عبدالفتاح عسيري: المؤثر وراء تألقي

http://www.arreyadi.com.sa/media/k2/...2c0a28e4_M.jpg

كشف عبدالفتاح عسيري نجم فريق الاتحاد الأول لكرة القدم سر إهدائه ميداليته الذهبية لمنصور البلوي عضو الشرف المؤثر، موضحاً مساهمته الكبيرة في عودته إلى التألق، وشدد موهبة الاتحاد على أن لاعبي الفريق الكبار كان لهم دور كبير في تحقيق الفريق لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين من خلال نصائحهم ووقفتهم الدائمة مع اللاعبين الشباب، مشيراً إلى أن تحقيق البطولة لم يأتِ صدفة وجاء نتيجة طبيعية لاجتهاد جميع الاتحاديين الذين عملوا على تحقيق هذا الهدف.
الموهبة الاتحادية عسيري تحدث عن الاحتفالية التي أقيمت له في صبيا وتطرق لضياع نصف مكافآته، وتحدث عن أمنيته في اللعب إلى جانب الأرجنتيني ميسي نجم برشلونة وعن العديد من الأمور في هذا الحوار.

نبارك لكَ حصولكَ مع الفريق الاتحادي على بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.. وماذا تقول عن هذه البطولة؟
ـ باختصار هذه البطولة شهادة ميلاد لي في عالم البطولات مع نادي الاتحاد، ودائماً أولى البطولات يكون لها طعم خاص وذكرى جميلة تستمر مع اللاعب طوال حياته يتذكرها ولا يستطيع أن ينساها بالإضافة أن هذه البطولة من خلالها قدمنا أنفسنا كاللاعبين شباب للجماهير الاتحادية بصفة خاصة وللجماهير الرياضية بصفة عامة، وهي بطولة غالية جداً على جميع الاتحاديين وجاءت في الوقت المناسب الذي كان فيه الجميع لا يتوقع أن يحقق الفريق الاتحادي في هذا الموسم بطولة عطفاً على المستويات الضعيفة التي كان يقدمها الفريق في الدوري إلى جانب خروجه من البطولتين الآسيوية وكأس ولي العهد.

هل رحيل النجوم الكبار جعلكم تحت الضغط وحملكم المسؤولية مبكراً؟
ـ في البداية دعني أؤكد للجميع مدى العلاقة القوية والأخوة التي تربطنا باللاعبين الكبار فهم لهم أدوار إيجابية كبيرة نحو جميع اللاعبين الشباب من خلال النصائح والتوجيهات التي وجدناها منهم طوال الفترة التي كانوا متواجدين مع الفريق ولا نستطيع في خضم هذه الأفراح أن نتجاهل هؤلاء النجوم الكبار الذين استفدنا منهم كثيراً.
أما بالنسبة للمسؤولية بالفعل لقد تحملنا هذه المسؤولية بعد الاجتماع الخاص الذي عقده رئيس النادي المهندس محمد فايز ونائبه المحامي عادل جمجوم وتم خلال هذا الاجتماع تأكيد ثقة الإدارة فينا وكانت كلمات الرئيس ونائبه الشرارة التي أشعلت في جميع اللاعبين الحماس إضافة إلى الإصرار الكبير الذي كان يتمتع به الجميع بأن لا نخيّب ظن الرئيس ونائبه والجهازين الإداري والفني ومن قبلهم الجماهير الاتحادية واستطعنا أن نثبت جدارتنا الكبيرة وأن نهديهم في آخر المشوار أغلى البطولات المحلية كأس خادم الحرمين الشريفين.

متى شعرت بأن الاتحاد اقترب من تحقيق البطولة؟
ـ بعد مباراة الإياب أمام الهلال في الرياض وبعد أن أدرك الفريق الاتحادي هدف التعادل عن طريق زميلي اللاعب عبدالرحمن الغامدي وتأهلنا إلى دور الأربعة شعرت بعدها أننا في الطريق الصحيح وأن الفريق قادرعلى تحقيق الانتصار في دور الأربعة والبلوغ للمباراة النهائية وكان هذا هو حديثي مع زميلي فهد المولد أثناء عودتنا من الرياض إلى جدة حيث كان شعورنا مشترك بأننا اقتربنا من المباراة النهائية رغم عدم معرفتنا وقتها بالفريق الذي سنواجهه الاتفاق أو فريق الفتح لكن ثقتنا كانت كبيرة بأنه لن يوقفنا أحد عن تحقيق رغبتنا الكبيرة بالوصول للنهائي وحصد اللقب الغالي.

من أول من اتصل بكَ عقب تحقيق البطولة؟
ـ أول اتصال تلقيته في غرفة الملابس كان من توفيق جابر عسيري والدي (أطال الله في عمره) وهو بالمناسبة مدرب لفريق الشباب بنادي الأمجاد بصبيا وهو من أصقل موهبتي وعلى يديه تعلمت أبجديات كرة القدم، حيث كان في قمة سعادته بتحقيق الاتحاد لهذا اللقب وكانت سعادته الكبيرة ليس فقط بابنه عبد الفتاح بل بجميع اللاعبين الشباب في الاتحاد، كان دائماً يردد بأن الاتحاد يحتاج إلى مجموعة من الشباب ينضمون للفريق وبحكم تواجده في أوقات سابقة في مدينة جدة وحرصه على متابعة تدريبات الشباب في تلك الفترة كان دائماً يشيد بهذه الأسماء التي تمثل الفريق الأول حالياً وكان يقول سيأتي يوم يرسمون لوحة جميلة للفريق الأول الاتحادي فقط عندما يمنحهم أي مدرب الفرصة ويمنحهم الثقة سيضعون لهم بصمة، ولم تخيب جميع توقعاته عن هؤلاء اللاعبين فهي نظرة فنية بحتة وشهادتي في والدي بالتأكيد ستكون مجروحة.

يردد البعض أن الاتحاد كسب البطولة لإرهاق بقية الأندية.. ما تعليقكَ؟
ـ تتويج الاتحاد مستحق بشهادة كل الرياضيين في الوطن العربي وجميع النقاد في السعودية قالوا بأن فريق الاتحاد هو الأحق بهذا اللقب الكبير عطفاً على المستويات الكبيرة التي قدّمها الفريق في جميع المباريات، والاتحاد يملك لاعبين ويملك مدرباً مميزاً وجهازاً إدارياً جيداً، فجميع الاتحاديين اجتهدوا لتحقيق هذه البطولة ونالوا نصيب اجتهادهم.

ظهرتَ بصورة متألقة وفي بعض المباريات انخفض مستواكَ.. ثم عدتَ فجأة للتألق ما السر؟
ـ لهذا الموضوع قصة ففي إحدى المباريات التي شاركت فيها مع الفريق الاتحادي لم أظهر بالمستوى المأمول أو المتوقع مني فكانت المفاجأة الكبيرة أن طلبني عضو الشرف منصور البلوي للحضور إلى منزله وكانت المرة الأولى بالنسبة لي وكنتُ في حالة استغراب وقلق لعدم معرفتي لسر هذا الطلب، وبعد أن حضرت إلى أبو ثامر تحدث معي بكل بساطة وأزال في بداية حديثه القلق والتوتر من خلال كلماته الجميلة ونصائحه المفيدة بعدها سألني عن عدم ظهوري بالمستوى الكبير في تلك المباراة وقال لي: أنتَ لاعب لديك الإمكانيات الكبيرة وقادر أن تقدم أفضل المستويات في جميع المباريات مع الفريق الاتحادي ونحن نتأمل منكَ الشيء الكثير فإذا كان عندكَ أي مشكلة تواجهكَ لا تتردد في كشفها لإدارة النادي أو لمدير الكرة أو الاتصال بي مباشرة، أهم شيء لا يشغل تفكيركَ أي شيء خارج الملعب.

ماذا حدث بعد هذا الاجتماع؟
ـ بصراحة كان شهادته وثقته فيني أكبر دافع لأن أبذل قصارى جهدي واستفدت من نصائحه كثيراً وكنت قد وعدته أن يشاهدني بصورة مختلفة، وبالفعل تغير الوضع لدي واستطعت أن أستعيد مستواي وأقدم أفضل المباريات مع الاتحاد في بطولة الدوري وفي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وأصريت بعد تحقيق الفريق للقب أن أقوم بزيارته في منزله وإهدائه الميدالية الذهبية التي حصلت عليها فهو كان له الدور الكبير فيما قدمته بعد الاجتماع بي لأول مرة في منزله وتعامله معي كأب وليس كمسؤول أو كعضو شرف، لذلك لن أنسى ذلك الاجتماع ولن أنسى دور أبو ثامر المعنوي معي في أهم محطة في حياتي وهي بدايتي الفعلية في الظهور المميز مع كوكبة من نجوم الاتحاد الأبطال.

ما سر العلاقة بينكَ وبين فهد المولد؟
ـ علاقتي قوية مع جميع لاعبي الاتحاد فنحن أسرة واحدة ولا يفرق بيننا شيء ونكون دائماً مع بعضنا في النادي وخارج النادي، لكن فهد تربطني به أخوة كبيرة وهو قريب جداً إلى نفسي ويُعد من أكثر الأشخاص الذين أتحدث معه ونتناقش فيما بيننا في الكثير من الأمور الخاصة بالنادي
أو الخاصة بصفة شخصية وفهد بدون أن أتحدث يفهم ماذا يدور في رأسي، وهذا التفاهم الكبير بيننا انعكس كثيراً على الانسجام والتفاهم بيننا داخل أرضية الملعب وتغيير المراكز وإرسال الكرات وفي الكثير من الأوقات أفهم أين سيتوجه قبل لعب الكرة؟.

لهذا السبب أنت تتواجد الآن مع فهد في إسبانيا؟
ـ صحيح نحن منذ فترة طويلة وخاصة مع تعدد المشاركة مع الفريق الاتحادي ومع المنتخب الوطني الأول كان تفكيرنا ينصب أن نقضي الإجازة مع بعض في إحدى الدول الأوروبية ولم يكن في بالنا وقتها أن تكون هذه السفرية إلى إسبانيا، لكن بعد تحقيق كأس الملك كان لنا اجتماع مع مدرب الفريق بينات وهو من أشار علينا بالسفر لإسبانيا نقضي جزءاً من إجازتنا في الاستراحة والاستجمام وبعدها ندخل في برنامج تدريبي لياقي مكثف في إحدى الأكاديميات في برشلونة بعد أن تم الترتيب لها مسبقاً من قبل بينات فنحن في حاجة ماسة أن نحافظ على العامل اللياقي لدينا خاصة أن فترة الإجازة طويلة جداً ولو اعتمدنا فقط على التدريبات عند انطلاقتها في شهر رمضان هذا سيعرضنا إلى خمول كبير لذلك لا بد من مواصلة التدريبات من خلال هذا البرنامج، وهناك لاعبون آخرون من الفريق الاتحادي من المتوقع أن يلتحقوا بنا خلال الأيام القليلة القادمة بعد أن تم الترتيب لهم في نفس الأكاديمية.

احُتفِلَ بكل الرياضيين في مدينة صبيا بعد تحقيق الكأس.. كيف وجدتَ هذه الاحتفالية؟
ـ صبيا مدينة عزيزة على قلبي حيث ولدت وتربيت وترعرعت فيها وأكن لها ولأهلها كل حب وتقدير، حقيقة كنت أتوقع أن يحتفى بي بعد تحقيق كأس الملك بحكم أن هذه المدينة الشريحة الكبيرة فيها هم من أنصار نادي الاتحاد، لكن لم أكن أتوقع أن يكون هذا الاستقبال وهذه الحفاوة الكبيرة والاحتفال المبهر الذي أقيم لي وتقديم العديد من الهدايا التذكارية مهما قدمت لهم الشكر والعرفان على ما قدّموه لي لن أوفيهم حقهم.

يتردد أنكَ فقدتَ في مدينة صبيا نصف مكافأة البطولة.. هل هذا صحيح؟
ـ كنت لا أرغب في الحديث عن هذا الأمر، والحقيقة إنني لم أفقد المبلغ ولكن تبرعت به لأعمال الخير في مدينة صبيا كجزء من الواجب علي نحو هذه المدينة الغالية والتي للأبد أن يكون لها نصيب من أول مكافأة كبيرة أحصل عليها بعد أول لقب لي مع الاتحاد، ويظل مهما قدمت لن أوفي حق هذه المدينة وتمنيت أن أملك أكثر من هذا المبلغ فلن أتردد في تقديمه في المشاريع الخيرية لمدينتي الغالية.

كيف ترى مشاركة الاتحاد في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل؟
ـ أرى أن الفريق الاتحادي بالمجموعة الحالية التي ستعزز بعناصر أجنبية محترفة جيدة يملك حظوظاً وافرة للذهاب بعيداً في البطولة الآسيوية وهذا ليس بغريب أو جديد على الاتحاد الذي عرف من خلال مشاركاته الدائمة في البطولة الآسيوية يضع له بصمة واضحة، الآمال والطموحات كبيرة جداً بالنسبة لنا وسنكون على قدر المسؤولية.

تبدو واثقاً من قدراتكم كجيل شاب؟
ـ الشيء الذي يمنحني الثقة هو الجمهور الاتحادي الذي يدعم ويحفز اللاعبين عند نزولهم لأرضية الملعب ومع بداية المباراة ومن يمنحني الثقة أكثر هو عندما أقوم بتمريرة ممتازة لأحد مهاجمي الفريق وتثمرعن هدف تزيد كثيراً في ثقتي.

من الفريق المفضل الذي تتمنى أن تلعب ضمن صفوفه؟
ـ أتمنى أن ألعب برفقة لاعبي فريق برشلونة رغم أنه حلم بعيد المدى إلا أنه من حق أي لاعب أن يحلم ويستعد في نفس الوقت من أجل تحقيق حلمه، وأن أكون بجوار أفضل لاعب في العالم ميسي.

المساحة الأخيرة متروكة لك
ـ أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي من أجل الالتقاء بقراء الرياضي، وأحب أن أشكر الجماهير الاتحادية التي هي سندنا الرئيسي والتي دعمتني كثيراً وكانت أحد أهم الأسباب لتحقيقنا أغلى البطولات السعودية.