شرب سوائل أخرى لتعويض الماء المفقود فيختل اتزان الأملاح في الدم مما يؤثر بالتالي على أداء المخ والجهاز العصبي ويصبح الإنسان أكثر توترا وعصبية.
في أحيان كثيرة تدفع عصبية الصيف إلى أشكال مختلفة من العنف التي قد تصل إلى حد ارتكاب الجرائم في بعض الأحيان، خاصة لدى الأفراد ذوي الميول العدوانية.
ويقول الدكتور مصطفى توفيق عضو الكلية الملكية البريطانية واستشاري الأمراض الباطنية بمستشفى عيادة الدوحة: إن الجسم مع فقدان كميات كبيرة من العرق فإنه يفقد معه مادة كلورايد الصوديوم، وهو نوع من الأملاح داخل الجسم التي يؤدي نقصها إلى حالة توتر شديدة، تصل عند ازديادها إلى التشنج العصبي، في حين أشار إلى أن تأثير نقص ذلك الملح داخل الجسم يكون ذا تأثير محدود على الأفراد العاديين إلا أنه لا يمنع كون الشخص عرضة للتوتر والعصبية خلال الصيف، فضلا عن أن درجات الحرارة المرتفعة تصيب الإنسان بضعف عام في العضلات وارتخاء وإجهاد شمسي أو التي تتطور فيما بعد إلى ما يعرف بـ«ضربة شمس» وهي حالة من النقص الشديد للسوائل داخل الجسم مما يؤدي إلى اختلال في تنظيم الحرارة داخل المخ، وقد تصل درجة حرارة الإنسان إلى 42 درجة.
وأشار توفيق إلى ضرورة حرص الفرد على تعويض الجسم بالأملاح الإضافية في فترات الصيف خاصة في حال فقدان كميات كبيرة من العرق، وذلك عن طريق تناول بعض العصائر ذات الأملاح المعدنية العالية منها عصائر البرتقال التي تتمتع بنسبة عالية من البوتاسيوم، أو اللجوء إلى تناول الأملاح في شكل أقراص متداولة في الصيدليات.
ويرى خبراء الأرصاد الجوية أن الرطوبة الزائدة من أهم المتهمين في زيادة الإحساس بـ «الموجة الحارة» فكلما ارتفعت نسبة الرطوبة زاد الإحساس بالحرارة بشكل أكبر من درجات الحرارة المعلنة، فعلى سبيل المثال إذا كانت درجات الحرارة المعلنة 41 درجة مئوية، والرطوبة النسبية أثناء النهار تتجاوز 35% فإن إحساس الإنسان بحرارة الطقس يزداد، لتقترب درجة الحرارة المحسوسة من 50 درجة مئوية، وهو ما يدعو إلى القلق في مجتمعنا القطري حيث ترتفع نسبة الرطوبة في فصل الصيف بدرجة كبيرة.
وتشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يؤثر على العلاقات الأسرية حيث تميل الزوجة إلى العنف والتوتر مما يجعلها أكثر عدوانية بل وتكون متحفزة لأي توتر أسري، وهو ما أكدته دراسة مصرية للدكتورة سميحة نصر الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة حول العنف ضد الأزواج إذ أشارت إلى أن 60% من حالات الاعتداء جرت صيفاً بفعل ارتفاع درجة الحرارة، حيث يكون الجهاز العصبي أكثر استثارة وتهيؤا لدفع الزوجة لممارسة العنف، كما تشير الدراسة إلى أن 35% من حالات الاعتداء تحدث صيفاً في الوقت الذي تعاني فيه الزوجة من الإحباط، أما إذا كانت الزوجة لا تتمتع بصحة جيدة، وقوة في البنيان فإن 40% من حالات الاعتداء على الأزواج تجري باستخدام الآلات الحادة، وان 15% من الزوجات المعتديات يلجأن إلى دس السم والحبوب المنومة، و10% يستخدمن العصا، أما السلاح الناري فتلجأ إليه الزوجات بنسبة 55%.
وفي حين تقول بعض الدراسات أن درجة الحرارة العالية تكبح العدوانية نظرا لأن الفرد يعاني من حالة إنهاك شديدة وارتخاء، كذلك هي درجة الحرارة المنخفضة التي تصيب بالتجمد وبالتالي يصعب الحركة معها، ولكن الثابت أنه كلما ازدادت درجة الإنهاك والارتخاء فإن الفرد لا يتحمل الضغط ويصبح سريع الانفعال والتوتر، غير أن تلك الدراسات أكدت أن درجة الحرارة المتوسطة لها علاقة وثيقة بارتفاع عدوانية الفرد.
pvhvi hgwdt jwdf fhgj,jv
