عطلة أم إجازة

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


لست بصدد شرح هذين المصطلحين , وذكر الفروق بينهما ,وأيهما الأصوب من الآخر , وإن كان مصطلح الإجازة أخف على النفس وألطف من ( العطلة) التي تقتضي الإهمال وترك العمل , قال تعالى : ( وبئر معطلة وقصر مشيد )(الحج:45) أي لايستقى منها, ولايردها أحد بعد كثرة وارديها والازدحام عليها .
والحقيقة المرة التي لاتقبل الجدال أن كلا الأمرين ليس واردا" في حياة المسلم حيث يقول تعالى : (فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب )( الشرح:7:8) أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها , وقطعت علائقها ,فانصب في العبادة ,وقم إليها نشيطا فارغ البال .
وإن الانفتاح الذي تعيشه أمتنا على ثقافات الأمم الخاملة , قد لعب دورا" خطير" في تشرب مجتمعاتنا الإسلامية لكثير من زيف تلك الثقافات , من تفنن في تضييع الأوقات وإهدار للطاقات في سفاسف الأمور , سياحة زعموا , واستجماما وهموا ,فأصبحنا ما أن يدق جرس الإجازة مؤذنا بالبدء ,إلا وقد ضاقت بنا مباني الجوازات ,وازدحمت بنا المطارات ,ولا إخالناإلا وقد أضحينا عبئا" ثقيلا" على بلاد لايعتبرنا أهلها ضيوفا"خفيفي الظل , بل فريسة جاهزة , ولقمة سائغة ,وغنيمة باردة , يسلبوننا أموالنا في وضح النهار ,ونحن نقهقه بصفاقة وجه ملئ شدقينا , وكأنما أعطونا ولم يأخذوا منا , ولوكانت القضية قضية مال لهان الخطب وسهل المصاب , ولكنها سرقة أعمار وأوقات وجهود وطاقات ! لن ترجع إلى يوم الدين .
فعلى المسلم أن يراجع حساباته , ويقيم أفكاره ومخططاته.
ولتكن هذه الإجازة فارقا" في حياته عن بقية الإجازات السابقة , وليضع الأهداف السامية وليخطط لها تخطيطا" مناسبا" يتوائم مع ظروفه وإ مكانياته,فحري به أن يغنم خيرا إن فعل ويسلم من شرور نفسه وشيطانه , والله الموفق .